الفلسفة والأسلوب سلاح سيميونى

الفلسفة والأسلوب سلاح سيميونى

الفلسفة والأسلوب سلاح سيميونى

 العرب اليوم -

الفلسفة والأسلوب سلاح سيميونى

بقلم - حسن المستكاوي

** أصبح دييجو سيميونى مدرب أتلتيكو مدريد أحد المدربين الذين شغلوا المنصب لفترات طويلة فى تاريخ كرة القدم. وهو ليس صاحب المركز الأول بالنسبة لمدرب فريق ناد، وإنما يحتل سير أليكس فيرجسون 27 عاما حتى تقاعده فى 2013، كما استمر الفرنسى أرسين فينجر 22 عاما فى قيادة آرسنال حتى 2018. وبالنسبة للمنتخب معروف أن الألمانى سيب هيربرجر تولى تدريب المنتخب بين عامى 1936 و1964 أى لفترة 28 عاما. وقد جدد أتلتيكو مدريد تعاقده مع سيميونى للمرة الثامنة وكان تولى قيادة الفريق عام 2011، وسوف يبقى فى المنصب حتى عام 2027 ليقضى بذلك 16 عاما فى تدريب أتلتيكو الذى مثله كلاعب ثم تولى قيادته فيما بعد كمدرب وتوج معه بثمانى بطولات ووصل إلى نهائى دورى أبطال أوروبا مرتين، وخسر أمام جاره ريال فى المرتين، بينما فاز بالدورى الأوروبى مرتين.
** أليكس فيرجسون وأرسين فينجر وسيميونى وغيرهم من المدربين الذين قضوا فترات طويلة فى تدريب فريق واحد، يشير أمرهم إلى أنه لا توجد قاعدة ثابتة فى فترات تدريب فريق، خاصة أن البعض من الخبراء يرون أن تغيير المدرب بعد فترة يمكن أن يضيف تطويرا للأداء، بتنوع الافكار والاساليب والخبرات. وربما يكون التغيير له اسباب أخرى ومنها وأولها النتائج، وقد ترتب على ذلك أن الألمان تخلوا عن استقرار مدرب المنتخب مثلا، ففى السابق كان من يتولى هذا المنصب يستمر لسنوات طويلة إلا أن النتائج الضعيفة فرضت تغيير هانزى فليك بعد أقل من ثلاث سنوات، لكن سيميونى تحديدا يمكن أن ينضم إلى قائمة المدربين أصحاب الفلسفة والأسلوب الخاص فى مجال كرة القدم، وهو ما يقودنا إلى ألمانيا وإلى فترة قدم فيها المنتخب أفضل مستوياته وكانت تحت قيادة يواخيم لوف.
** كان لوف، مساعد المدرب يورجن كلينسمان فى مونديال 2006 الذى استضافته ألمانيا وحلت ثالثة فيه، وتولى مهمة الاشراف على المنتخب مباشرة بعد كأس العالم وكان لوف مدربا يعتمد على العلم بدرجة كبيرة. وعندما التقى الجهاز الفنى لمنتخب ألمانيا لترتيب الاستعدادات للمنافسات القادمة انضم إليهم كما هو معتاد أورس سيجنثلير مدرب سويسرا الأسبق، وكان مستشار الاتحاد الألمانى لكرة القدم (فى ألمانيا 25 ألف فريق كرة) وهو كان يجوب ملاعب العالم بتكليف من الاتحاد لمتابعة التطورات التى طرأت على الكرة العالمية، وفى مختلف مدارس اللعبة ويقدم تقريره إلى مدرب المنتخب.. ومن مظاهر التفاهم بين الرجلين والدور الذى يمارسه أورس سيجنثلير أنهما أخذا فى دراسة أسلوب أداء فريقين يمثلان ظاهرة فى كرة القدم الدولية فى تلك الفترة، العقد الأول من الألفية الثالثة، وهما ليستر سيتى وأتلتيكو مدريد، وكيف أن بعض المنتخبات الاوروبية والعالمية ستلجأ إلى هذا الأسلوب الذى يعتمد على الهجوم المضاد من قاعدة دفاعية صلبة، وبسرعات عالية للاعبين فى المقدمة.
** لم يكن ذلك كى تلعب ألمانيا بهذا الأسلوب وإنما توقعا بمواجهة الألمان لفرق تلعب بنفس الأسلوب.. الهجوم المرتد من وضع الدفاع الصارم، فكيف يواجهها..؟، حقيقى كرة القدم صناعة وعلم ودراسات ومتابعات وجهد مستمر والاستعانة بمدرب خبير يجوب الملاعب المختلفة لمتابعة المستويات الأوروبية والعالمية درس من دروس العالم الآخر لعالمنا المتثائب النائم.. فهل سمعتم يوما عن مدرب منتخب يستعين بزميل له يملك الخبرة الكبيرة لمساعدته فى البحث عن الجديد فى إفريقيا مثلا؟!
** كان منتخب ألمانيا فى نهاية العقد الأول من القرن الحادى والعشرين تحب أن تشاهده وتحب أن تذهب إليه الكرة، وهو فى ذلك ينفرد بأنه تاجر المتعة الأول فى البطولة الأوروبية.. لأن شخصية الكرة الألمانية تغيرت، أصبحت مدرسة لاتينية، وترقص السامبا أيضا، فقديما كانت كرتهم سريعة ومختصرة. التمريرات طويلة. بناء على فلسفة تقول إن أقصر الطرق بين نقطتين هو الخط المستقيم. والنقطتان هما المرميان، كانوا يعتمدون على القوة البدنية واللياقة الفائقة، تلك الفلسفة تغيرت، وأعتقد أن فلسفة المدرب الإسبانى جوارديولا عندما كان مدربا لبرشلونة ثم بايرن ميونيخ أثرت فى رؤية المدرب يواكيم لوف، فلم تعد القوة البدنية هى الأساس، وباتت كرة تعتمد على التمرير والتحرك وتبادل الكرة. والمهارات، وفى كأس العالم 2010 كان متوسط أعمار لاعبى منتخب ألمانيا هو الأقل، وقدم الفريق كرته الجيدة ثم فاز بكأس العالم 2014 عن جدارة.
** الدرس هنا أن ألمانيا التى كانت قوية، درست أهم فريقين يلعبان بالهجوم المضاد فى تلك الفترة وهما ليستر سيتى وأتلتيكو مدريد الذى يقوده دييجو سيميونى وسط عملاقى الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة. وعندما يكون المدرب صاحب فلسفة وأسلوب فإنه يدخل دائرة القمة بين المدربين وهى دائرة متسعة لنجوم المهنة فى تاريخ اللعبة.

 

arabstoday

GMT 05:58 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

GMT 05:56 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

تغيير... أو «اقتل وبا يقع صلح»؟

GMT 05:54 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

عن «السيادة» الرقمية نتحدّث

GMT 05:46 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

أمسية في غابة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفلسفة والأسلوب سلاح سيميونى الفلسفة والأسلوب سلاح سيميونى



ميريام فارس بإطلالات شاطئية عصرية وأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:07 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

غارة إسرائيلية على أطراف بلدة مركبا فى لبنان

GMT 16:01 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

ارتفاع التضخم في أمريكا خلال يونيو الماضي

GMT 13:19 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

محمد ممدوح يكشف عن مهنته قبل التمثيل

GMT 13:16 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

عمرو سعد يكشف تفاصيل عودته الى السينما
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab