بقلم - حسن المستكاوي
** منذ الاستقالة الجماعية التى قدمها مجلس إدارة نادى الزمالك، أصبح الحديث الرياضى الأول هو «خطر انهيار النادى وفريق كرة القدم تحديدا». وبالطبع الموقف صعب، ويحتاج إلى رؤية رياضية ومالية من اللجنة المكلفة بالإدارة. لكن المهم هو جمهور الزمالك. هو السند والمساند والداعم لفريق كرة القدم والفرق الرياضية. وأتذكر أن الأهلى فى يوم من ايام السبعينيات بقيادة مدير الكرة وقتها الكابتن صالح سليم والكابتن المدير الفنى عبده صالح الوحش قررا اللعب فى الدورى بالناشئين بعد سنوات الستينيات الصعبة جدا على الفريق، وأطلق الأستاذ نجيب المستكاوى على الفريق لقب «التلامذة» وشجعهم، حين كان رأيه ورأى الناقد مساندا فى البناء، وحقق التلامذة أفضل البطولات والإنجازات فى حقبة السبعينيات. وكان ذلك بمساندة قوية من جمهور الأهلى وثقة فى قرار الإدارة.
** الصورة ماليا صعبة لكنها فنيا ليست بتلك الصعوبة، فالزمالك قدم عروضا قوية فى البطولة العربية أمام الاتحاد المنستيرى والشباب والنصر ولولا براعة رونالدو لربما خرج النصر من البطولة وأكملها الزمالك. وهنا يجب على إدارة النادى المكلفة البناء على فريق كرة القدم وإيجاد الحلول للمشكلة المالية. واتخاذ قرارات صعبة منتظرة. وصحيح أن الزمالك كفريق يحتاج دعما فى بعض مراكزه، وأولها خط الوسط، لكن هل يكون الحل هو صفقة زيزو مع الشباب السعودى وبذلك يستغنى النادى عن أهم لاعبيه وأحد أهم لاعبى الكرة المصرية أم تجد إدارة النادى حلا ماليا للأزمة الحالية بما فيها الغرامات وحقوق أندية أوروبية ولاعبين سابقين، بجانب حقوق لاعبى الفريق الحاليين.
** التكاتف من محبى الزمالك ومن جمهوره، ومن أعضاء النادى هو نقطة البداية. ولا أملك ولا أعرف تفاصيل الأزمة المالية بدقة، لكن الأمر سيكون متاحا أمام إدارة النادى المكلفة، وبالتالى يجب الإسراع فى اتخاذ قرارات وحلول واقعية، واتخاذ قرارات صعبة وشجاعة، ومواجهة الرأى العام (الجمهور) بالحقائق والظروف وأسباب القرارات. وليس هذا كلاما إنشائيا، وإنما دون ما سبق كله سوف تستمر أزمة الرياضة فى النادى، فهى ليست أزمة فريق الكرة وحده. ولعل المجلس المنتخب المقبل يضع قواعد صارمة بشأن التعاقدات وإبرام الصفقات، مع لاعبى الفرق الرياضية، والبناء على قاعدة الناشئين فى النادى، وفقا لخطة مستقبلية، ومشروع حقيقى يهدف إلى استمرار الزمالك فى دائرة القمة الرياضية كما كان.
** إن الأهلى والزمالك والمنافسة الشريفة بينهما جزء مهم من الحركة الرياضية المصرية. وديربى الأهلى والزمالك هو أشهر وأقوى ديربى عربى. وتلك وجهة نظر مستندة على تاريخ الناديين وعلى أنهما ينفردان بجماهيرية عربية من الخليج إلى المحيط. لكن المؤسف أن الديربى لم يعد كما كان احتفالية، وبحضور جماهيرى غفير، لكنه منذ سنوات بات صراعا فى حلبات الاحتقان، وهو ما أفسد المشهد الكامل الذى نتمناه للديربى. وليعلم الجميع أن كل محب وعاشق لكرة القدم عليه أن يتعامل مع ديربى الأهلى والزمالك بأنه أحد أهم القوى الناعمة المصرية، وأن تسويق هذا الديربى باحترافية سوف يعود على الفريقين ويعود على قوة مسابقة الدورى المصرى.
** وبالمناسبة، علينا الاعتراف بالتطور الذى حدث ويحدث فى الدورى السعودى، وفى دوريات عربية أخرى بالنظام، وبالقانون، والضوابط والمعايير الاحترافية، وبالمشهد الكامل، من حضور جماهيرى، وعدل ومساواة بين جميع الأندية، وذلك قبل الصفقات العالمية فى الدورى السعودى، وإنما بوجود خبرات أجنبية تدير وترشد بجانب شباب من المواطنين، يساعد ويتعلم، ويتطور. ولاشك أن ديربى النصر والهلال أو الاتحاد والأهلى من اقوى الديربيات السعودية الترجى والإفريقى فى تونس والرجاء والوداد فى المغرب، ولكن قد يحتجز هذا الديربى فى إطار حدود المسابقة والبلد، وهو أمر تسعى الكرة السعودية بكل قوة لتغييره.
** الأمر بالنسبة لديربى الأهلى والزمالك وللدورى لم يعد يحتمل التثاؤب والبطء وإنما عمل حقيقى وفقا لمعايير احترافية، ورياضية، تستند على قيم الرياضة وجمالها، وجمال كرة القدم، ومتعة المنافسة الشريفة بين أكبر ناديين فى الشرق الأوسط.. لعل ذلك يكون مجرد فتح الباب لأجل نظرة إلى المستقبل.