«كورنيت» نصر اللـه ورسالة الرئيس الأسد

«كورنيت» نصر اللـه ورسالة الرئيس الأسد

«كورنيت» نصر اللـه ورسالة الرئيس الأسد

 العرب اليوم -

«كورنيت» نصر اللـه ورسالة الرئيس الأسد

بقلم - محمد عبيد

لاشك أن اللقاء التلفزيوني الأخير لأمين عام حزب اللـه حسن نصر اللـه كان زاخراً بالكثير من المواقف والتطلعات في ما يتعلق بالمواجهة التي يخوضها محور المقاومة. كما أنه حَفَل بمعلومات بعضها كان معروفاً في الدوائر الضيقة المعنية والمتابعة، والبعض الآخر يُكشف لأول مرة للرأي العام ويستوجب التوقف عنده، وبالأخص ما أورده نصر اللـه حول الدور السوري الإستراتيجي في تسليح المقاومة بأسلحة نوعية كان لها القرار الفصل في حسم نتائج العدوان، نصراً لمصلحة الحزب والمحور معاً في مقدمة هذه الأسلحة صواريخ الـ«كورنيت» التي أكد نصر اللـه في المقابلة وبناءً على الوقائع الميدانية ليوميات التصدي للعدوان، إلى جانب استبسال المقاومين وقدراتهم القتالية وإدارتهم العسكرية الاحترافية في التحكم وفي استعمال هذه الصواريخ، أنها أسقطت التفوق الميداني للجيل الرابع من دبابات «الميركافا» فخر الصناعات العسكرية الإسرائيلية حتى حرب تموز 2006 فقط، حيث تحولت هذه الدبابات إلى أكوام من الخردة بعد أن عملت بها تلك الصواريخ حرقاً وتدميراً، وهي أي «الميركافا» التي كان يراهن قادة العدو على دورها في حسم المعركة البرية وإعادة احتلالها لأراض لبنانية بعدما كان طيرانهم العسكري قد أنهى مرحلة الأرض المحروقة في الأيام الأولى من العدوان.

ويُحكى أنه خلال هذه الأيام الأولى أرسل الرئيس بشار الأسد موفداً لنصر اللـه عارضاً التدخل العسكري المباشر لنصرة المقاومة ومنع استفرادها في التوقيت الذي تحدده قيادتها، فكان جواب نصر اللـه أن المقاومة مازالت في مرحلة احتواء العدوان وأن الأخبار السارة ستصل الرئيس الأسد تباعاً من الجبهات، وخصوصاً عند بدء التحولات التي ستفرضها مفاجآت المقاومة اليوم، والعالم يقف على منعطف الخلاص من إدارة دونالد ترامب في الولايات المتحدة الأميركية ومن تبعات سياساته الخارجية التي كان لها الأثر الكارثي على المجتمع الدولي برمته، وبعدما استطاعت دول وقوى محور المقاومة الثبات والصمود على الرغم من الحصار السياسي ومن العقوبات الاقتصادية والمالية الحادة والتفصيلية التي فرضتها هذه الإدارة، تبدو مكونات محور المقاومة بحاجة إلى إعادة ترتيب أولوياتها وخصوصاً في الدول التي تعرضت لهزات كبرى نتيجة الآثار المؤذية للعدوان على بعضها مثل سورية، كذلك بسبب التداعيات المدمرة للوقائع الخارجية والداخلية على بعضها الآخر مثل لبنان بالنسبة للبنان، وانطلاقاً من انهيار تركيبته السياسية والاقتصادية والاجتماعية الطائفية المعقدة، هذا الانهيار الذي أوصله مؤخراً إلى حد القلق على وجوده ومصيره المستقبلي وبالتالي حضور المقاومة وتأثرها بهذا القلق، من المفترض أن تقع الأولوية بالنسبة لحزب اللـه في الحفاظ على قوته الإستراتيجية التي تُبقي دوره متقدماً كرأس حربة في محور المقاومة. طبعاً هذا لا يعني تنصل الحزب من مسؤولياته الداخلية الأخرى فيما يعني إنقاذ الدولة والناس، ولكن هذا بحث آخر.

أما بالنسبة لسورية، فإن وضعها على رأس أولويات محور المقاومة واهتماماتها يبدو أمراً ملحاً جداً، ليس لكونها ركيزة هذا المحور في المشرق العربي والدولة الوحيدة المقاومة المتبقية حول كيان العدو الإسرائيلي فحسب، كذلك القادرة على رفد قوى المقاومة العربية كما الشعوب المناهضة للتطبيع ودعمها مباشرة من خلال موقعها القومي، إنما أيضاً بهدف العمل على تعزيز دورها في العالم العربي كله بعد حركة الاصطفافات التي قسمت هذا العالم بين مُطبِع ومُسالِم ومُقاوم والتي لا بد أن يُعاد خلطها وفقاً للسياسات التي ستعتمدها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه المحور المذكور وعلى الأخص تجاه إيران ذلك كله يبدأ من السعي إلى تحصين سورية الدولة على اعتبارها الضمانة الموثوقة لاستمرار خياراتها السياسية وثباتها على مواقفها الوطنية والقومية، كذلك السعي إلى تعزيز مقومات المجتمع السوري الاقتصادية التي تساعده على استعادة قدراته الإنتاجية المميزة ولـ«الكورنيت» التي تحدث عنها نصر اللـه معنىً رمزي يعيدنا إلى زمن كانت فيه سورية قاعدة مركزية لحركة المقاومة العربية وحصناً سياسياً منيعاً لحمايتها، فضلاً عن تعزيز قدراتها العسكرية واللوجستية.
لذلك كانت الحرب الكونية عليها.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كورنيت» نصر اللـه ورسالة الرئيس الأسد «كورنيت» نصر اللـه ورسالة الرئيس الأسد



إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 العرب اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 06:48 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 العرب اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 17:16 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعقد اجتماعا عسكريا داخل الأراضي السورية
 العرب اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعا عسكريا داخل الأراضي السورية

GMT 07:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
 العرب اليوم - نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 17:44 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس تلحق بقطار المغادرين لسباق دراما رمضان 2025
 العرب اليوم - ياسمين رئيس تلحق بقطار المغادرين لسباق دراما رمضان 2025

GMT 07:21 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية
 العرب اليوم - إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية

GMT 15:16 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

صفارات الإنذار تدوي في تل أبيب أثناء محاكمة نتنياهو

GMT 12:39 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

هل يتحمل كهربا وحده ضياع حلم الأهلى؟!

GMT 07:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 08:34 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

جديد في كل مكان ولا جديد بشأن غزة

GMT 04:35 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إنزال إسرائيلي قرب دمشق استمر 20 دقيقة

GMT 16:56 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

السيتي يعلن وفاة مشجع في ديربي مانشستر

GMT 20:06 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

انتشال 34 جثة من مقبرة جماعية في ريف درعا في سوريا

GMT 10:58 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ضربة جوية أمريكية تستهدف منشأة تابعة للحوثيين باليمن

GMT 08:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 03:01 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

حظر الطيران الجوي في أصفهان وقم الإيرانيتين

GMT 02:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد 8 فلسطينيين في قصف إسرائيلي بغزة

GMT 02:54 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

زلزال بقوة 7.3 يضرب المحيط الهادئ وتحذير من تسوماني

GMT 04:32 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دوي انفجار يهز صنعاء وسط أنباء عن استهداف وزارة الدفاع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab