حرب أوكرانيا بعيون عربية

حرب أوكرانيا بعيون عربية

حرب أوكرانيا بعيون عربية

 العرب اليوم -

حرب أوكرانيا بعيون عربية

بقلم - حمد الماجد

شريحة من الشعوب العربية، ربما ليست صغيرة، ارتبكت وهي ترقب من كثب صراع «النوويين» المخيف على الثرى الأوكراني، بين الدول الغربية الراغبة في تمدد حلف الناتو شرقاً، وبين روسيا الطامحة إلى استعادة المجد السوفياتي بانتزاع مناطقه الغربية من فك الناتو، والشعوب العربية تدرك جيداً أنها وإن كانت تبعد آلاف الكيلومترات عن جبهات القتال الأوكرانية المشتعلة، إلا أن آلة الحرب النووية الفتاكة ذات التقنية الرهيبة قضت على شيء اسمه (البعد عن مرمى النيران)، وأمست هذه الشريحة العربية المرتبكة زائغة العينين مرفوعة الحاجبين إزاء الحرب الباردة التي «شعللها» طرفا الصراع؛ روسيا البوتينية بطموحها «القيصري» المتوثب، وحلف الناتو بقيادته الأميركية المسكونة باستفزاز الدب الروسي وإدماء أنفه، وجرح كبريائه.
يمكن أن نتفهم منطقية هذا الارتباك العربي ومسبباته، فمشهد الصراع لا يحتكر الصواب فيه طرف، كما لا يمكن أن نرمي طرفاً بتحمل وزر ما يحدث، بل ثمة حق وباطل عند كل أطراف الصراع بالأصالة أو بالنيابة، بين روسيا التي أخطأت حين اجتاحت دولة ذات سيادة لكن بمبررات تبدو للروس ولمناصريهم منطقية بل وحتمية، وهي وضع عصا في دولاب زحف الناتو شرقاً الذي يهدد سيادة روسيا، وبين أميركا وحلفائها في الناتو الذين يرون أن غالبية شعوب دول شرق القارة الأوروبية، التي فلتت من منظومة الاتحاد السوفياتي البائد، ومنها أوكرانيا، تميل للمنظومة الغربية الأكثر تطوراً ورفاهية وحرية، وهذا حق ممزوج بباطل، وهو استمرار الازدراء الغربي لروسيا التي لا يرونها غير دولة عظمى منهكة، أشبه بأسد مردود إلى أرذل العمر.
وهذه الشريحة، وإن كان بعضهم يكره اجتياح بوتين لأوكرانيا وتعريض السلم العالمي كله للانزلاق نحو حرب نووية مدمرة لا تبقي ولا تذر، لكن في ذات الوقت يكرهون أن تستفرد أميركا بلقب «القطب الواحد»، فقد تعلم العرب أن نشوتهم بانهيار الاتحاد السوفياتي الشيوعي بعد انسحابه المذل من أفغانستان كانت فرحة ساذجة، لأنهم لم يدركوا معنى أن تستفرد أميركا بقيادة العالم إلا بعد أن غزت العراق وأفغانستان، ومنحت إسرائيل ما لم تحلم به، لأن أميركا ببساطة ليس أمامها من تخافه أو تحسب حسابه.
والعرب الذين يريدون لروسيا أن تكون قوة تعدل وتوازن الكفة الطائشة لأميركا، يكرهون النزعة الهتلرية لها، فالدب الروسي الجائع لن يتوقف عند التهام أوكرانيا بل يراها «تصبيرة» قبل أن يبلع بقية الدول التي كانت تدور في فلك الإمبراطورية السوفياتية، وهذا هوس بالإرث القيصري رغبة في إحياء أمجاد التاريخ التليد.
القيصر بوتين الأكبر أربك الغرب والشرق والعرب، وعقلاء العالم يطمحون لأن يروا روسيا قوة عظمى تحفظ توازن الرعب مع أميركا، ولكنهم يكرهون جنون العظمة والنزعة التوسعية التي تجر كوكبنا إلى نزاعات عدمية دموية طائشة.

 
arabstoday

GMT 23:31 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

عالم الحروب وسلام «كانط» الدائم

GMT 23:28 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

اتفاق غزة... الأسئلة أكثر من الإجابات!

GMT 17:50 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

‎خطوة أمريكية مهمة.. ولكن

GMT 03:23 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

عن الحرب مجددًا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب أوكرانيا بعيون عربية حرب أوكرانيا بعيون عربية



النجمة درة بإطلالة جذّابة وأنيقة تبهر جمهورها في مدينة العلا السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 08:47 2024 السبت ,11 أيار / مايو

طرق تنظيف أنواع الكنب ووسائده المختلفة
 العرب اليوم - طرق تنظيف أنواع الكنب ووسائده المختلفة

GMT 20:59 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

وفاة والدة الفنانة يسرا اللوزي

GMT 08:42 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

3 زلازل تضرب شرق تايوان في 5 دقائق

GMT 03:21 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

بايدن يؤكد استعداده لإعادة إعمار غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab