منظمة التحرير مرحلة الانقسامات الزاحفة

منظمة التحرير... مرحلة الانقسامات الزاحفة

منظمة التحرير... مرحلة الانقسامات الزاحفة

 العرب اليوم -

منظمة التحرير مرحلة الانقسامات الزاحفة

بقلم - نبيل عمرو

الدور التاريخي لمنظمة التحرير الفلسطينية، لعبته بكفاءة حين تكرست كإطار تمثيلي وقيادي جامع لكل القوى الوطنية. تعامل معه العالم بجدية، ما راكم إنجازات سياسية ومعنوية للشعب الفلسطيني وقضيته، بعد أن أوشكت في زمن ما قبل الثورة على التلاشي.
لستُ في هذه المقالة أعرض مزايا منظمة التحرير كلها، وما حققت وما لم تحقق؛ لأن الواقع الفلسطيني بصورته الراهنة يتطلب التركيز على إنجاز نوعي واحد لم يعد قائماً الآن، وهو أن المنظمة نجحت في احتواء أو إنهاء كل الانشقاقات التي وقعت في الساحة الفلسطينية؛ سواء بين فصائلها المتعددة أو بين الفصيل الواحد.
كانت الانشقاقات - مهما اتسعت وتعمقت وحين كانت تصل في بعض الحالات إلى حافة الحرب الأهلية ولو في ساحات «البنادق» - تجد إطاراً يمتلك كل المقومات الفعالة لاستعادة الوحدة، هو المجلس الوطني «البرلمان الأعلى»، والوعاء الصحي والصحيح لجمع شمل المختلفين، والخروج من مآزق الانقسامات والانشقاقات بأقل الضرر. حدث ذلك في مجلس عمَّان الذي أنقذ المنظمة من التلاشي، وحدث كذلك في مجلس الجزائر الذي أنقذ الصيغة الجبهوية من التفكك، وأعاد الفلسطينيين إلى علاقاتهم الطبيعية بين موالٍ ومعارض، ولكن داخل الإطار الواحد، ووفق برنامج سياسي ملزم. حتى حين أقدمت المنظمة على ما كان يعتبر كبيرة الكبائر، أي الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، لم تنقسم المنظمة ولم تتشقق، ولكن تمكنت من تثبيت ثنائية التعايش بين الموالاة والمعارضة في البيت الواحد، مع احتفاظ كل فصيل، وحتى كل عضو، بالتمسك بموقفه والترويج له.
هذا الوضع الذي كانته منظمة التحرير وهي في المنفى، لم يعد قائماً في الوطن.
في زمن المنفى كانت المنظمة إطاراً جامعاً، واحتياطياً استراتيجياً للوحدة الوطنية، مهما بلغ الاختلاف حول الخيارات، إلا أن التحول المأساوي حدث في مرحلة الوطن، ولقد تجسد في أن ما كان مدخراً من أجل الوحدة واحتواء وتصفية الانشقاقات، أضحى هو ذاته حاضنة لانقسامات إضافية، انزلق إليها الوضع الفلسطيني برمته.
لم تعد الحكاية مجرد انقسام بين «فتح» في الضفة و«حماس» في غزة، كما تعودنا على وصف الحالة على مدى 15 عاماً؛ بل تطور الأمر إلى أن يصل الانقسام الزاحف إلى كل إطار فلسطيني يفترض أن يكون واحداً. فقد تأجلت أو ألغيت الانتخابات العامة بفعل الانقسام. وتوزع القوم بين قابل ورافض ومتحفظ ومقاطع، للمرحلة الأولى من الانتخابات المحلية. والمأساوي في الأمر أن الطبقة السياسية التي لم تبرع إلا في إدارة تشبثها بوضعها، لم تنجح؛ بل لم تكترث أصلاً، بزحف وباء الانقسام على بيتها المتبقي، منظمة التحرير؛ بل اتخذ كل طرف منهم مكانه حسب حصته داخل ما تبقى منها أو خارجها. والمشهد الأخير الذي أداه المجلس المركزي الذي انعقد في رام الله قبل أيام قليلة، كرَّس حكاية الانقسام الزاحف الذي لم يقف عند حد، ولم توجد بعد الآليات التي توقف زحفه، بدون الطمع في استعادة الوحدة كما كانت.
مشهد آخر:
في اليوم الذي كان فيه الرئيس محمود عباس يمنح عدداً من قادة المنظمة «الآفلين» أوسمة رفيعة التصنيف، بدت كما لو أنها مكافآت نهاية خدمة، اقتحمت إسرائيل المشهد الاحتفالي بأن أعدمت 3 شبان في قلب مدينة نابلس، وفي وضح النهار. كانوا - رحمهم الله - من أهل البيت ضمن تشكيل «كتائب شهداء الأقصى» الفتحاوي. إسرائيل التي قامت قواتها بالقتل تدرك أنها لم تقم بمجرد عقوبة كما تقول؛ بل فتحت الأبواب على مصاريعها لتطورات قادمة ربما تكون أشد فداحة من كل ما سبقها.
أرادت إسرائيل أن تقول بلغة الرصاص والدم، إن الحكاية في أصلها هنا، وهكذا، وليست في أي مكان آخر.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منظمة التحرير مرحلة الانقسامات الزاحفة منظمة التحرير مرحلة الانقسامات الزاحفة



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:15 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

غزة.. التي أصبحت محط أنظار العالم فجأة!

GMT 06:22 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

استعادة الدولة بتفكيك «دولة الفساد العميقة»!

GMT 19:00 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

لبنان يحذر مواطنيه من عاصفة "آدم"

GMT 06:23 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

السودان... تعثّر مخطط الحكومة «الموازية»

GMT 01:14 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

الإفراج عن صحفي تونسي بارز من معارضي سعيد

GMT 01:46 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

انفجارات عديدة تهز العاصمة الأوكرانية كييف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab