مشروع القرن في الأهلي

مشروع القرن في الأهلي

مشروع القرن في الأهلي

 العرب اليوم -

مشروع القرن في الأهلي

بقلم - حسن المستكاوي

** على مدى 117 عامًا شهد النادى الأهلى العديد من المشروعات، وكان بعضها بسيطًا لكنه كان حلمًا، وكان بعضها يحتاج إلى أموال وعمل سنين، لكنه كان ممكنًا. وقريبًا يبدأ الأهلى مشروعه للقرن الحادى والعشرين، ببناء مدينة رياضية فى مقره بالشيخ زايد فى أكتوبر، وأساس هذه المدينة هو الاستاد، ليكرر بذلك مشروع استاد التتش الذى أحاطت به العديد من الملاعب فى مقره بالجزيرة، وهو المقر الذى وصفه المؤسسون عام 1907 بأنه يقع فى منطقة نائية خارج القاهرة تحيط به المروج الخضراء.
** اليوم ستكون شركة الأهلى للإنشاءات هى المسئولة عن الاستاد الجديد وهذه الشركة يمتلك فيها الأهلى الحصة الأكبر، لكن الاستاد ضمن مشروع كبير ومتكامل لمدينة رياضية تتكلف 11 مليار جنيه. وتضم الاستاد بسعة 22 ألف متفرج كمرحلة أولى تزيد إلى 40 ألفًا فيما بعد، والمدينة بها مستشفى وجامعة ومدرسة وفندق ومتحف، وصالات، وأجريت مسابقة بشأن التصميمات وشاركت بها شركات أمريكية وبريطانية وإسبانية، وفازت شركة من جنوب إفريقيا بالتصميم.
** هناك تحالف مصرى يضم العديد من الشركات الوطنية، بجانب شركة إماراتية. ويمنح هذا التحالف حق انتفاع لمدة 25 سنة، على أن يحصل الأهلى على حصة من الإيرادات بعد 15 سنة. والاستاد لن يكون مجرد ملعب كرة قدم، لكنه سيتضمن مناطق استثمارية وترفيهية شأن العديد من الملاعب الأوروبية لأكبر الأندية. ويدير هذا المشروع شركة القلعة الحمراء ويرأس مجلس إدارتها محمد كامل، وتضم العديد من الشخصيات صاحبة الخبرات فى شتى المجالات.
** كان الأهلى تخلص من قيود بيروقراطية بإنشاء شركاته المتعددة، وأهمها شركة الأهلى لكرة القدم. لكن المعروف أن النادى كان سبق عصره حين تأسس عام 1907 كشركة مساهمة بقيمة خمسة جنيهات للسهم، وتولت شركة أجنبية اسمها «راسل كوررويت» إدارة حسابات النادى.
** كان المبنى الرئيسى للأهلى يُضاء بالفوانيس ـ وكانت طرقاته وحديقته تضاء بالغاز منذ تأسيسه وحتى مطلع العشرينات. وعندما دخلت الكهرباء إلى النادى عام 1922، لتحل محل الغاز بتكلفة وصلت إلى 52 جنيهًا، كان ذلك واحدًا من عشرات المشروعات فى عمر النادى. ووقتها استحق الأمر احتفالًا من الأعضاء، خاصة أن دخول الكهرباء، وصف فى أحد تقارير مجلس الإدارة عن الفترة من 1922 إلى 1923، بأنها «أمنية طالما تمناها كل عضو». ومشروعات الأهلى تفاوتت فى حجمها وأهميتها على مدى مائة سنة. وكانت تكبر مع النادى. وكان بعضها يبدو من الأحلام، لكنها تحققت بتعاون إداراته المختلفة وأجياله، حتى بات من المستحيل أن ينسب جيل من أجيال النادى أنه صاحب مشروع كامل هو الذى بدأه، وهو الذى انتهى منه.
** وكان النادى كلما كبر وازداد نشاطه، وازدادت التزاماته الرياضية والاجتماعية تجاه أعضائه، أو عشاقه من الملايين، يلجأ إلى كل السبل والطرق، من أجل البناء والتوسع. لا سيما أن الأعباء المالية كانت تزداد بصورة مذهلة، فكان يقترض من البنوك فى بعض الأحيان، ويطلب إعانات حكومية فى أحيان أخرى، أو يعتمد على هبات وتبرعات محبيه وعشاقه. وعلى سبيل المثال، عندما طرح مشروع بناء مسجد النادى فى أواخر الأربعينيات، وبحث عن مصدر للتمويل، أعلنت الأميرة فائقة صادق تبرعها وتحملها تكاليف بناء هذا المسجد، وقدم مجلس إدارة النادى شكره إلى الأميرة على هذا العمل العظيم فى عام 1951.
** وفى هذا المجال أستطيع أن أضيف أسماء كثيرة لرجال أعمال أعطوا الأهلى بحب وانتماء حقيقى دون انتظار لأى مقابل، لكننى أذكر ـ على سبيل المثال ـ أحمد عبود باشا عضو ورئيس النادى، الذى تبرع بأكثر من 40 ألف جنيه، وكان وراء ظهور حمام السباحة بالجزيرة، والذى بدأ العمل به عام 1940، وإنشاء ملعب كرة القدم الرئيسى مطلع الستينيات، وكان الأهلى هو أول نادٍ مصرى يضع عدادات للملعب الرئيسى لكرة القدم، لإحصاء عدد الحضور من الجمهور، وكان ذلك لأول مرة فى ملاعب الكرة الرسمية بمصر. وقد ظل الأهلى يسدد تكاليف بناء ملعب كرة القدم الرئيسى حتى يونيو 1964 بكمبيالات شهرية قيمة كل منها 150 جنيهًا.
** وكذلك الأمير عبدالله الفيصل الذى قدم الكثير للنادى منذ نهاية الثلاثينيات. وكان أهم ما قدمه الأمير عبدالله الفيصل، تنازله عن حصته فى عدة شركات، أضافت للأهلى ثروة بالملايين، تضمن للنادى دخلًا وتمويلًا ثابتين وتساعده فى تحقيقات طموحاته. وقدم عشرات من محبى الأهلى الكثير على مدى تاريخه. وظل البناء يعلو ويمتد، وظل كل جيل يضيف ويكمل ما بدأه الجيل الذى سبقه دون أن ينسب أى مسئول لنفسه أنه صاحب أى مشروع من مشروعات توالت على مدى 117 سنة.

 

arabstoday

GMT 05:18 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

أمة الرواد والمشردين

GMT 05:16 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

يوليو جمال عبد الناصر وأنور السادات

GMT 05:15 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

المسلمون والإسلاميون في الغرب

GMT 05:13 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

في مدح الكرم

GMT 05:12 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

إنها أزمة مصطلحات!

GMT 05:10 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

أميركا واختبار «الديمقراطية الجندرية»

GMT 04:33 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

لبنان بين حربي 2006 و2024

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشروع القرن في الأهلي مشروع القرن في الأهلي



ميريام فارس بإطلالات شاطئية عصرية وأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:07 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

غارة إسرائيلية على أطراف بلدة مركبا فى لبنان

GMT 16:01 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

ارتفاع التضخم في أمريكا خلال يونيو الماضي

GMT 13:19 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

محمد ممدوح يكشف عن مهنته قبل التمثيل

GMT 13:16 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

عمرو سعد يكشف تفاصيل عودته الى السينما
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab