الأحداث المتصاعدة ضرورة الدرس والاعتبار

الأحداث المتصاعدة... ضرورة الدرس والاعتبار

الأحداث المتصاعدة... ضرورة الدرس والاعتبار

 العرب اليوم -

الأحداث المتصاعدة ضرورة الدرس والاعتبار

بقلم : فهد سليمان الشقيران

كل حدثٍ مشحونٌ بفكرة. الحدث ليس منفصلاً عن خلفياته ومحفزاته وأنماط التشكيل التي يصبو نحو الوصول إليها.

بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، كتب الفيلسوف جاك دريدا عن الحدث بوصفه صورة، وبوصفه تكريراً للصورة. الآن المنطقة ملتهبة، والنيران مستعرة، وكل هذه الأوضاع كان منشؤها مجموعة من الأفكار، والضحية جموع الأبرياء من المدنيين الذين يريدون العيش والرفاهية والتعليم والطبابة.

لا شك أن حدث 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 كان له دويّه العالمي، وله ارتداداته الإقليمية، ومصحوب ببعض الشحن الآيديولوجي العالي الصاعد، وإنما لا بد من التركيز على الفهم، والتفريق بين الآيديولوجيا الحركية وحقّ الشعوب في العيش بسلامٍ واطمئنان. في قضية فلسطين، السعودية والدول العربية كلها متمسكة بحل الدولتين، وبحقّ الشعب الفلسطيني في أن يعيش برخاءٍ وأمنٍ واستقرار، وبإدانة التجاوزات الإسرائيلية وتصعيدها العالي. لكن لا بد من دراسة هذا الحدث واستقصائه بغية الفهم والاعتبار.

قرأتُ قبل أيام كتاباً مهماً أصدره «مركز المسبار» المتميز بإصداراته الشهرية الحيوية المواكبة للحدث، وهو بعنوان «(حماس) من انقلاب 2007 إلى عملية 7 أكتوبر» وفي المقدمة وضح المحررون أن الكتاب يدرس الهيكل التنظيمي للحركة، وقطاعها العسكري، وامتداداته الخارجية، في مصر والأردن ولبنان وليبيا والعراق، كما يقيِّم علاقاتها الخارجية ودور الاختيارات الآيديولوجية فيها، وموقع المصالح الوطنية من الوثائق الناظمة للحركة منذ الميثاق وحتى وثيقة 2017 المرحلية، إذ جاءت «عملية 7 أكتوبر» الدمويّة والإرهابية ورد الفعل العنيف عليها تتويجاً لسنوات ملتبسة من سوء التقدير السياسي والعبث الآيديولوجي، وضيق الأفق وانسداد الرؤية الوطنية، والارتهان للإرادات الخارجية، مختلطة بالاحتقانات المشروعة للشعب الفلسطيني، وطموحاته في استبقاء حل الدولتين وإنعاشه، وساهمت في جرّ المنطقة إلى أتون حرب أشعل الإسلامويون أوارها، ومهّدت لردّ فعل عنيف تأذّى منه المدنيون بشكلٍ مباشر.

تضيف المقدمة أن المشروع يدرس بجزأيه الطريق إلى «7 أكتوبر»، بدراسة منظمة «حماس»، وحكمها لغزة منفردة طوال 15 عاماً، تمهيداً لدراسة العملية والسجالات التصنيفية حولها، وأبعادها الإقليمية والدوليّة، وانعكاساتها على حل الدولتين، وتماسك السلطة الفلسطينية، ومستقبل السلام في الإقليم.

الباحث المتخصص في الحركات الإسلاموية بفلسطين، ثابت العمور، درس الهيكلية التنظيمية لحركة «حماس»، التي تتشابه مع الشكل العام للبناء التنظيمي «الإخواني»، خصوصاً ذلك الشكل المتوارث عن مصر والأردن؛ إذ يقوم في خطوطه العامة على أساس تربية الفرد والأسرة، ومن ثم بناء الشُّعب «الإخوانية» التي يلتقي فيها «الإخوان» لبحث شؤونهم وتخطيط برامجهم، وكذا اعتماد أسلوب التعبئة الجماهيرية لحشد الناس على فكرة الجماعة ومفاهيمها.

وفي سبيل فهم أعمق للعلاقة الهيكلية والعضوية بين «حماس» وجماعة «الإخوان»، تناول الباحث المصري في الحركات الإسلاموية، ماهر فرغلي، العلاقة بين «حماس» والنظام الخاص لجماعة «الإخوان»، وتطور هذه العلاقة بعد أحداث 2011، مستنداً إلى معلومات تكشف عن الدور الذي لعبته «حماس» في دعم وتدريب وتمويل جماعات متطرفة في دول عربية عدة.

الخلاصة أن الخلاف مع الحركات المنتمية لجماعة «الإخوان المسلمين» المجرّمة قانونياً لا يعني عدم أحقيّة الشعوب المغلوب على أمرها بتحقيق أمنها ورخائها واستقرارها، وهذا ما تسعى إليه دول الاعتدال، وعلى رأسها السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، فنحن نواجه الأفكار بقوّة لئلا يعود إلينا مارد الإرهاب من جديد.

 

arabstoday

GMT 19:45 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هل سيغير ترمب شكل العالم؟

GMT 19:44 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

معايير الانتصار والهزيمة فى الحروب

GMT 19:43 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

دروس مستفادة من أحداث غزة ولبنان وسوريا

GMT 09:25 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

دولار ترمب

GMT 09:23 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

لغز اليمن... في ظلّ فشل الحروب الإيرانيّة

GMT 09:21 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هزيمة "حماس" لا تعني تجاوز الشعب الفلسطيني

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

صدمة ترامب

GMT 09:17 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مهنة البحث عن «الاحتراق»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأحداث المتصاعدة ضرورة الدرس والاعتبار الأحداث المتصاعدة ضرورة الدرس والاعتبار



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب
 العرب اليوم - أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 15:40 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

SpaceX تطلق 21 قمرًا صناعيًا من Starlink إلى المدار

GMT 05:56 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

حريق جديد في لوس أنجلوس وسط رياح سانتا آنا

GMT 15:41 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعرض 65 مليون يورو لضم كامبياسو موهبة يوفنتوس

GMT 03:25 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

استمرار غياب تيك توك عن متجري أبل وغوغل في أميركا

GMT 03:02 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

زلزال بالقرب من سواحل تركيا بقوة 5 درجات

GMT 03:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

استشهاد مسؤول حزب الله في البقاع الغربي محمد حمادة

GMT 16:11 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يعلق على خسارته جائزة "أحسن ممثل"

GMT 03:08 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع ضحايا حريق منتجع للتزلج في تركيا لـ76 قتيلًا

GMT 05:52 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

الصين تختبر صاروخاً فضائياً قابل لإعادة الاستخدام

GMT 16:06 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تكشف ردود فعل الرجال على أغنيتها الجديدة

GMT 02:59 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

تحذيرات من رياح خطرة وحرائق جديدة في جنوب كاليفورنيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab