لكن جرائم الإنسان أكثر

لكن جرائم الإنسان أكثر

لكن جرائم الإنسان أكثر

 العرب اليوم -

لكن جرائم الإنسان أكثر

طارق الحميد
بقلم - طارق الحميد

لا شك أنَّ الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا الأسبوع الماضي، كان أمراً مأساوياً، آثاره ستبقى في الأذهان، والوجدان، لذوي الضحايا، والمتضررين، ولكل ضمير حي، في منطقتنا، أو خارجها.
إلا أنَّ هذه المأساة ليست الوحيدة بمنطقتنا، صحيح أن الزلزال هو الأسوأ في 100 عام، لكن بلغة الأرقام، وأقول الأرقام، لأنه لا مقياس للألم، وما يشعر به البشر، الأرقام تقول لنا إننا شاهدنا، ونشاهد الأسوأ.
اليوم هناك من يتحدث عن كارثة الزلزال بمحاولة لإجراء «غسيل سمعة» لنظام الأسد، وهذا بحد ذاته كارثة ومأساة. الزلزال قتل بتركيا وسوريا، حتى آخر الإحصائيات، أكثر من 25 ألف شخص، وبحسب الأمم المتحدة، فإن أكثر من 5 ملايين سوري مشردون بسبب الزلزال.
وهذا أمر مؤلم، ولا يتحمله ذو فطرة سليمة، لكن ما هي أرقام جرائم الأسد وإيران بسوريا؟ وفقاً لإحصائيات عام 2021، ولا أتحدث عن الآن، قتل في سوريا نحو 400 ألف شخص.
ووفقاً للأمم المتحدة، فقد تشرد بسوريا، بسبب عنف نظام الأسد وإيران، والتدخل الروسي، أكثر من 6 ملايين سوري داخل البلاد، بينما تم تهجير 5.5 مليون خارج سوريا.
كما بلغ عدد المرات التي استخدم فيها السلاح الكيماوي بسوريا، منذ الثورة, 38 مرة، وفقاً للأمم المتحدة. 32 منها منسوبة لنظام الأسد، وقبل أسبوعين فقط، أدانت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية نظام الأسد باستخدام سلاح كيماوي بمدينة دوما بالغوطة الشرقية عام 2018.
وعليه فإن كل ما سبق، وبالأرقام، يقول لنا إن حجم الكوارث، والمآسي التي تسبب بها البشر، تحديداً نظام الأسد، وميليشيات إيران في سوريا، وكذلك التدخل الروسي، يفوق حجم المأساة التي خلفها الزلزال.
جرائم النظام كانت بسبب البراميل المتفجرة، والأسلحة الكيماوية، هذا عدا عن التعذيب، والإعدامات، وكلها موثقة، وبسببها صدرت عقوبات «قيصر». وكذلك استخدام «داعش»، وتدخل الميليشيات الإيرانية، وبسبب القصف الروسي الذي وحده قتل نحو 9 آلاف سوري.
هنا سيقول القارئ: ما المقصود؟ والمقصود أمران؛ الأول للمجتمع الدولي الذي يتحدث عن أسفه على كارثة الزلزال، تحديداً بسوريا، ويريد المساعدة الآن، بينما جرائم الأسد وإيران هناك فاقت ما فعله الزلزال، وكان جحيماً منتظماً، وليس هزة. ودون مساعدة للسوريين العزل.
والأمر الآخر المراد قوله، أن من يحاولون «غسيل سمعة» نظام الأسد بعد جرائمه في سوريا، وكذلك الجرائم الإيرانية، يرتكبون خطأ جسيماً، ومركباً. خطأ بحق ضحايا نظام الأسد، وخطأ الآن بحق ضحايا الزلزال.
وهذا ليس كلاماً مرسلاً، حيث لم يسمح نظام الأسد بدخول المساعدات لمناطق المعارضة إلا بعد 5 أيام من كارثة الزلزال، وستثبت الأيام المقبلة تلاعب النظام بذلك. كما طالب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بـ«وقف فوري لإطلاق النار» بسوريا، لتسهيل إيصال المساعدات إلى ضحايا الزلزال.
خلاصة القول أنه لا يمكن اللعب على عواطف الناس الآن، وتشتيت ذاكرتهم، كما لا يمكن قبول حلول نتائج مأساة حقيقية، لكن على حساب مآسٍ أكبر، ومستمرة، بسبب نظام الأسد وإيران.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لكن جرائم الإنسان أكثر لكن جرائم الإنسان أكثر



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab