نعم لغزة وفلسطين ولا للميليشيات

نعم لغزة وفلسطين ولا للميليشيات

نعم لغزة وفلسطين ولا للميليشيات

 العرب اليوم -

نعم لغزة وفلسطين ولا للميليشيات

بقلم - يوسف الديني

عدم الاستماع إلى دول الاعتدال وفي مقدمتها السعودية بضرورة وقف حرب غزة فوراً وإنهاء الوحشية غير المسبوقة من الكيان الإسرائيلي تجاوز مسألة طرفي النزاع «حماس» وإسرائيل إلى الشعب الفلسطيني ومنطقة الشرق الأوسط، خصوصاً مع تصاعد التحالف للميليشيات الذي يتخذ ما يحدث ذريعة لإعادة موضعة المشروع الإيراني في المنطقة وتجذيره.

من الجماعات العراقية والميليشيات التي تتجاوز المئات من الأسماء ومئات الآلاف من المجندين إلى حالة اختطاف الدولة وتجريف هوية اليمن الذي يسعى الحوثيون لتحويله إلى حالة مستدامة بات كل هؤلاء يستثمرون بشكل سياسي عبر إعلان المسؤولية عن المزيد من الهجمات المشتركة ضد إسرائيل، واللافت في خطاب عبد الملك الحوثي الأخير زعيم الميليشيا أشار إلى هذا الاستثمار وذلك التحالف بادعاء أن الفعالية الحركية للميليشيات في المنطقة انتقلت من طابع الفوضى الميليشياوية ذات المنزع الفرداني في القرار إلى التنسيق بالتزامن مع ذات الإشارات من قبل الميليشيات العراقية في سوريا والتي تخطط لشن هجمات من مرتفعات الجولان وفقاً لتصريحات أحمد محسن فرج الحميداوي (المعروف أيضاً باسم أبو حسين)، زعيم ميليشيا «كتائب حزب الله» العراقية الذي تحدث عن اتصالات يجريها مع الحوثيين للتنسيق العالي بين قوى ما يسمى محور المقاومة.

حدثان مهمان خارج إطار التنسيق بين الميليشيات المحسوبة على طهران لهما دلالة كبيرة على تحولات تهدد المنطقة والإقليم في حال عدم إيقاف الحرب واحتمال انفلات الأوضاع بسبب تعنت المجتمع الدولي وتحديداً غياب الحسم من قبل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وفشل قدرتها على الضغط على الكيان الإسرائيلي؛ أولهما محاولة فتح جبهة جديدة في الأردن لتهريب الأسلحة والثاني دخول جماعات سنية من لبنان على خط التماس وهو ما يعني أن مسألة غزة ستوقظ كل الجماعات التي تسعى لإعادة إنتاج نفسها عبر غزة.

الكيان الإسرائيلي -والذين وراءه يفشلون اليوم إلا في المزيد من الدماء عبر استهداف المدنيين- حوّل مأساة غزة إلى قضية رأي عام مؤرِّقة في كل مناطق العالم وتنوعاته السياسية والفكرية ومواقفه المسبقة، فما يفرّق الناس اليوم توحِّده صور القتل والتجويع والحصار واستهداف الأطفال والنساء وكبار السن وحتى عمال الإغاثة والعاملين في المؤسسات الدولية.

وفي المقابل قدمت دول الاعتدال الكثير من ضبط النفس والبيانات العاقلة والاشتغال على ملف القانون الدولي والضغط على الدول الغربية والولايات المتحدة، وأصرت السعودية مراراً منذ بدء الأزمة على خطاب يسمي الأشياء بمسمياتها رغم كل حالة التحشيد والاستهداف والتشغيب ومضت في لعب دورها السياسي والإغاثي؛ لأنه جزء من هويّتها وتقاليدها منذ تأسيسها، إلا أن المؤدلجين الذين لا يفرقون بين منطق الدولة ومنطق الميليشيا خسروا الكثير من أطياف المجتمعات العربية التي تتمسك بدعم غزة وفلسطين، لكنها لا يمكن أن تغض الطرف عن استهدافها وتثمين أهل الشعارات الذين يحاولون اليوم الاستفادة من صمت المجتمع الدولي وصلف الكيان الإسرائيلي.

الحديث عن أي مشاريع سلام أو تهدئة قبل حل شامل وإيقاف نزيف الدماء لا معنى له، فالقضية اليوم مرتبطة عند عقلاء العالم بضرورة حل جذري وهو ما لم تتضح له أي آفاق من قبل المتطرفين في الطرفين إسرائيل والميليشيات لكنه يزيد من كرة اللهب والمآزق الأخلاقية للعالم وهو ما شهدناه عبر تزايد المواقف المشرفة من الدول لدعم غزة والفلسطينيين من دون التماهي مع مشاريع الميليشيات ومنطقها، وبالتالي هناك إعادة موضعة للسياق الزمني والتاريخي لقضية فلسطين كما تطرحه المملكة بوضوح عبر كل البيانات وبشكل حاسم؛ حيث قضية فلسطين معقدة لكنها عادلة ولم تولد بسبب السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والخطاب السياسي يؤكد على ضرورة تبني العدالة للفلسطينيين على الأرض والعودة إلى الموقف العربي الموحد، أو بعبارة أخرى الاحتكام لمنطق القانون والدولة وليس الاستجابة لتشظيات المواقف المتشنجة أو المتطرفة التي تتنازعها دوافع خارج مصلحة فلسطين والفلسطينيين.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نعم لغزة وفلسطين ولا للميليشيات نعم لغزة وفلسطين ولا للميليشيات



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 العرب اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab