قيادات دينية تلتقي في الرياض ما الذي يحدث
قرعة الدور الفاصل لدوري أبطال أوروبا تسفر عن قمة نارية بين مانشستر سيتي وريال مدريد مكتب إعلام الأسرى الفلسطيني يقول إنه سيتم الإفراج عن السجناء الفلسطينيين مساء الخميس رئيس هيئة قناة السويس يعلن جاهزية الملاحة البحرية للعودة تدريجياً في البحر الأحمر حركتا "الجهاد" و"حماس" تسلمان محتجزَيْن إسرائيليَّيْن إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في خان يونس المحتجزان الإسرائيليان موجودان بموقع التسليم في خان يونس جنوبي قطاع غزة في انتظار سيارات الصليب الأحمر إخراج إحدى الرهائن من ركام جباليا وحماس والجهاد تتجهزان لتسليم رهائن من أمام منزل السنوار الانتهاء من تسليم محتجزة إسرائيلية في جباليا شمالي قطاع غزة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر استعدادات في خان يونس جنوبي قطاع غزة للإفراج عن محتجزين إسرائيليين متحدث باسم الجناح العسكري لحركة الجهاد يعلن الانتهاء من الإجراءات تمهيدا لتسليم اثنين من المحتجزين المقرر إطلاق سراحهما اليوم مسلحون فلسطينيون يبدأون بالانتشار في الموقع الذي من المقرر أن يشهد تسليم الرهائن في جنوب غزة
أخر الأخبار

قيادات دينية تلتقي في الرياض... ما الذي يحدث؟

قيادات دينية تلتقي في الرياض... ما الذي يحدث؟

 العرب اليوم -

قيادات دينية تلتقي في الرياض ما الذي يحدث

بقلم - زهير الحارثي

رغم وجود أصوات مغالية في تكريس العداء بين الشعوب والأمم فإن أصوات الاعتدال لا تزال تعتلي المشهد في العالم وهذا لحسن الحظ بدليل مناداتها للحوار والتعايش واحترام قيمة الأديان ومكانة الثقافات. على سبيل المثال هذه السعودية الجديدة في عهد الملك سلمان استضافت قبل أيام ملتقى «القيم المشتركة بين أتباع الأديان» بحضور ومشاركة قادة دينيين من أرجاء العالم كافة، وبإشراف منظمة رابطة العالم الإسلامي. محاور اللقاء التاريخي في الرياض الذي حضره قيادات دينية من مسيحية وبوذية وهندوسية ويهودية للمرة الأولى في تاريخ المملكة، كانت لافتة حيث تناولت مواضيع مهمة مثل الكرامة الإنسانية وتجسير الإنسانية والوسطية وتفهم الآخرين. الرسالة كانت مباشرة واستثنائية وفي عمق الحدث، فالتعاون، كما تقول الرابطة، هدفه «تعزيز المشترَكات الإنسانية من أجل عالم أكثر تعاوناً وسلاماً، ومجتمعاتٍ أكثر تعايشاً ووئاماً، منطلقاً من أرض السعودية، أرض الإشعاع والتواصل الإسلامي والإنساني». وكان موفقاً الأمين العام النشط الدكتور محمد العيسى عندما قال إننا «نرفض أي تأويل خاطئ أو متعمَّد يقوّض التعايش بين أتباع الأديان، وضرورة تجنب التقلب في المواقف من أجل أهداف مرحلية».
يعلم الجميع أن المأساة الإنسانية عمّقها غياب ثقافة التسامح، وضخّمها الجهل والتشبث بقناعات مريضة ومؤدلجة، ما سبب خللاً وانقساماً في طبيعة الحياة الاجتماعية ليعكس حالة من الانفصام لتصبح حياة منفصلة عن الحياة وبالتالي خالية من الذائقية وجمالياتها التي تكرس قيمة الحياة. وهذا ما يحتاج إليه العالم اليوم خصوصاً في ظل ما جرى ويجري فيه من صراعات ونزاعات وتقاطع مصالح وحروب فإنه بحاجة إلى لحظة تأمل واسترخاء تدفعه بالتفكير في مكانة البشرية وقيمة الإنسانية والكوكب الذي يجمعنا دون حواجز أو قيود. أدبيات الحركات الراديكالية المؤدلجة دينياً وسلوكياتها على أرض الواقع خلقت حالة من الالتباس في فهم حقيقة الشريعة الإسلامية لدى الغرب، ما خلط الأوراق وباتت الصورة النمطية لأفعال الجماعات الإرهابية هي الحاضرة في الذهن. في تقديري أن الوسطية في الإسلام لا تقر الطروحات العدائية مع الغرب، بل تنادي بمفاهيم التعايش والتسامح والحوار، وقد نادت به الشريعة الإسلامية منذ ما يربو على ألف عام، والحضارة الغربية كمضامين تدعو الآن إلى ذات المفاهيم في عالم بات إلى الالتحام أقرب.
الحقيقة أنني أرى أن عمق الرسالة التي خرجت من الرياض بالغة التأثير على مجمل العالم الإسلامي فالدولة المرجع والأم قالت كلمتها اليوم، وهذا يعني قطع الطريق على المنتفعين والمزايدين والانتهازيين والمؤدلجين. كانت السعودية توصف بأنها دولة شديدة المحافظة إلا أنها اليوم تقول إنها مع العالم ولا يمكن أن تنعزل عنه وهي تقود العالم الإسلامي وتتفاعل مع الكوكب اقتصادياً وسياسياً وثقافياً وتسعى لتكريس التسامح والتعايش واحترام الثقافات وتعزيز المشتركات كأساس للتعامل الإنساني الحضاري بين الدول والشعوب.
كما أن السعودية في داخلها أيضاً تعيش اليوم حراكاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً لتصبح دولة عصرية ومدنية، إدراكاً من القيادة السعودية أن ذلك يمثل ضرورة استراتيجية للقيام بمهمات لوضع البلاد على الخريطة الدولية والاستفادة من مقوماتها وإمكاناتها. قرار التحول يُعد أهم قرار اتخذته القيادة لأنه يعني البقاء والسيرورة كدولة مدنية متفاعلة ومتحضرة والدخول للساحة الدولية والحضور المميز في المشهد الدولي على الأصعدة كافة.
أهمية حدث ملتقى القيادات الدينية في الرياض يكمن في الإنسان والمكان والزمان بدليل الرغبة التي تولدت لدى الجميع في ضرورة تغيير الوضع القائم في عالمنا خصوصاً بعدما مشاهد العنف والرعب والقتل التي شهدها الكثير من دول العالم خلال السنوات الماضية. ولك أن تعود بالذاكرة قليلاً وتتأمل المشهد، حيث تجد أن الملامح ينهشها العنف ورائحة الموت والبارود ومشاهد الدماء وأشلاء الجثث. كلها صور مخزية ومؤلمة في آن واحد وتُرتكب باسم أسباب واهية. الصورة المذهلة هي أن تخرج هذه الرسالة الإنسانية النبيلة من قلب السعودية وبهذا الحضور الديني غير المسبوق لكي تدعو للتسامح والتقارب والتعايش واحترام الآخر. الانفتاح هي لغة السعودية الجديدة التي أدهشت العالم بتحولاتها الراهنة وفتحت قلبها وصدرها ليتسع للعالم بجميع توجهاته وألوانه ومعتقداته. هذا سلوك مهم وغير مسبوق يجب الوقوف عنده وتجب الإشادة به بعيداً عن أي تفسير آخر. ما يحدث في السعودية هي تحولات تاريخية يعجز اللسان عن وصفها لأنها لم تكن في حيز المتخيَّل أو حتى الممكن وظلت رهينة المسكوت عنه عقوداً من الزمن ولكنها اليوم وفي رؤية الأمير محمد بن سلمان تطفو على السطح بدليل أن الأفعال لم تعد وعوداً بل أصبحت أفعالاً تُترجَم على الأرض وبالتالي هي العلامة البارزة للسعودية الجديدة وما يدفعها لأن تتقدم في مسارها التنموي والثقافي والإنساني. النجاح، كما يتضح، ليس ارتجالاً بل استند إلى رؤية وعناوين ومحاور وتفاصيل وجداول زمنية يتم تطبيقها وتنفيذها في وقتها، وهنا يكمن السر بل هنا يكمن الفارق.
كان لقاء القيم المشتركة في السعودية قصة نضوج وتحول وفرح لتصبح منصة للحوار والتباحث وطرح المبادرات الرامية إلى تعزيز مفاهيم التنوع والاحترام والعمل على بناء شراكات خلاقة تستند إلى قيم التسامح والتعددية واحترام الاختلاف وإقامة جسور التقارب الإنساني والحضاري والثقافي. التلون العقائدي صورة تجسدت اليوم في أرض السعودية التي تدعو للسلام والتعايش وتقارب الشعوب.
العالم بحاجة إلى لحظة تأمل واسترخاء، وبالتالي علينا أن نحلم بعالم جديد حتى تتحقق ثقافة التسامح، وهي ما فتئت أن ترنو إلى مناخات التعايش والسلام، بدليل قرب الحضارات بعضها من بعض في العصر الحديث، ما يجعل الحوار فيما بينها أكثر إلحاحاً من أي فترة تاريخية مرّت بها البشرية. وتبقى الإرادة المفتاح لصنع السعادة البشرية إن أردنا الحقيقة.
لا يمكن أن يعيش العالم في أمن واستقرار ما دام لم يسعَ لنشر روح التسامح والتعايش والسلام في أرجاء العالم كافة. ترويج تلك اللغة على الصعيد الديني والثقافي والشعبي سيدفع دول العالم نحو ترسيخ قيم التسامح والتركيز على القواسم المشتركة ورفض لغة الإقصاء والتعصب الديني والتمييز. ويظهر لي أن هذه رسالة السعودية اليوم للعالم.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قيادات دينية تلتقي في الرياض ما الذي يحدث قيادات دينية تلتقي في الرياض ما الذي يحدث



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:46 2025 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

ياسمين عبد العزيز تكشف عن شخصيتها في رمضان
 العرب اليوم - ياسمين عبد العزيز تكشف عن شخصيتها في رمضان

GMT 13:19 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يستخدم الذكاء الاصطناعي بسبب "نمبر وان"

GMT 08:51 2025 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

مي سليم تعلّق على تعاونها مع محمد هنيدي للمرة الأولى

GMT 08:46 2025 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يفتح خزائن أسراره حول نشأته والشهرة والمال

GMT 12:46 2025 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

ياسمين عبد العزيز تكشف عن شخصيتها في رمضان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab