إصلاح مسار الكرة المصرية «في وكالة ناسا»

إصلاح مسار الكرة المصرية «في وكالة ناسا»!

إصلاح مسار الكرة المصرية «في وكالة ناسا»!

 العرب اليوم -

إصلاح مسار الكرة المصرية «في وكالة ناسا»

بقلم - حسن المستكاوي

** تناولت قبل أيام مشروع كرة القدم فى ألمانيا، وخصوصا عند الأزمات وكيف تجرى معالجتها بأساليب علمية وخطة طويلة وبصبر كبير. وتناولت مشروع الكرة المغربية الذى أشاد به موقع الفيفا الرسمى. وانتهيت إلى أن هناك أمرا مهما للغاية ويتعلق بقرارات إلزامية من جانب الاتحاد للأندية، وهذا بالإضافة إلى صناعة قاعدة مؤهلة علميا للمدربين الوطنيين. وبمناسبة القرارات الإلزامية، أذكر هنا أن دكتور حسن مصطفى فعلها حين كان رئيسا للاتحاد المصرى لكرة اليد، وأن هناك سياسة يطبقها الاتحاد دائما وهو مشروع جعل اليد المصرية لعبة جماعية عالمية.
** أكرر استخدام كلمة مشروع فى كرة القدم ليست مجرد كلمة للاستهلاك دون مضمون. ومن أهم قواعد أى مشروع لكرة القدم أو لأى رياضة وجود قاعدة للمدربين، وتدريب الصغار بلاعبين سابقين معتزلين، ليس اختيارا صائبا لأنهم بعد اعتزالهم فى حاجة إلى تدريب على قواعد التدريب للناشئين. وقد كان التدريب السابق فى هذا القطاع يركز على اللمسة الواحدة للكرة والتمرير والتحرك ولكن يجب أن نسمح لهؤلاء الصغار بتقديم ما لديهم من مهارات أيضا، ويجب أن نفهم المهارات الجديدة والمهمة فى اللعبة الآن مثل قوة الاستخلاص للكرة والجدية والشراسة، وأهمية منح التمريرة سرعة بقوتها، وكذلك أهمية سرعة لاعبى كل المراكز فى المسافات القصيرة.
** وأعود إلى مشروع الكرة المغربية وتحديدا على صعيد الفئات السنية والسيدات حيث ألزم الاتحاد المغربى لكرة القدم الأندية بإنشاء مدارس تأسيسية للمساعدة فى الكشف عن المواهب وتنميتها، وهو ما جعل الأندية المغربية تبدأ فى اكتشاف مواهب بعضهم احترف فى أوروبا، ومواهب أخرى عززت القدرات الفنية للأندية المغربية وكذلك على مستوى الكرة النسائية التى استفادت كثيرًا من تلك التطورات، ليفوز نادى الجيش الملكى المغربى بدورى أبطال إفريقيا للسيدات، فضلًا عن وصول المنتخب الوطنى لدور الستة عشر فى كأس العالم للسيدات.
** وأشار فيفا فى تقريره إلى أن توجيه الاستثمارات إلى منتخبات الفئات السنية والسيدات كان عاملًا محوريًا فى تغيير شكل الكرة المغربية، فعلى سبيل المثال عندما منح الفيفا عام 2020 مبالغ 500 ألف دولار، لمعالجة آثار وباء كورونا، قرر فوزى لقجع تخصيص هذا المبلغ لتطوير كرة القدم النسائية فى البلاد. وتم استثمار هذا المبلغ فى التعاقد مع رينالد بيدروس ليكون مدربًا لمنتخب السيدات، ومشرفًا على جميع منتخبات الفئات السنية النسائية، والعمل على الشىء الأهم الذى جعل المشروع متكاملًا؛ وهو البحث عن المواهب المغربية فى أوروبا، جنبًا إلى جنب مع التطوير المستمر فى الكرة المحلية.
** كما عمل الاتحاد المغربى لكرة القدم على استغلال الجالية المغربية الكبيرة الموجودة فى مختلف دول العالم، إذ تعد من أكبر الجاليات وتنشط فى دول ذات مدارس كروية كبيرة مثل هولندا وإسبانيا وفرنسا، وهو ما ساعد على توفر لاعبين ولاعبات مزدوجى الجنسية ممن يحملون الجنسية المغربية، فكان التحدى هو إقناعهم باللعب لمنتخب المغرب.
** تلك التجربة منحت منتخب المغرب نجومًا مثل حكيم زياش وسفيان أمرابط ونور الدين أمرابط وأشرف حكيمى ونصير مزراوى وعدد من النجوم الذين قادوا المغرب لإنجاز المركز الرابع فى كأس العالم 2022 فى قطر، وعلى مستوى السيدات منحت المنتخب المغربى نجمات مثل ياسمين زهير لاعبة سانت إتيان، وإيمان سعود لاعبة بازل السويسرى، وروزيلا أيان نجمة توتنهام، بالإضافة إلى نجمات الدورى المحلى الذى تطور كثيرًا.
** والنقطة المهمة هى الاهتمام بالمدربين الوطنيين وتنميتهم وتنمية مهاراتهم وخبراتهم، وهو بالمناسبة كان جوهر التجربة الألمانية التى أشرنا إليها قبل أيام فى الفترة من 2000 إلى 2010، وقد أدى الاهتمام بالمدربين المغاربة ومنحهم الفرصة للدراسة والتعلم وأخذ الخبرات، إلى تطوير أفكارهم وملاحقة ومواكبة ما طرأ من تطور فى كرة القدم بجميع عناصرها، ونتج عن ذلك تولى تدريب المنتخبات الوطنية ليبدأ المدربون المغاربة فى إثبات كفاءتهم؛ إذ إنه منذ تولى وليد الركراكى تدريب أسود الأطلس، يشرف مدربون مغاربة على جميع الفئات السنية للمنتخب.

** المشروع عمل مجهد وجاد وخططه طويلة وتطبق بشجاعة وصبر وعلم، ولا أعرف مشروعا حقيقيا استمر للكرة المصرية سنوات وسارت عليه كل الاتحادات باعتباره سياسة ملزمة للأجيال التالية.. وأعنى مشروعا حقيقيا وليس مجرد عقد مؤتمر «لإصلاح مسار الكرة المصرية» كأننا فى وكالة ناسا لبحاث الفضاء، وليس لجانا ومؤتمرات تستهلك الطاقة والجهد والوقت وتكون فى النهاية مجرد طق حنك!

arabstoday

GMT 05:18 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

أمة الرواد والمشردين

GMT 05:16 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

يوليو جمال عبد الناصر وأنور السادات

GMT 05:15 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

المسلمون والإسلاميون في الغرب

GMT 05:13 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

في مدح الكرم

GMT 05:12 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

إنها أزمة مصطلحات!

GMT 05:10 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

أميركا واختبار «الديمقراطية الجندرية»

GMT 04:33 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

لبنان بين حربي 2006 و2024

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إصلاح مسار الكرة المصرية «في وكالة ناسا» إصلاح مسار الكرة المصرية «في وكالة ناسا»



ميريام فارس بإطلالات شاطئية عصرية وأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:56 2024 السبت ,27 تموز / يوليو

نشاط سينمائي لمحمد ممدوح في 2024
 العرب اليوم - نشاط سينمائي لمحمد ممدوح في 2024

GMT 16:07 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

غارة إسرائيلية على أطراف بلدة مركبا فى لبنان

GMT 16:01 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

ارتفاع التضخم في أمريكا خلال يونيو الماضي

GMT 13:19 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

محمد ممدوح يكشف عن مهنته قبل التمثيل

GMT 13:16 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

عمرو سعد يكشف تفاصيل عودته الى السينما
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab