رمضان جانا

رمضان جانا..

رمضان جانا..

 العرب اليوم -

رمضان جانا

بقلم: حسن المستكاوي

** تسير فى شوارع مصر، ويصل إلى مسامعك صوت محمد عبدالمطلب وهو يشدو بأغنية «رمضان جانا» فتدرك أن رمضان يدق الأبواب، وقد جاء سريعا بعدما ذهب قبل قرابة العام. ورمضان جانا للفنان عبدالمطلب إنتاج سنة 1965 تأليف حسين طنطاوى وتلحين محمود الشريف. والأغنية، واحدة من أغانى المناسبات التى عاشت فى وجداننا، وليس لها أى بديل. والمدهش أنها صمدت أمام الزمن، وأمام ما يقال إنها طبيعة العصر، وأمام ما يقال عن أن الجيل الحالى والجديد له لغته ومفرداته، فتكون النتيجة أن تلك الأغانى عاشت مع جيل وراء جيل.

** ما هو سر بقاء تلك الأغنية وغيرها من الأغنيات التى عاشت فى الوجدان، وأثرت فينا لدرجة أن كل مناسباتنا الدينية والاجتماعية والسعيدة والحزينة باتت مرتبطة بكلمات وألحان عمر بعضها اقترب من الثمانين عاما وربما أكثر. لماذا عاشت هذه الأغنية وعاشت أغنيات غيرها عقودا من الزمن؟ هل لأننا تربينا عليها؟ هل لصدقها وكلماتها البسيطة ولحنها المعبر والبسيط؟ ولكن لماذا هو نفس الشعور والتصديق عند أجيال جديدة لا تعرف شيئا عما مضى من زمن؟ هل يمكن اختصار الإجابة فى أنها الريادة؟ تماما كما يعرف العالم اسم أول إنسان هبط فوق سطح القمر وهو الأمريكى أرمسترونج ولا يتذكر أحد رائد الفضاء الثانى الذى هبط على سطح القمر بعد عشرين دقيقة ليزامل أرمسترونج.
** هناك قصص متوارثة عن ميلاد تلك الأغنيات الخالدة، وبعض القصص ليس موثقا، أو لا أملك توثيقا دقيقا له. لكنها حكايات متداولة عن الإبداع التلقائى، والأصيل، دون صناعة أو تجميل بأدوات تعزز اللحن أو تقوى من الصوت، ولأن الفطرة صدق، كان رد الفعل هو التصديق. ولذلك يكتب النجاح فى تلك الحالة ويعيش هذا النجاح.
** تقول الأغنية:
رمضان جانا وفرحنا به
بعد غيابه وبقاله زمان
غنوا وقولوا شهر بطوله
غنوا وقولوا
أهلا رمضان.. رمضان جانا
** «رمضان جانا» التى ظلت تسعد طفولتنا وشبابنا وأيامنا، بإطلالة الشهر الكريم، يقابلها أغنية «والله لسه بدرى يا شهر الصيام» للفنانة شريفة فاضل التى تجعلنا نذرف الدموع فى وداع شهر الصوم. وهى كلمات الشاعر عبدالفتاح مصطفى ولحن الموسيقار عبدالعظيم محمد، لكننا فى اليوم نفسه نرتدى ثوب الفرحة مع ملابس العيد بأغنية «يا ليلة العيد أنستينا» لأم كلثوم، وتختلط دموعنا بنبض فرحتنا. وكانت سيدة الغناء العربى سمعت بائعا فى عام 1937 أمام مبنى الإذاعة وهو يروج لبضاعته، قائلا: «يا ليلة العيد أنستينا» فأعجبت بالجملة، وقررت أن تضعها فى أغنية كما تقول بعض الروايات.
** ترى هل يمكن أن نحتفل بعيد الأم من دون أغنية «ست الحبايب» للمبدع حسين السيد؟ لا يوجد ما يساوى ست الحبايب أشهر الأغنيات فى عيد الأم بصوت فايزة أحمد عام 1958. وهى من ألحان الموسيقار محمد عبدالوهاب. وفيها قدر هائل من الشجن، والحزن. والعبقرية هنا أن هذا الشجن والحزن يتضاعف حين ترحل الأم، وفى الوقت نفسه يراودك هذا الشعور بدرجة مختلفة والأم على قيد الحياة..
** ماذا أيضا؟ ماذا عندنا من كلمات وألحان وأغنيات عاشت فى وجداننا عشرات السنين؟
** لا توجد فتاة فرحت واحتفلت ولا يوجد شاب فرح واحتفل بحفل الخطوبة من دون أغنية شادية «يا دبلة الخطوبة». ولا يوجد إنسان حقق نجاحا فى الثانوية العامة، أو حقق نجاحا ما بصورة ما، من دون الاحتفال بأغنية «وحياة قلبى وأفراحه» لعبدالحليم.. ويبقى أن الكلمات ليست قصائد بالعربية الفصحى، والألحان ليست حافلة باختراع جمل موسيقية، والأداء ليس صناعيا، وإنما كل شىء ولد بسيطا وصادقا وحقيقيا.. فعاش!

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان جانا رمضان جانا



هيفاء وهبي تتألق في إطلالة مُميزة بصيحة البولكا دوت

القاهرة - العرب اليوم

GMT 15:04 2024 السبت ,31 آب / أغسطس

أطفال غزة يبدأون أخذ تلاقيح شلل الأطفال
 العرب اليوم - أطفال غزة يبدأون أخذ تلاقيح شلل الأطفال

GMT 08:00 2024 السبت ,31 آب / أغسطس

من جديد «صحوة البحر الأحمر»

GMT 08:04 2024 السبت ,31 آب / أغسطس

بئس

GMT 15:04 2024 السبت ,31 آب / أغسطس

أطفال غزة يبدأون أخذ تلاقيح شلل الأطفال

GMT 07:25 2024 الجمعة ,30 آب / أغسطس

لماذا تتضاءل أهمية الوساطات والتفاوض؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab