بقلم: حسن المستكاوي
** هل استقالة مجلس إدارة الإسماعيلى هى الحل لأزمة الفريق القائمة منذ سنوات؟ الإجابة: «لا.. » طويلة وممدودة. فالفريق افتقد مقومات الفريق منذ سنوات لأسباب مختلفة، وأولها أن النادى يعانى ماديا، وأن دخول هيئات وشركات كبرى غنية إلى اللعبة، منحها قوة وقدرة على شراء أفضل اللاعبين، وسط استقرار مادى، فيحصل اللاعب على حقوقه بانتظام ويعطى واجباته بانتظام. وهذا بيت القصيد بالنسبة للإسماعيلى، فهو يملك مجموعة مميزة من اللاعبين ولكن ما قيمة أن يكون لديك أبرع الموظفين ولكنهم لا يحصلون على راتب، ففى زمن الاحتراف والالتزامات لم تعد كلمات الانتماء كافية، وقد تكفى يوما أو فى مباراة أو فى موقف، لكنها لا تكفى عاما وأعواما.
** الإسماعيلى فى خطر هذه المرة. خطر يجعل شبح الهبوط هائما حول الفريق. والأمر بيد لاعبيه وأقدامهم. عليهم الخروج والقتال فى كل مباراة. وهم قادرون، ثم بعد ذلك يجب بحث الأزمة المالية وأزمة حقوق اللاعبين وعقودهم. وهى على أى حال أزمة الأندية الجماهيرية. أزمة الاتحاد السكندرى والمصرى والترسانة، والسويس، والمحلة وطنطا وأسوان والمنصورة ودمياط والشرقية. وهى أزمة اتحادات كرة القدم السابقة التى تركت عملية تنظيم مشاركة فرق الشركات والهيئات بلا تنظيم، وهى أزمة الحياة فى الدورى المصرى، يوم كان الأهلى والزمالك يسافران إلى المحافظات ويلعبان هناك. وهى أخيرا أزمة إدارات كل الأندية الجماهيرية التى استحسنت الاعتماد على قدرات رجال الأعمال دون العمل على ابتكار أساليب تمويل ورعاية وبناء قطاعات ناشئين من ابناء المحافظة واستثمار أصحاب المهارات وتسويقهم. مع ملاحظة أن الخمسمائة لاعب فى الدورى لا توجد بينهم أى فروق فنية كلهم واحد، وشبه واحد باستثناء خمسة منهم، ويا لها من نسبة!
** أزمة الإسماعيلى والأندية الجماهيرية واحدة من أزمات عديدة وعميقة فى الكرة المصرية. وقد مكثنا سنوات نحذر ونطرح الحلول، إلا أن التنفيذ والتطبيق والأخذ بها عمل ضخم ومجهد ويحتاج إلى تفرغ كامل ثم إلى فهم يحكمه الخبرات والعلم والاتصال بالعالم. وبينما باتت الانتقادات جبلا، هناك حولنا دوريات تصعد وتتألق، باساليب فيها الابتكار والتطوير والتحديث وفى مقدمتها الدورى السعودى، فالقضية ليست امتلاك المال فقط وإنما كيفية إدارته، وتقديم مشروع متكامل يربط بين الحاضر وبين المستقبل. بينما نحن أسرى الماضى، أسرى أول اتحاد قارى وأول اتحاد عربى وأول منتخب فى كأس العالم وأول وأول وأول.. وقد كنا بالفعل أول.. كنا..!
** عندما فاز منتخب مصر بكأس الأمم الإفريقية ثلاث مرات متتالية، سألنى سمير زاهر رحمه االله: «رأيك إيه الآن.. أليست الكرة المصرية بخير؟» وكان ردى: «لا المنتخب بخير لكن الكرة المصرية ليست بخير».
بعدها لم يصل المنتخب إلى نهائيات الأمم الإفريقية ثلاث مرات متتالية، فى واحدة من أعاجيب الكرة المصرية. ولم يصل إلى كأس العالم بينما وصلت منتخبات السعودية وتونس والجزائر والمغرب مرات. وأبدع منتخب المغرب وصنع إنجازا تاريخيا فى مونديال 2022.. فأين الكرة المصرية التى نريدها؟!
** نملك ما لا يملكه الغير. نملك قاعدة جماهيرية هائلة. نملك الأهلى والزمالك ولهما شعبية عربية وإقليمية كبيرة، ولكن حذارِ البساط يسحب، وتفوق الأندية المصرية إفريقيا يسحب أيضا، والأزمات التى تعيشها اللعبة كثيرة، وتترك بلا حل، فى غياب شبه كامل عن تطبيق اللوائح الدولية المعروفة، فندور فى حلقات الشد والجذب والتعصب، وعدم حسم شىء، نعم ندور فى حلقات الخطأ، وتقبيل الرءوس، والعفو، وعدم العقاب وعدم الاعتذار، بينما الدنيا فى فرنسا قامت على رأس نول لو جارى رئيس الاتحاد لأنه قال عن زيدان: «يمكنه فعل ما يريد، لو أراد تدريب البرازيل، هذا ليس من شأنى، وأضاف أنه لن يرد على الهاتف إذا اتصل به زيدان عليه». واضطر رئيس الاتحاد إلى الاعتذار علنا ورسميا عن كلماته المسيئة..!