بقلم: حسن المستكاوي
** أحب كرة منتخب ألمانيا، ليس الآن، ولكن قبل سنوات، وأحترم عقلية العمل الألمانية، فهم يعملون بجد، ويلعبون بجد. ولاشك أن المنتخب الألمانى يعانى، وأن البوندسليجا ذاته يعانى، فقد زادت أحداث الشغب، وارتفعت حدة الاحتجاجات على قرار الرابطة بالشراكة مع مستثمر أجنبى، لكن إذا تولى يورجين كلوب تدريب منتخب ألمانيا، فسوف يعود المانشافات إلى مكانته وقوته، لأن كلوب مدرب صاحب أسلوب وطريقة لعب مميزة، وسوف يسلح المنتخب بما يملك من أسلحة فى ذهنه.
** وكلوب كما قال مايكل بالاك، قائد المنتخب الألمانى السابق: «أنه صاحب شخصية قوية، ونحن بحاجة لقائد مثله. وهو يجسد جميع القيم والمواقف الألمانية. وسوف يعيد الانضباط والحماس وهو الأمر الذى كان يجعل التغلب على المنتخب صعبا».
** لقد مرت 9 سنوات على يورجين كلوب وهو يدرب ليفربول. وكان تولى المهمة فى 2015 خلفا لبريندان رودجرز فى أكتوبر 2015، بعد أن بنى شهرته فى بوروسيا دورتموند الألمانى. وحسب ما أعلن فى 26 يناير الماضى، لقد قرر الرحيل عن تدريب الفريق عقب نهاية الموسم الحالى، وبرر قراره بأن طاقته نفذت. وأظن ذلك حقيقيا جدا، فممارسة مهنة التدريب مع فريق يلعب على البطولة دائما ويطالبه جمهوره بذلك وبالفوز فى كل مباراة، مسألة مجهدة ذهنيا خاصة فى الدورى الإنجليزى الذى ترتفع فيه درجة التنافسية إلى درجة الاشتعال.
** وبثقافته العامة، كانت كلمات كلوب يوم أعلن قراره شديدة البلاغة وشديدة الصدق: «نحن ليفربول، لقد مررنا بأشياء أصعب معا. وأنتم مررتم بأمور أصعب من قبلى. دعونا نجعل من هذا القرار قوة. هذا سيكون رائعا حقا. دعونا نستخرج كل شىء من هذا الموسم ونحصل على شىء آخر نبتسم له عندما ننظر إلى الخلف مستقبلا.. إننى أحب كل شىء فى هذا النادى وفى المدينة، أحب كل شىء فى مشجعينا، أحب الفريق والموظفين. لكن استمرارى فى اتخاذ هذا القرار يظهر لكم إننى مقتنع بأنه هو القرار الذى ينبغى على اتخاذه»
** ثقافة كلوب لاتعنى أنه من تلاميذ سقراط، ولا من تلاميذ تشارلز ديكينز أو شكسبير. إنما هى ثقافة القراءة العامة، والتأمل، وهو يستمر فى عمله مع ليفربول وسط «حرب أعصاب» يخوضها فى كل مباراة، وفى سباق مع ثلاثة أو أربعة فرق أخرى نحو اللقب، ولا أحد من تلك الفرق يضمن اللقب، حتى أن كلوب قال قبل أيام أنه كى يفوز ليفربول بالبريمير ليج هذا الموسم عليه أن يفوز فى جميع مبارياته المتبقية. خاصة أنه يدرك قوة مانشستر سيتى، وأنه الفريق الذى لا يفرط فى انتصار غالبا.
** يستمر يورجين كلوب فى عمله مع ليفربول، وسط مشاعر تقدير بالغة من ملاك النادى ومن إدارته ومن لاعبيه ومن جماهيره. فلا غضب، ولا تصريحات مسيئة، ولا لافتات فى المدرجات تهاجمه. فقد قال مايك جوردون، رئيس مجموعة فينواى الرياضية المالكة لليفربول إن النادى سيتبع نهج «العمل كالمعتاد» تجاه رحيل كلوب وسنقدم له التكريم الملائم عند رحيله. ومن البديهى أننا سنشعر بحزن شديد لخسارة ليس فقط مديرا فنيا بهذه الكفاءة، ولكن أيضا شخصا وقائدا نكن له احتراما وامتنانا ومودة كبيرة».
** وكان كلوب بدأ مسيرته التدريبية مع فريق ماينز فى 2001 قبل الانتقال لتدريب بوروسيا دورتموند فى فى الفترة من 2008 إلى 2015، حيث توج بلقب الدورى الألمانى (بوندسليجا) فى 2011 وتوج بثنائية الدورى والكأس بعدها بعام. ومنذ انتقاله إلى قلعة أنفيلد، فاز كلوب بالدورى الإنجليزى الممتاز ودورى أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الإنجليزى وكأس الرابطة وكأس العالم للأندية وكأس السوبر الأوروبى.