حزب فوق الدولة حزب دمر لبنان

حزب فوق الدولة... حزب دمر لبنان!

حزب فوق الدولة... حزب دمر لبنان!

 العرب اليوم -

حزب فوق الدولة حزب دمر لبنان

بقلم - زهير الحارثي

خيانة الوطن تصنف كأبشع سلوك بشري ليس لكونه فعلاً مجرماً فحسب، بل لأنه أيضاً فعل قاتل يصعب وصفه واستيعابه لأنه طعنة في الظهر وأسلوب دنيء ولئيم قذر لا يمكن تبريره. حزب في لبنان الجريح يجسد هذا السلوك وبامتياز ويقوده شخص أعلن على الملأ أنه ينتمي لنظام طهران. قبل أيام خرج علينا الأمين العام لهذا الحزب بحديث معيب واعتدنا منه أنه يهذي ويهرف بما لا يعرف، وفي كل مرة يتجاوز كل الخطوط فيما يتعلق بعلاقات لبنان مع السعودية ودول الخليج، ويحرج بلاده وقياداتها في أمور سخيفة وتافهة، ولكن كل إناء بما فيه ينضح كما يقال. الرجل يغتنم أي مناسبة لمهاجمة السعودية ودول الخليج وتشويه مواقفها وفق تصعيد مفتعل وتطاول شخصي رخيص، يهدف من ورائه إلى التأثير على الدور السعودي داخل لبنان، وما قدمته من دعم سياسي ومعنوي ومادي، خلال العقود الماضية. هذا الرجل لا يلبث أن يفشل في كل محاولاته لأن العقلاء في لبنان لا يقبلون بما يتفوه به من ترهات وأقوال مغلوطة بل ويؤكدون أن للرياض مواقف تاريخية ناصعة ومشهودة لا يمكن نسيانها. خطاباته دائماً لا تخلو من تصعيد واتهامات وتهديدات مبطنة، واليوم وبعد كل ما جرى يشعر نصر الله في قرارة نفسه بأن ساعة الصفر قد حانت، ما يفسر لنا القلق وجرعة التوتر السياسي والطائفي.
فوجئ نصر الله بموقف الخليجيين ووحدة صفهم وتكتلهم كجبهة واحدة ما يعني تعافي مجلس التعاون، فالتعاطي مع أزمة لبنان دليل حي على هذا الترابط والالتفاف الذي يكرس معنى وحدة المصير بين الأشقاء. يتهم الآخرين وهو يعلم أن حزبه يمتلك سلاحاً خارج الدولة ويتصرف كدولة داخل الدولة ولا يكترث بمصالح الدولة والشعب، يضع مصالحه الذاتية في المقدمة ويرهن البلاد لمنفعته ويقدم احتياجاته على مصلحة لبنان العليا. الذاكرة تنزف بقصص مثيرة كأحداث انقلاب بيروت 2006، وهو دليل قاطع بأن وقوعه حينذاك لم يكن رد فعل بقدر ما كان تنفيذاً لتوجيهات خارجية واستغل لتصفية حسابات داخلية ما يعني الدوران في الفلك الإيراني، لا سيما عندما تكون المصالح الإيرانية في خطر أو تتعرض لضغوط.
سقطت مصداقية «حزب الله» وانهارت معه مشروعية دوره كحزب مقاومة، وهي الأسطوانة المشروخة التي أزعجنا بها بعدما أدار وجهة سلاحه مشاركاً ومتورطاً في جرائم نظام دمشق قبل سنوات، وكذلك دوره الطائفي المقيت قبل أكثر من عشر سنوات عندما احتل بيروت ووجه السلاح للصدر اللبناني. «حزب الله» هو ابن شرعي للثورة الإيرانية وفق ما ذكره السفير الإيراني الأسبق في دمشق والأب الميداني لـ«حزب الله» محمد حسن اختيري، مؤكداً أن إيران دعمت «حزب الله» مالياً وسياسياً ومعنوياً، مشيراً إلى أن الخميني أرسل عناصر من «الحرس الثوري» الإيراني إلى لبنان لبناء «حزب الله» عسكرياً، كما كشف عن دور إيران وسوريا في مساعدة «حزب الله» في إنشاء قناة «المنار»، واصفاً علاقة طهران بدمشق بأنها استراتيجية وعميقة.
التاريخ يقول لنا إن أيادي هذا الحزب ملطخة بالدماء وليس سراً أن ثمة جرائم بشعة هزت الشارع العربي، فكانت الأساليب واحدة والتهمة للميليشيات المحسوبة على إيران في استهداف نشطاء ومثقفين وطنيين الذين يرفضون التدخل الخارجي وهيمنة ولاية الفقيه. تورط طهران و«حزب الله» في اعتداءات مشابهة لا يمثل مفاجأة للكثيرين لمن يعرفون دور إيران كراعية للإرهاب وذراعها «حزب الله».
ما يحدث في لبنان الشقيق حقيقة يكرس صورة نموذج لميليشيا إرهابية وبامتياز سيدها يُنفذ ما يُطلب منه وبدقة. وها هو بلد الأرز الجريح يعيش وضع اللادولة ويئن من معاناته باحثاً عن حلول لملفه السياسي المعلق ومواجهاً الشعب الذي نزل للشارع منادياً برحيل الزعامات السياسية والحكومات، مطالباً بالعمل المؤسساتي بأن يُصار إلى إلغاء سياسة الإقصاء الطائفي وعدم السماح لإيران من الهيمنة على القرار السياسي وترسيخ نظام سياسي غير طائفي وإلغاء الميليشيات، وأن يكون السلاح تحت سلطة الدولة. السؤال الكبير الذي يطرحه الجميع: من المسؤول عما جرى ويجري في لبنان، وهل سيحاسب؟ لماذا ارتبطت كوارث لبنان ومآسيه بأفعال وقرارات ميليشيا «حزب الله»؟ ما الذي بقي لم يفعله «حزب الله» في لبنان من جرائم وكوارث وأزمات؟ ما السر في تدمير بلد بمكانة وتاريخ لبنان عبر مجموعة تدين بالولاء لنظام دولة أخرى؟ كيف نفهم الاستهانة بحياة الناس والهيمنة على مقدرات شعب وإخضاعه لإملاءات المتربص والحاسد؟ رموز لبنانية فقدناهم وإن كان أبرزهم رفيق الحريري ورحلوا عنا وهم يحلمون باستقلالية القرار اللبناني عن سوريا وإيران وقد قالوا كلمتهم ومشوا.
لبنان بلد مفتوح على الاغتيالات منذ عقود، وعندما ينتقد مثقف وجود السلاح خارج السلطة في بلاده فإنه بطبيعة الحال تُصبح هناك عداوة سياسية بين الحزب وهذا الناشط أو ذاك، فالحل ليس صعباً في اعتقاد الحزب. رصاصة واحدة كفيلة بإسكات هذا الصوت ومحوه للأبد. هذه عقلية نصر الله وحزبه الإرهابي، حيث يواجه الفكر والكلمة برصاصة. وكالعادة يثبت «حزب الله» قدرته على بعثرة الأوراق وإرهاب الناس والتأكيد على أن استقرار لبنان أمر لا يعنيه لا من بعيد ولا من قريب. أشنع شيء في الوجود هو أن تقتل من لديه فكر وطني ينادي باستقلالية بلاده رافضاً تدخل الخارج أياً كان وبات معلوماً أن «حزب الله» منوط به دور يتمثل في تخريب علاقات لبنان العربية تنفيذاً لأوامر إيرانية والهدف هو إثارة الفتن في مجتمعات المنطقة.

arabstoday

GMT 18:04 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل والمسرحية.. والمتفرجون

GMT 05:17 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (٦)

GMT 05:14 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

أمٌّ صنعت معجزة

GMT 05:10 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

بورصة أسماء الوزراء

GMT 05:07 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

الرد على الرد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حزب فوق الدولة حزب دمر لبنان حزب فوق الدولة حزب دمر لبنان



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
 العرب اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:07 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

سماع دوي انفجار في رفح جنوب قطاع غزة

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

شهيد في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة جنوب لبنان

GMT 16:30 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

رئيس الإمارات يستقبل سلطان عمان في أبوظبي

GMT 10:12 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

219 مستوطنا إسرائيليا يقتحمون المسجد الأقصى

GMT 18:53 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

اعتقال 3 ألمان للاشتباه في تجسسهم لصالح الصين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab