استقرار السودان الاستراتيجية السعودية للسلام

استقرار السودان: الاستراتيجية السعودية للسلام

استقرار السودان: الاستراتيجية السعودية للسلام

 العرب اليوم -

استقرار السودان الاستراتيجية السعودية للسلام

يوسف الديني
بقلم- يوسف الديني

استقر في وجدان السعوديين مبكراً أن المملكة العربية السعودية هي كما عبرت عنها فقرة كاشفة من كلمات أغنية وطنية مؤثرة: «عليها ومنها السلام ابتدا»، ولكن سياقها كمبدأ في السياسات الخارجية والرغبة الملحة السعودية في تكريس ما أصفها بـ«فضيلة الاستقرار»؛ أحد أهم مداميك الاستراتيجية السعودية النابعة من سلوك «الدولة العاقلة»؛ سياق وقصة يجب أن تروى مجدداً حتى لا تُنسى منذ «معاهدة الأخوة والتعاون الإسلامي» عام 1969 بين المملكة العربية السعودية وعدد من الدول الإسلامية، التي أسفرت عن تأسيس «منظمة التعاون الإسلامي» التي تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي، وتلتها رعاية سعودية بهدف الحفاظ على الاستقرار ومنطق الدولة منذ «اتفاق الطائف» لحل الأزمة اللبنانية الذي وضع حداً للحرب الأهلية الدائرة آنذاك... إلى رعاية «اتفاق الرياض» بين المكونات اليمنية 2014 عام، ثم حوار الداخل السوري الذي عقد في الرياض عام 2015 وشمل أكثر من 120 شخصية سياسية، ولا ننسى الحوار الوطني الليبي الذي عقد في جدة عام 2015 وضم عدداً من الأطراف السياسية والمجتمعية في ليبيا، ولا ننسى جولات عديدة للحوار بين الفرقاء في فلسطين كان أهمها حوار 2007 في أطهر بقاع الأرض مكة المكرمة، وتلته حوارات عديدة برعاية سعودية دون أي شعور منها متى ما رأت المناخ ملائماً للحوار من تكرار تلك الرعاية والاستضافة مجدداً كجزء من مرتكزات استراتيجيتها في مقاربة النزاعات والحرص على مصلحة الشعوب الذي بدا أيضاً في لحظات تاريخية فارقة أنه يميل إلى مصلحة الحفاظ على مكون الدولة أكثر من النظام، كما بدا في القبول بمآلات ونتائج ما حدث في الربيع العربي دون تدخل يمسّ رغبة شعب معين، وهذه أيضاً خصوصية سعودية بامتياز، إذا ما رأينا التدخلات المنحازة حتى في تشكلاتها وتطبيقاتها الغربية سواء في الغرب الأفريقي مع فرنسا أو الولايات المتحدة وأوروبا مع البراغماتية السياسية التي بدت في أكثر من موقع وتاريخ في مناطق من العالم خصوصاً في أميركا اللاتينية.

اليوم ما آلت إليه الأوضاع في السودان للأسف هو انقسام غير مسبوق بالمعنى الحرفي، حيث التداعيات لا تطال الجسد السوداني وإنما القلب منه وهو الجهاز الأمني، فالتشظي طال المؤسسة الواحدة إلى حد الاحتراب الذي يدفع ثمنه السودانيون ووطنهم غالياً، فمع كل تصدعات الربيع العربي إلا أن الدول التي استطاعت التجاوز ولو بشكل كامل كان عامل وحدة المؤسسة العسكرية شرطاً أساسياً.

وإذا كانت الثورات لا تتشابه والتاريخ لا يعيد نفسه، فالنزاعات والانقسامات المؤسساتية والأهلية أيضاً في كل مرة لها سياقاتها الخاصة ومنها في الحالة السودانية اليوم هو عدم ترجح الكفة لأي من الطرفين حتى الآن ووجود انقسام دولي وحالة لا حسم كما أن الداخل بأحزابه وسياسييه ونخبه يعكس الضحية مع عموم الشعب حيث ما زال محدود التأثير.

يد السلام السعودية اليوم ممدودة للفرقاء في السودان مع انطلاق المباحثات الأولية بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في جدة منذ يومين بهدف محاولة لوقف الحرب المندلعة منذ قرابة شهر والعودة إلى مسار العملية التفاوضية، بمشاركة المدنيين في ضوء مبادرة تقودها السعودية وتحظى بمباركة المجتمع الدولي.

لكن اليد الحانية اليوم أيضاً أكثر تعبيراً عن أهمية السودان مع إعلان مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أمس عن الحملة الشعبية لمساعدة الشعب السوداني، وتتضمن جمع التبرعات وتقديم مساعدات إغاثية وطبية للمتضررين.

التحدي الأكبر اليوم لدى طرفي النزاع في السودان وبشكل أساسي إنهاء نزف الدم والوطن وفرصة تاريخية أيضاً للأحزاب والفرقاء السياسيين نحو المسارعة بإعداد رؤية سياسية توافقية من شأنها أن تساهم في العودة بالسودان إلى الاستقرار متى ما ترافقت مع إنهاء النزاع العسكري، وعلى المصالحتين بين العسكريين والسياسيين أن تلتفتا إلى الشارع السوداني والشعب الذي عرف بكرمه وطيبته وجمال روحه بعيداً عن الغرق في تفاصيل المصالح الانتهازية.

السلام السعودي يراهن على تعافي وعودة السودان وشعبه الطيب سريعاً وهو مثل الزين الذي وصفه الراحل الطيب صالح في رواية عرس الزين: «يخرج من كل قصة حب كما دخل، لا يبدو عليه تغيير ما. ضحكته هي هي لا تتغير»، ويأمل العالم عبر الجهود السعودية أن يخرج كذلك ضاحكاً لم تغيره عواصف الأزمات المتكررة.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استقرار السودان الاستراتيجية السعودية للسلام استقرار السودان الاستراتيجية السعودية للسلام



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab