توسع صناعة تدوير الكربون في الولايات المتحدة والصين

توسع صناعة تدوير الكربون في الولايات المتحدة والصين

توسع صناعة تدوير الكربون في الولايات المتحدة والصين

 العرب اليوم -

توسع صناعة تدوير الكربون في الولايات المتحدة والصين

بقلم - وليد خدوري

تنشد سياسة تدوير صناعة الكربون إلى التقاط ثاني أكسيد الكربون من إنتاج النفط والغاز، ثم تخزين الكربون في آبار أو كهوف فارغة لاستعماله لاحقاً صناعياً دون انطلاقه في الفضاء ثانية. والصناعة هذه حديثة العهد نسبياً، كما أنها في مجال الأبحاث والتطوير، فلقد تم تشغيل أول مصنع من نوعه في العام 2021 لالتقاط ثاني أكسيد الكربون من الهواء الطلق وتم تخزينه.
إن تدوير صناعة الكربون عملية ضرورية في مجال تنظيف البترول (النفط والغاز) من الانبعاثات؛ الأمر الذي يفتح المجال لضم البترول النظيف إلى قائمة الطاقات الممكن استعمالها بحلول منتصف القرن التي تساهم في حملة تصفير الانبعاثات. وقد تم بالفعل تخطيط وتشييد مشاريع بهذا الخصوص في عدد من الدول العربية النفطية، السعودية والإمارات ومصر وسلطنة عمان. وبدأ الإنتاج والتصدير من هذه المشاريع بالفعل في كلٍ من السعودية والإمارات.
تكمن أهمية هذه التقنية في دعم استخدام البترول في عصر صفر الانبعاثات؛ إذ إنه في هذه الحالة سيمكن الحصول على البترول الخالي من الانبعاثات ويستمر البترول ضمن سلة الطاقة لفترة طويلة. من المتوقع أن تختلف نسبة استهلاك البترول في هذه السلة مستقبلاً، مع ازدياد المنافسة من قبل الطاقات المستدامة إلى بدء استعمالها فعلاً، والتي لا تزال بشكل متواضع حتى الآن، مقارنة بالذات مع حجم الاستهلاك النفطي الواسع (نحو 100 مليون برميل يومياً من النفط).
يكمن التحدي الرئيسي لمستقبل الصناعة البترولية في التطوير السريع لتقنية تدوير صناعة الكربون الجديدة، وتقليص نفقاتها لكي يحافظ البترول على موقعه التنافسي الاقتصادي مع بقية مصادر الطاقة. ومدى قبول استعمال الصناعة الجديدة لتنظيف النفط والغاز كمصدر طاقوي ضمن موارد الطاقات التي ستساهم في عصر صفر الانبعاثات. وبهذا الصدد، تشير تطورات جديدة في كل من الولايات المتحدة والصين إلى زيادة الدعم لهذه الصناعة الجديدة من خلال تشييد مصانع جديدة أو تكثيف الأبحاث لتطوير الصناعة. وستساعد كلتا الحالتين، توسيع الصناعة أو تطوير الأبحاث العلمية، إمكانيات استهلاك النفط النظيف في عصر تصفير الانبعاثات واستمراره لعصر تصفير الانبعاثات لما ما بعد منتصف هذا القرن.
في الولايات المتحدة، وبعد عقد من خيبة الأمل في المشاريع الأولى لصناعة تدوير الكربون، بدأت واشنطن تقديم القروض والمساعدات الآن لهذه المشاريع من أجل دعمها وتطويرها. فقد أشار تقرير «مكتب المسؤولية المحاسبية» الفيدرالي في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي إلى تأييده لإعادة النظر في وجهة النظر السلبية السابقة. ولاقت اللفتة هذه ترحيباً من المراقبين والمحللين الذين ساندوا الإصلاحات التي دعا إليها المكتب الفيدرالي. وتركزت دعوات المساندة على أهمية توجيه القروض والمساعدات، التي وُوفِق عليها مبدئياً في عام 2018، للتطوير العلمي لصناعة تدوير الكربون من أجل تحسين تقنيتها، وإمكانية تقليص نفقاتها، وتنفيذ السياسة الأميركية لتقليص الانبعاثات بتعاون جهود وتمويل القطاعين الخاص والحكومي.
الأهم، أن إدارة الرئيس جو بايدن قد أعربت بدورها وبوضوح عن تأييدها سياسة تدوير صناعة الكربون، حيث ستشكل جزءاً من الجهود لتقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو النصف تقريباً بحلول عام 2030 لتصل إلى مرحلة تصفير الانبعاثات بحلول منتصف القرن لاحقا، بحسب نشرة الطاقة الإلكترونية اليومية «إي إتش إس ماركت».
وللتأكيد على التغير في وجهة النظر الأميركية نحو هذه الصناعة، أعلن «مجلس نوعية البيئة» الأميركي في تقرير له في شهر يوليو (تموز) 2021، أنه «يتوجب على الولايات المتحدة، كي تحقق برنامج إدارة الرئيس بايدن الاقتصادي الطموح لتصفير الانبعاثات بحلول 2050. من خلال تنفيذ سياسة دائمة لشفط كميات كبيرة من ثاني اكسيد الكربون».
وبحسب نشرة «إي إتش إس ماركت»، هناك 72 مشروعاً لتدوير صناعة الكربون تعمل حالياً في الولايات المتحدة، أو تم الإعلان عنها. وأن المشاريع العاملة تستطيع شفط نحو 25 مليون طن متري سنوياً من ثاني أكسيد الكربون. وأن هناك طاقة جديدة تحت التطوير لشفط 85 مليون طن متري سنوياً إضافية، كما ذكرت مؤسسة «إي إتش إس» في تقرير لها في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وتتوقع هذه المؤسسة الإعلامية المتخصصة بالطاقة، أنه يتوجب مضاعفة حجم صناعة تدوير الكربون الأميركية كل خمس سنوات لكي تستطيع الولايات المتحدة الالتزام بسياستها لتصفير الانبعاثات.
وفي الصين، تم بدء العمل خلال شهر يناير (كانون الثاني) الحالي بتشغيل مشروع تجريبي جديد لتدوير صناعة الكربون. هذا، في حين، اقترح الخبراء الصينيون تبني نظام جديد لهذه الصناعة الحديثة وتخصيص أموال تحفيزية أكثر لتشييد مشاريع ضخمة لها في بلادهم.
هذا، وكانت شركة «سينوبيك» قد أعلنت في نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أنها قد بدأت تشغيل مصنع تجريبي لتدوير الكربون وتخزينه وإعادة استعماله بطاقة سنوية مقدارها 200 ألف طن متري سنوياً في مقاطعة جيانغسو. وتعدّ الصين من أكثر الدول في العالم لانبعاث الحرارات الدفيئة، ويتوقع أن تلعب صناعة تدوير الكربون دوراً مهماً في سياستها لتصفير الانبعاثات، بحسب التقارير الصينية الكثيرة التي صدرت بهذا الأمر.
وبحسب نشرة «إي إتش إس ماركت» هناك نحو 23 مصنعاً يعمل في الصين حالياً بطاقة لشفط 4 ملايين طن متري سنوياً من ثاني أكسيد الكربون، منهم 15 مصنعاً تجريبياً صغير الحجم بطاقة كل منها 400 ألف طن متري سنوياً. وتضيف النشرة، أن الصين تشغل الآن عدداً كبيراً من المصانع التجريبية لصناعة تدوير الكربون لدعم سياساتها في التخطيط للمصانع الضخمة المنوي تشييدها. فالصين لم تقرر حتى الآن التقنية لمعالجة الانبعاثات، ولكن تركز اهتمامها على زيادة إنتاجها البترولي وكيفية الاستفادة أكثر من تخفيض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون.
من نافل القول، أن توسع الاعتماد لصناعة تدوير الكربون في الدول الكبرى، ناهيك عن الدعم المالي للتجارب العلمية في تطوير هذه الصناعة الفتية، هما أمران إيجابيان في المحافظة على دور النفط النظيف في عصر تصفير الانبعاثات، وأن دور النفط سيبقى محورياً في صناعة الطاقة العالمية مستقبلاً.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توسع صناعة تدوير الكربون في الولايات المتحدة والصين توسع صناعة تدوير الكربون في الولايات المتحدة والصين



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab