القانون الذي يحكم دولة إسرائيل وحكوماتها

القانون الذي يحكم دولة إسرائيل وحكوماتها

القانون الذي يحكم دولة إسرائيل وحكوماتها

 العرب اليوم -

القانون الذي يحكم دولة إسرائيل وحكوماتها

بقلم - نبيل عمرو

في إسرائيل، هنالك قانون الرمال المتحركة، المُقرر بشأن الحكومات، من تبقى ومن تغيب، وكثيراً ما كانت الانتخابات العامة تأتي بما لم يكن متوقعاً، حتى لو قدرت استطلاعات الرأي «الدقيقة» عكس ذلك.

أسباب كثيرة لفاعلية قانون الرمال المتحركة، منها قوة أو ضعف الحملة الانتخابية، وقيام الحكومة المهددة بالسقوط بمفاجأة مدوية، إما ضربة قوية للفلسطينيين، أو لمفاعل نووي عربي قيد الإنشاء، وكذلك وجود «بيضة قبان» مرجِحة، حال التوازي في الأصوات ونشوء تحالفات مصلحية لا صلة لها بالمواقف والبرامج السياسية!

وعلى ضوء الخلاصة التي تتبلور بعد إعلان نتائج الانتخابات النهائية تتشكل الحكومات حاملة في داخلها إمكانات عالية لأن لا تستمر، إذ بوسع التشكيل المرجح المسمى بيضة القبان أن يقوض الحكومة ويرسل الجميع إلى انتخابات جديدة، حتى لو بلغت خمس مرات في أقل من خمس سنوات!

في الوقت الراهن... حيث حكومة الأغلبية المريحة، التي ربما توفر لنتنياهو رئاسة لمدة ثلاث سنوات، ظهرت فوق الرمال المتحركة حالة هي الأغرب منذ تأسيس الدولة، قوامها الانفصام بين الأغلبية البرلمانية شبه المضمونة حتى نهاية عهدها، والأغلبية الشعبية التي تبلورت باتجاه معاكس للحكومة، فالبرلمان في جانب والشارع في الجانب المقابل، وهذه الحالة أفرزت احتمالات أن يدفع اليمين صاحب الأغلبية البرلمانية ثمناً باهظاً إذا حدث تطور يؤدي إلى تبكير موعد الانتخابات، وفي حال عدم حدوث هذا «التطور»، وعلى الأرجح وحسب المعطيات الراهنة، ألا يحدث، فإن الاحتمال المرجح حسب حالة الشارع وأرقام الاستطلاعات، أن ينزاح اليمين عن رئاسة حكومة خالصة له، وأن يكون نتنياهو «جوكر» اليمين الرابح دوماً خارج اللعبة، أي أن تكون رئاسته الحالية المهددة بالقضاء، وتراجع الشعبية في الشارع، واحتمالات انشقاقات في معسكره، آخر رئاسة له، وهذا ما سيخلق معضلة كبيرة لقوى اليمين التي لن تجد زعيماً موحداً لقواه، كما كانت عليه الأمور، زمن الزعامات القوية التي تحكمت باللعبة وحافظت على نفوذ اليمين، مثل بيغن وشامير وشارون.

ازدواجية اللعبة البرلمانية، مع تراجع الأغلبية الشعبية، عززا من جديد مكانة العرب المؤثرة في أي تشكيلة حكومية مقبلة، والأمر يتوقف على ارتفاع نسبة التصويت العربي في الانتخابات العامة، وكذلك على تطوير قوة خصوم نتنياهو وائتلافه الذين يتصدرهم الآن غانتس ولبيد، إذ للمرة الأولى يتمكن حزب ناشئ يقوده الجنرال غانتس بالتفوق على حزب «عريق» يتزعمه نتنياهو.

وهنالك عامل آخر يتصل بتصويت الدروز الذين يشعرون على نحو جماعي بخذلان اليمين لهم، بل وبخذلان الدولة لدورهم في تأسيسها والدفاع عنها.

ولأننا في أول عهد الحكومة الائتلافية التي يقودها نتنياهو ويعاني في السيطرة عليها ما يعاني، فإن السنوات الثلاث المقبلة، وإن كانت الأغلبية البرلمانية هي المقرر الوحيد في بقائها أو رحيلها، فإن قانون الرمال المتحركة وهو في الوقت ذاته قانون المفاجآت، ربما يحمل بفعل الثلاث سنوات التي هي العمر القانوني للحكومة الحالية، ما يخالف التوقعات السائدة حتى الآن، فأي مغامرات سيلجأ لها نتنياهو لاستعادة مكانته المتكرسة كقائد كاريزماني لليمين المتشدد؟ أو كعنوان له؟ وأي إخفاقات سيقع فيها خصومه، وهم مشهورون بها، إذ لولا إخفاقاتهم لما عاد لرئاسة الحكومة أصلاً؟ وهل يتراجع التصويت العربي إلى حدود دنيا ما يؤثر حتماً على النتائج وطبيعة الحكومة، واضعين في الاعتبار إسهامهم الحاسم في تقويض حكومة كانت توصف بالاعتدال النسبي لتأتي الحكومة اليمينية الحالية التي قد تعيش كامل مدتها القانونية وهي ليست بالقليلة على أي حال؟

قانون الرمال المتحركة يحمل الشيء وعكسه، فبفعله تتشكل حكومة، وبفعله يطاح بها، وتاريخ إسرائيل القصير والمكتظ بحكومات من كل لون يؤكد ذلك.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القانون الذي يحكم دولة إسرائيل وحكوماتها القانون الذي يحكم دولة إسرائيل وحكوماتها



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab