منطقة مضطربة الإرهاب على الأبواب

منطقة مضطربة: الإرهاب على الأبواب!

منطقة مضطربة: الإرهاب على الأبواب!

 العرب اليوم -

منطقة مضطربة الإرهاب على الأبواب

بقلم - يوسف الديني

عودة نشاط الميليشيات اليوم هي نتيجة طويلة لحالة الإهمال للمنطقة والتعالي عن الأخذ بتحذيرات دول الاعتدال في المنطقة، وفي مقدمتها السعودية، ومع ذلك اليوم تجاوزت حالة النشاط إلى الانبعاث والتداعي لخدمة الفوضى، والتنافسية على السوق السوداء للعنف.

جماعة «داعش» تحاول النفاذ، ومقاتلوها من الصف الأول في شمال سوريا داخل المعتقلات يرتقبون الانسحاب الأميركي وما يمكن أن يسفر عنه من ترك الحالة الفوضوية هناك لمحاولات متوقعة من فلول التنظيم لتحريرهم. وفي العراق تنشط الفصائل وتتجاوز بمجموعها مع الحوثي وباقي التشكيلات العسكرية في المنطقة إلى ما يشبه جيشاً يعمل تحت رعاية مباشرة وبصلاحيات منفردة، وهو ما يربك القراء والتحليلات حول فهم مسألة «الأذرع» وعلاقتها بباقي الجسد. وما أعلن عن خلية نشطة لتنظيم «داعش» في الكويت كانت تنوي استهداف مقار أمنية، أعاد فتح الملف مجدداً؛ ما الذي اختلف اليوم في تراتبية الإرهاب بوصفه مهدداً أمنياً، مهما غاب عن الشاشات، ما زال فاعلاً ونشطاً في الأقبية والمعسكرات الافتراضية؟

«جنود آخر الزمان» Soldiers of End - Times، من أهم الكتب التي قرأت بشكل نقدي وجميل ظاهرة الجماعات الإرهابية والميليشيات المتلبسة بشكل الدولة، وعن فاعليتها التي تختلف عن التنظيمات الصغيرة أو المجموعات والذئاب المنفردة؛ فهي يمكن أن تقوض الدول الهشّة بسهولة، خصوصاً إذا كانت تنتمي إلى النسيج الاجتماعي، أو قادرة على التكيف مع أبرز الفاعلين، ويضاف إلى ذلك قدرتها العسكرية على اكتساب خبرات قتالية وتدريب إعلامي وموارد غير محدودة، إضافة إلى الرعاية الخلفية، وأهمها الدول التي تسعى إلى الاستثمار في تقويض الاستقرار أو التحالفات المتنوعة مع تجار المافيا والسلاح والفاعلين في هذه السوق السوداء للعنف، لكن البدايات تعود عادة إلى ثلاثية ما زالت منذ عقود مهيمنة على معركتنا الطويلة مع الإرهاب «المفجر، والمنظر، والمبرر»... فالأول هو نتيجة وليس سبباً لثنائي من السهل تسلله إلى القيادة الآيديولوجية والإعلامية في خطابات الظل، ومنها ما أشار له البيان الكويتي في انتعاش منصة رقمية بعينها، وقد درست هذه الظاهرة من عشر سنوات «المعسكرات الرقمية»، وأعتقد على خلاف السائد بين الباحثين أن النشاط الرقمي والتكنولوجي للتنظيمات الإرهابية هو الأكثر فاعلية ونجاحاً، والأقرب إلى كل موجات «ما بعد الحداثة» في العالم الموازي، لا من حيث التخطيط والكوادر وسرعة الانتشار، وأيضاً الانتقال من التدريب على الإخلال بالأمن الواقعي على الأرض إلى الأمن السيبراني.

كشفت النزاعات الأخيرة التي خاضتها جيوش نظامية ضد جيوب الميليشيا التي تشكل جيشاً متعدد الخلفيات متحد الأهداف تحديات كبرى، فهي لا تلتزم القانونَ الدولي أو قوانين النزاعات المسلحة، ورغم أنها لا تملك آخر التقنيات والأسلحة المكلفة جداً، فإنها قادرة على التطوير والتضخم والتأثير مع أفراد مدربين ولديهم دوافع عقائدية، ومن السهل مع الاحتفاظ بالأراضي إعادة الاستقطاب وتكوين بدائل اقتصادية موازية.

الحرب على الإرهاب هي حرب وجود لا يمكن تأطيرها بإطار زمني محدد، لكننا بعد مرور هذه السنوات نحن بحاجة إلى حوار مع الذات أكثر من أي وقت مضى... فالخطابات المتطرفة المتعاطفة باتت فكراً معولماً يجد محاضنه في كل الدول التي لم تحدث قطيعة معه على المستوى الفكري والثقافي والمناخات الجاذبة، وليس فقط الحلول الأمنية، فهو اليوم يمكن أن يكون في أي عاصمة في الشرق والغرب، ورأينا منذ سنوات قريبة جموع المقاتلين الوافدين إلى «داعش» من أوروبا وشرق آسيا وبلدان المغرب العربي، تفوق بمراحل المقاتلين الذين يصدرون للواجهة بسبب جنسياتهم الخليجية، لكنه اليوم بحكم الرابطة الآيديولوجية يمكن أن تتشكل معه مجموعات متحالفة ومتجانسة من حيث الأهداف، تحاول البحث عن ملاذ آمن وفرصة للعمل.

ما يقوله الإرهاب اليوم بوضوح هو أنه بلا لون أو جنسية أو دين، والتطرف والعنف هما حالة مستقرة تنتظر مسبباتها وليس مجرد احتقان أو موجة عابرة... تختلف المرجعيات وتتباين الدوافع، لكن يظل المحرك والخطاب النظري متشابهين، حيث التعصب لا دين له ولا مذهب.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منطقة مضطربة الإرهاب على الأبواب منطقة مضطربة الإرهاب على الأبواب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما
 العرب اليوم - أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab