تجفيف منابع الإرهاب الغربي

تجفيف منابع الإرهاب الغربي

تجفيف منابع الإرهاب الغربي

 العرب اليوم -

تجفيف منابع الإرهاب الغربي

حمد الماجد
بقلم حمد الماجد

الحقائق على الأرض تقول إن موجة الإرهاب في العالم العربي والإسلامي في انحسار واضح، وإن موجة الإرهاب الغربي في مدٍّ جليٍّ لا تخطئه العين. إن الإرهاب الذي تتبناه مجموعات إسلامية جعلت من العنف والتغيير باليد الحاملة للكلاشنيكوف والقنبلة طريقاً وحيداً للتغيير واجه ويواجه، خصوصاً في عدد من الدول العربية، حملة استئصال قوية لاجتثاثه جسداً وتنظيماً وفكراً... هذه الحملة العنيفة ضد الإرهاب المنتمي للإسلام قامت على تتبع روافده وجيوبه المالية وقنواته الإعلامية والتربوية والتعليمية والسياسية وخلاياه السرية وجمعياته العلنية ومؤسساته في داخل العالم العربي والإسلامي وخارجه، وتنزع في حملة الاستئصال هذه إلى شراكات واتفاقيات أمنية واستخباراتية دولية دقيقة وحاسمة، مما جعل الإرهاب ورافده التشدد في عدد من الدول العربية والإسلامية يُصاب في مقتل وفي دول أخرى يُنهك ويترنح، ولقد تنفس العالم العربي الصعداء بعد أن قضى على دولتهم الداعشية والقاعدية، ومنذ هذين الحدثين اللافتين والإرهاب والإرهابيون ومعهم المتشددون، وهم في كل سنة يُرذلون، فتفرغت دولهم للتنمية بدل الانشغال بحربهم ومطاردتهم.
والآن جاء الدور على الدول الغربية لتلتفت إلى «الإرهاب الغربي»، وهذا وصف حصريٌّ أطلقه الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي وجعله عنواناً لكتابه ذائع الصيت. يجب على الغرب أن يتنبه لخطر إرهابه «الأبيض» في عقر داره الذي ينمو نمواً متوحشاً ويتمدد كالسرطان في أحشاء الدول الغربية ومن سار في فلكها في المشرق كأستراليا ونيوزلندا، خصوصاً أن منظومات اليمين الغربي بشقيه الإرهابي والمتشدد حوَّر أسلوبه وتكتيكه من استهداف المهاجرين والأعراق «الملونة» في هجماته الإرهابية إلى استهداف المؤسسات الحكومية والتشريعية والقضائية، وقد دق ناقوس خطر الإرهاب «الغربي» الداهم الحدثان الأشهران؛ أحدهما في أوروبا، وهي المحاولة «الانقلابية» في ألمانيا، والآخر المحاولة الانقلابية الخطرة التي نظّمها المتعاطفون اليمينيون المتطرفون مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في الولايات المتحدة للاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية التي حرمت رئيسهم.
ولأن الإرهاب الغربي أشد خطراً وتهديداً للسلم الغربي والعالمي من نظيره الإرهابي في الدول العربية والإسلامية لأن زيادة نفوذه يعني قرب سيطرتهم على الترسانات النووية والأسلحة الفتاكة ذات التقنية الرهيبة، فأصبح لزاماً على الدول الغربية، حكوماتٍ ومؤسساتٍ مدنية وأكاديمية وفكرية، أن تلتفت إلى شعلة الإرهاب اليميني المتشدد التي عَلَقت بثيابها، فتعمد إلى تجفيف منابع الإرهاب الغربي والتشدد اليميني الذي صار شعارهم كشعار (داعش) «باقٍ ويتمدد»... عليها، كما كانت تعظ العالم العربي والإسلامي، أن تجفف مصادر التأثير في الإرهاب الغربي فتعتقل قياداته ورموزه وتحاكمهم، كما تبحث عن منابعه المالية فتجمّد أرصدتها وتصادرها، وأن تقتحم معسكرات التدريب العسكري والتأهيل الفكري وغسل الأدمغة فتوقف نشاطاتها المحمومة، وترصد نشاطاتها في الإعلام التقليدي وفي «السوشيال ميديا» فتضيّق عليهم. كما أن عليها أن تسنّ قوانين وأنظمة تستهدف إيقاف هذا السرطان الخطر، وكفى الأحزاب السياسية الغربية «المعتدلة» انخداعاً بأحزاب اليمين المتشدد المغذية للإرهاب الغربي الخطر والتحالف معها، وأخيراً بات الغرب يصدق أن الإرهاب والتشدد لا دين لهما ولا عرق ولا جغرافيا.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجفيف منابع الإرهاب الغربي تجفيف منابع الإرهاب الغربي



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:02 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ألبانيا "جزر المالديف الأوروبية" أفضل وجهة سياحية لعام 2025
 العرب اليوم - ألبانيا "جزر المالديف الأوروبية" أفضل وجهة سياحية لعام 2025

GMT 19:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

تحذير لريال مدريد من انتكاسة طبية محتملة لمبابي
 العرب اليوم - تحذير لريال مدريد من انتكاسة طبية محتملة لمبابي

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 العرب اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 07:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:07 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

عن الرئيس ورئاسة الجمهورية!

GMT 04:30 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

قصف متفرق على أنحاء غزة والاحتلال ينسف مباني في جباليا

GMT 18:10 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab