أحمد المعماري أحد صنّاع عروبة لبنان

أحمد المعماري أحد صنّاع عروبة لبنان

أحمد المعماري أحد صنّاع عروبة لبنان

 العرب اليوم -

أحمد المعماري أحد صنّاع عروبة لبنان

بقلم - علي شندب

عند وفاة قائد جيش لبنان العربي احمد الخطيب عام 2014، بكى الرائد أحمد معماري (قائد منطقة الشمال في جيش لبنان العربي عام 1976-1977) قائده ورفيق دربه ونضاله، وتقبّل التعازي به في مقر دار الزهراء في أبي سمراء.

صحيح أن المعماري تنحى جانبا إبان الصراع على النفوذ بين الجيش السوري ومنظمة التحرير الفلسطينية، ورفض أن يكون جزءا من الاسقطاب الحاد بينهما، لكنه ظلّ حتى أيامه الأخيرة مؤمناً بكل الأسباب التي دفعته مع رفاقه العسكريين والضباط الى إشهار سيف التمرد على الجيش اللبناني والدولة معا، ويومها سيطر جيش لبنان العربي حتى على البنك المركزي دون أن تقرب قواته من الحسابات المالية السرية والعلنية لمصرف لبنان، بل وفروا له الحماية المطلوبة.

فجيش لبنان العربي برأي المعماري كرّس عروبة لبنان التي أقرّها الطائف كتسوية مع المسيحيين قابلها المسلمين بالموافقة على نهائية الكيان اللبناني.

منذ نهاية سبعينات القرن الماضي اعتكف المعماري عن العمل العسكري، وانصرف الى العمل الانساني والخيري، وخصوصا عوائل شهداء الجيش العربي. والبداية كانت من مركز قرب مطار القليعات في عكار، ثم انتقل الى طرابلس حيث وضع مداميك مشروع تعليمي انساني معني بفقراء طرابلس والشمال، فكانت دار الزهراء مشروع المعماري الذي بقي تحت رعايته واهتمامه حتى ايامه الاخيرة.

لكن اهتمام المعماري بالعمل الخيري والانساني، لم يصرفه عن متابعة الوضع العربي الممزق بين المحيط والخليج، وظل يردّد أنه فخور بما فعل، ولا يدعي أنه أدى قسطه للعلى، بل دائما ما يتمنى الا يكون مقصرا فيما اقتدر عليه.

احمد المعماري شخصية طرابلسية لبنانية عربية مسلمة تركت بصمتها القوية في التحولات والمنعطفات الكبرى التي شهدها لبنان. واذ لم تنصفه وجيش لبنان العربي الظروف والأقدار السياسية، فقد كان شديد الايمان بالله وبالناس التي تعرف الخبيث من الطيب، طالبا من رفاقه العسكريين ممن لم ينقطع معهم حبل التواصل الوقوف خلف الجيش اللبناني ودعمه. فالجيش هو الطرف الوحيد الذي أنجز المعماري مصالحة معه، أما بقية رموز الحرب والميليشيات التي فتكت بالوطن فموقفه منها لم يتبدل ولم يتغير رغم موجة المصالحات الفلكلورية في بعض المحطات والظروف، تماماً كما لم تتبدل بوصلته عن فلسطين والقدس الشريف.

اليوم شيعت طرابلس الرائد احمد العماري في جو من الحزن، عسى أن تستفيد الأجيال من تجربته الثرية. رحم الله احمد المعماري، والعزاء لأهله واسرته وأصدقائه ورفاقه ومحبيه وهم كل طرابلس والشمال.

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحمد المعماري أحد صنّاع عروبة لبنان أحمد المعماري أحد صنّاع عروبة لبنان



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب
 العرب اليوم - أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 05:22 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

تحالفاتُ متحركة

GMT 05:57 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

هل سيكفّ الحوثي عن تهديد الملاحة؟

GMT 04:01 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 6 درجات يضرب تايوان ويخلف 15 مصابا

GMT 13:20 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

كريم عبد العزيز يتّخذ قراره الأول في العام الجديد

GMT 13:09 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

بعد 22 عاما محمد سعد يكشف سرّاً عن فيلم "اللي بالي بالك"

GMT 13:16 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

محمد منير يواصل التحضير لأعماله الفنية في أحدث ظهور له

GMT 08:47 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

جائزة هنا.. وخسارة هناك

GMT 09:11 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط بين إرث بايدن وتأثير الترمبية

GMT 09:12 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عاد ترمب... الرجاء ربط الأحزمة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab