حاملتا طائرات وجيوش فى مواجهة بندقية

حاملتا طائرات وجيوش فى مواجهة بندقية

حاملتا طائرات وجيوش فى مواجهة بندقية

 العرب اليوم -

حاملتا طائرات وجيوش فى مواجهة بندقية

بقلم - حسن المستكاوي

** ماذا لو لم يكن الدعم الأمريكى والغربى فجا لإسرائيل التى تحارب مجموعة شعب أعزل بعضه يمسك ببندقية؟ ولماذا أرسلت الولايات المتحدة حاملتى الطائرات جيرالد فورد وإيزنهاور للردع؟ ولردع من تحديدا؟ إن حاملتى الطائرات تمثلان جيشا مسلحا بأعلى مستويات آلات الحرب، بما يقرب من 150 إلى 180 طائرة إف 35 وصواريخ أسرع من الصوت، وكلتاهما تساوى فى طولها ثلاثة ملاعب لكرة القدم.
** هذا تدخل سافر وسافل من جانب أمريكا والغرب لمصلحة إسرائيل وهى لم تكن أبدا قادرة على المواجهة وحدها حتى لو كانت أمام شعب أعزل يملك بعضه بندقية. فتلك هى الحقيقة الأخيرة الواضحة، وهى أن ما فعلته حماس يوم السابع من أكتوبر فى سياق مقاومة محتل، وصل بقطاع غزة إلى ما نشاهده من جرائم حرب ووصل بالمنطقة إلى حافة الهاوية. وكل من يطالب بالحرب لا يعرف معنى الحرب ولا ويلاتها، ولا تكلفتها البشرية والمادية وخسائرها التى تستمر لعقود.
** لقد جرب جيلنا ويلات الحرب عام 1967، وصمد وضحى هذا الجيل من أجل معركة التحرير والكرامة، حتى لاح فجر الانتصار بالعبور واسترداد كامل الأرض. لكن التكلفة كانت باهظة رغم ضرورية الحرب دفاعا عن الأرض ولاسترداد الأرض. وفلسفة القوات المسلحة تقوم على الدفاع عن الحدود، فلم نكن أبدا دولة معتدية. لكننا فى الوقت نفسه لا نسمح بالمساس بشبر واحد من تراب الوطن.
** أجلس بالساعات أتابع نشرات الأخبار العربية والأجنبية التى تنقل على الهواء مباشرة الحرب على غزة والضفة، والتى تسميها القنوات الأجنبية «إسرائيل فى حرب». بينما التسمية الحقيقية والتاريخية هى: «غزة وفلسطين المحتلة تقاوم جريمة الحرب». وسأكرر الكلام الساكت الذى يتردد فى العالم كله وهو حماية المدنيين، وقد بدأ الغرب يستخدم هذا التعبير المائع بعد أن دمرت 30 % من منشآت ومنازل غزة. وهذا الغرب الذى يعطينا دروسا يومية فى حقوق الإنسان والقانون الدولى، لو أمسكنا بمجرم يحرق المجمع العلمى أو يحرق سيارة شرطة، فإن هذا الغرب نفسه لا يعرف حقوق الإنسان فى غزة والضفة. إنه لا يرى ما تنقله الشاشات، لا يرى قتل النساء والأطفال وتدمير المستشفيات والمدارس، ولا يرى الحصار وحرمان ملايين البشر من المياه ومن الحياة. فكيف نصدق بعد ذلك درس حقوق الإنسان الغربى؟
** بالمناسبة لست ضد هذا الدرس فحق الإنسان أصيل فى الحرية وفى الوجود وفى الغذاء وفى القانون وحمايته، وفى الفوز بنسيم الديمقراطية. ولكننى ضد التجارة بحقوق الإنسان التى مارسها الغرب على شعوبنا، بينما لم يحترم تلك الحقوق عندما سلبت من شعب أعزل يملك بعضه بندقية فى مواجهة طائرات إف 16، مسلحة بقنابل فوسفورية حارقة. لم يحترم هذا الغرب قتل الأطفال والنساء، ومنع المياه، وقام بحرق الخبز والغذاء، وأخذ يدفع شعبا كاملا إلى تهجير قسرى بخطة شيطانية جهنمية يفهمها أى طفل دون استفاضة وشرح من محلل استراتيجى!
** دخلت الحرب على غزة والضفة يوما جديدا، وفى أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن تدور لعبة الفيتو بين الدول الخمس الكبار التى تحتكر حقوق الشعوب ومصيرها بكلمة «لا» اعتراضا على ما لا يتفق مع مصلحتها، فقط مصلحتها وليس مصلحة شعوب تعانى وتئن من القتل والتدمير. حتى باتت تلك المنظمة مجرد «خيال مآتة» يحتلة خمسة غربان وقد لوثوه بفضلاتهم!
** الدرس الذى عشته وعاشته أجيال عربية أن قوتنا ضرورة. وأن قوتنا ليست فقط القوة العسكرية الحتمية، وإنما القوة الاقتصادية والعلمية والصناعية والزراعية وكل أشكال ومظاهر القوة. وبينما عشنا نحلم بتلك القوى، لبلاد العرب، أقف وأنظر حولى وأجد فى السودان جنوبا حربا مدمرة، وفى الغرب انقساما وحربا مدمرة فى ليبيا، وفى لبنان ميليشيات تملك قرار الحرب والسلم، وفى سوريا تمزيقا لدولة كبيرة فى المنطقة بقوى الغرب والشرق المتصارعة، وفى العراق الذى كان قوة عسكرية واقتصادية فى المنطقة، نرى قوى خارجية متربصة نشرت نفوذها وميليشياتها.. وأسأل نفسى: متى نكون أقوياء وكيف نكون أقوياء بهذا الحال المحال؟!

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حاملتا طائرات وجيوش فى مواجهة بندقية حاملتا طائرات وجيوش فى مواجهة بندقية



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 07:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يُسلّم «اليونيفيل» 7 لبنانيين كان يحتجزهم
 العرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يُسلّم «اليونيفيل» 7 لبنانيين كان يحتجزهم

GMT 20:51 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
 العرب اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab