صواريخ إيران وإسرائيل والأسواق النفطية

صواريخ إيران وإسرائيل... والأسواق النفطية

صواريخ إيران وإسرائيل... والأسواق النفطية

 العرب اليوم -

صواريخ إيران وإسرائيل والأسواق النفطية

بقلم: وليد خدوري

تثير المنازلات الصاروخية المستمرة بين إيران وإسرائيل كثيراً من التساؤلات... فلماذا دقة هذه الصواريخ في إبادة الفلسطينيين بقطاع غزة من خلال استهدافهم إما شخصياً وإما بدكّ حجارة مساكنهم فوق رؤوسهم، والأمر نفسه في دقة الفتك والتهجير للشعب اللبناني بالجنوب والضاحية والبقاع؟

كما تثير المنازلات الصاروخية هذه تساؤلات من نوع آخر: لماذا «نجاح» السلاح الإسرائيلي في الفتك بالشعبين الفلسطيني واللبناني بدقة في حرب «إبادية» ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء القاطنين مع عائلاتهم في البنايات الشاهقة والشقق السكنية؟

تقابل هذه التساؤلات تساؤلات على الجانب الآخر: لماذا تزود إيرانُ إسرائيلَ والولاياتِ المتحدة بتوقيت ضرباتها الصاروخية على إسرائيل، فتتفادى الأخيرة الخسائر الناجمة عن إطلاق مئات الصواريخ في ليلة واحدة؟

لماذا المحادثات الأميركية - الإسرائيلية المكثفة قبل كل جولة إسرائيلية لإطلاق الصواريخ على إيران؟ ولماذا التسريبات الإعلامية الكثيرة من البيت الأبيض لوسائل الإعلام الأميركية عن نصح الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتفادي المنشآت النووية والنفطية، والتركيز على المنشآت العسكرية فقط، كما حدث في المنازلة الأخيرة فجر السبت 26 أكتوبر (تشرين الأول) 2024؟ لماذا هذا الصراع بين إيران وإسرائيل؟

هل أصبح العرب «الحطب» الذي يتوجب حرقه في النزاع للهيمنة على الشرق الأوسط؟

من نافل القول إن إيران مهتمة هي أيضاً بسلامة المنشآت النفطية، وعلى علم وافٍ بما يعنيه تدمير منشآتها البترولية، خصوصاً بعد تجربة حرب الثمانينات مع العراق.

إيران على دراية تامة بالخسائر المادية المترتبة على تعريض منشآتها النفطية للخطر، خصوصاً أن طهران تعاني كثيراً من العقوبات المالية الدولية التي تعرقل إعادة تشييد المصافي والموانئ بسرعة.

ولا توجد فائدة لإيران من التهديد بالاعتداء على المنشآت النفطية لدول الخليج المجاورة، خصوصاً أنها على علم مسبق بالأهداف المنوي قصفها، وفق «قواعد اللعبة» بينها وبين إسرائيل، التي رسمتها الولايات المتحدة، والتي استثنت فيها المنشآت النفطية من القصف، وكذلك المنشآت النووية، خصوصاً لأن كلاً من طهران وواشنطن تنتظران العودة بأسرع وقت ممكن إلى المحادثات حول تطور الطاقة النووية الإيرانية.

من ثم، فإن النتيجة في حال ضرب المنشآت النفطية للدول المجاورة هو ارتفاع أسعار النفط والطاقة العالمية. وهذه الدول لديها إمكانات للإنتاج والتصدير تعوض ما تخسره من التخريب، بينما طاقة إيران التصديرية الحالية محدودة ومن الصعب زيادتها بسرعة وبطاقة قصوى أيضاً بسرعة.

رغم كل الضجيج بين قصف وآخر بين إسرائيل وإيران، فإن هناك ما تسمى «قواعد اللعبة» التي تشمل تصريحات بعد كل ضربة صاروخية. طبعاً تصريحات البلد المتلقي الضربات: «الخسائر محدودة». لكن من غير المعلوم نوعية الخسائر. المؤكد أنها لا تشمل نسف المستشفيات كما في غزة وجنوب لبنان، أو إسقاط بناية سكنية من 10 طوابق مكتظة بسكانها، كما في بيروت. ورغم كل هذا، فإن بياناً يصدر من البلد المتلقي الضربات (تصريح خطي): «هذه العملية قد تغير (قواعد اللعبة)».

ستنتظر الأسواق الآن، كالعادة، لربما لأيام أو أسابيع عدة لتشهد رد الفعل الإيراني على الضربة الإسرائيلية، وما إذا كانت نتائج رد الفعل هذه ستكون كجميع المنازلات الأخرى.

السؤال: ما «قواعد اللعبة» التي رسموها لمعركتهم؟ إباحة سفك دم المواطن والإعلامي والمسعف والطبيب العربي، ناهيك بقصف المستشفيات صاروخياً، وفي المقابل الاكتفاء بقصف الرادارات والمنشآت العسكرية لدى إيران وإسرائيل؟ وما دور الولايات المتحدة في صياغة «قواعد اللعبة» هذه للطرفين؟ هل حاولت واشنطن جدياً منع إبادة وتهجير الشعبين الفلسطيني واللبناني؟ وهل منعت قصف المستشفيات؟ هذه أسئلة يتوجب الحصول على أجوبة صريحة عنها، فهي من صميم القوانين الدولية لحقوق الإنسان، التي تعدّ من ركائز النظام الإنساني الدولي بعد الحرب العالمية الثانية.

هذا؛ ومن الجدير بالذكر أنه رغم الضجيج الذي واكب هذه المنازلات الصاروخية، فإن أسعار النفط استمرت طيلة هذه المدة في نطاق السبعينات من الدولارات للبرميل، الأمر الذي يعني أنه من الممكن الاحتفاظ باستقرار الأسعار وتأمين الإمدادات الوافية للأسواق ما دامت هناك «قواعد للعبة» تخص المنشآت المستهدفة بين الأطراف المعنية.

arabstoday

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 03:56 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 03:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 03:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 03:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 03:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 03:37 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين وإسرائيل في وستمنستر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صواريخ إيران وإسرائيل والأسواق النفطية صواريخ إيران وإسرائيل والأسواق النفطية



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 العرب اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab