النفط مقابل الفوضى ومسؤولية المجتمع الدولي

النفط مقابل الفوضى... ومسؤولية المجتمع الدولي

النفط مقابل الفوضى... ومسؤولية المجتمع الدولي

 العرب اليوم -

النفط مقابل الفوضى ومسؤولية المجتمع الدولي

بقلم - يوسف الديني

العالم يعيش حالة من الفوضى، والنهم غير مسبوق للنفط، لمحاولة النجاة من أزماته المتشابكة التي باتت تؤثر على بعضه؛ هناك خرائط قوى جيوسياسية تتشكل عقب الأزمة الروسية - الأوكرانية التي هي نتيجة لحالة تأجيل وإهمال وتداخل مشاريع عابرة للحدود وانقسامات هوية عميقة داخل البلدان المستهدفة بصراع التوازنات الذي يعود مجدداً لكن بأنماط مختلفة. الحديث اليوم عن عودة قطبين أو ثلاثة للهيمنة مجرد تبسيط، حيث التداخل الذي ألقى بظلاله على الأزمة الروسية أكبر بكثير من مجرد التنافس الروسي - الأميركي - الصيني؛ إذ هو مرتبط بتداخلات هذا التنافس وحدوده وتحولاته وتحالفاته.

الأهم أن ثمة مستوى آخر من زاوية النظر والتحليل السياسي غائبة عن كثير من الحبر المسال لفهم تداعيات هذا الزلزال الجيوسياسي في العالم، الذي شكلت أزمة أوكرانيا حلقة من مسلسل طويل من الانكفاء والتخلي للقوى الكبرى عن الهيمنة المباشرة ذات الأكلاف العالية، ومثال أفغانستان وترك مناطق التوتر للميليشيات وإطلاق اليد لإيران وحلفائها من «حزب الله» وميليشيات الحوثي لأن تقوم بدور المساند لمفاوضاتها عبر تضخيم حضورها العبثي والعنفي كأداة ضد كل هذه الأمثلة، التي بدأت بانسحاب وانكفاء الولايات المتحدة، وأنتجت حالة من الارتباك المؤسسي للمجتمع الدولي، بدا واضحاً في مواقفه وشعاراته وتصريحاته، كما أدى إلى تضخم منسوب الاستثمار في العنف من دون مبالاة أي رقابة... فوضى من المقاتلين القابلين للاستئجار والميليشيات المنفلتة ومحاولات انبعاث تعيشها التنظيمات الإرهابية ستؤثر ولا شك على كل القضايا، وازدياد منسوب حالة التطرف والعنف، وبالتالي استثمار إيران في رعاية الإرهاب وجنوح القيادات الهاربة والقتلة والكوادر الفاعلة إلى طهران لإعادة رص الصفوف لتدعيم وضعية إيران التفاوضية من خلال العنف، وهذا ما يفسر نمو حالة العنف المستهدف للدول، وبالأخص الخليج والمملكة العربية السعودية، بعمليات عنف فوضوي بوتيرة متسارعة وأهداف فاشلة لخلق حالة تأجيج شعاراتي لصالح إيران ومشروعها وتأزيم لإمدادات الطاقة، وبالتالي المزيد من التعقيد لمسألة الأسعار وما يتبعها بهدف قبول إيران برساميلها العنفية المكونة من الميليشيات والتنظيمات الموالية وابتلاع مشروعها ضمن الاتفاقية النووية وعودتها للسوق من دون أي التزامات تتصل بالسلوك.
في مقابل «النفط المشروط بالفوضى» من طرف إيران تلعب بعض القوى الغربية حالة من الانتهازية السياسية غير المتفهمة، التي أدركت اليوم أهمية الأوزان السياسية والشراكة مع السعودية، وأن أمن الطاقة والممرات الدولية ليس مسألة ترفيه أو مجرد مطالب سعودية خاصة، بل هو لأمن العالم، فالنفط ليس مقابلاً للاستقرار والاعتدال السياسي، بل قسيم له وشرط أساسي لا يمكن لدولة تسعى للفوضى عبر مشروع تدخل وخلق مكونات سياسية مناهضة للاستقرار أن ينظر لها كمصدر آمن للنفط.
اليوم المسؤولية في نفط آمن وممرات غير مستهدفة هي مسؤولية دولية ومن دون إعادة تقييم الحالة في المنطقة ما بعد استهداف المصالح الدولية عبر أهم شريان له، وهو ممرات نقل النفط في الخليج والسعودية، وبشكل مباشر هو مجرد إضاعة للوقت وإعطاء فرصة للنفط مقابل الفوضى أن ينتعش.
ومن هنا فإن احتياج الدول الكبرى للنفط بات مرتبطاً بقدرتها على القطيعة مع المشروع الميليشاوي في المنطقة الذي تغذيه إيران، وأخذ موقف واضح وصريح من ميليشيا الحوثي الإرهابية واختطافها لليمن وعبثها الفوضوي في محاولاتها الفاشلة باستهداف المملكة، وأي تردد أو مجرد اكتفاء بالشجب السلبي والتنديد الدبلوماسي، ولعب دور المراقب الموضوعي، يعني القبول بالوجه الآخر من معادلة النفط مقابل الفوضى الإيرانية، وهو ما يعني عودة ارتفاع منسوب التوتر على هذا النحو الذي نراه مؤخراً، وهو ما يعني بداية إعلان حالة الانسداد على المستوى الدبلوماسي والتفاوضي، أو ابتلاع إيران بمشاريعها الفوضوية، وهو أمر مرفوض تماماً اليوم لا يمكن أن تصمد الكلمات الناعمة والتصريحات المنددة والمواقف الرخوة التي تختبئ خلف أقنعة البراغماتية والانتهازية، حيث الأرقام والأسعار لا تكذب!

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النفط مقابل الفوضى ومسؤولية المجتمع الدولي النفط مقابل الفوضى ومسؤولية المجتمع الدولي



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 العرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 العرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:49 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
 العرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:07 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
 العرب اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab