بقلم - مشعل السديري
كشف مجلس سلامة النقل الوطني الأميركي أخيراً السبب الحقيقي وراء حادث تحطم المروحية التي كان يقودها الملياردير توماس جيه ستيورات بعد تحقيقات دامت ثلاثة أعوام، وذكر المجلس أن طفلته الصغيرة هي من تسببت في الحادث، بعد أن سمح لها، وعمرها 5 سنوات، بالجلوس في حضنه، حيث ركلت الطفلة عفوياً الأجهزة مما تسبب في المأساة.
وتوفي الملياردير مع زوجته وطفلته وشقيق زوجته والطيار المساعد.
تذكرت هذا الخبر الذي قرأته، عندما أراني أحد الأصدقاء، وهو يضحك، فيديو له وهو يقود سيارته وطفله الصغير الذي لا يزيد عمره على ثلاث سنوات جالس في حضنه يلعب بـ{الدركسيون}.
فقلت له: حرام عليك يا شيخ، إذا لم تكن خائفاً على حياتك وحياة طفلك، ارحم حياة الآخرين الذين يسوقون سياراتهم أمامك وخلفك ونحوك، وليس لهم {لا في العير ولا النفير}.
غير أن بعض الصغار لديهم مفهومية أكثر من بعض البغال أو الحمير - آسف أقصد الكبار - فقد أظهرت طفلة بريطانية عمرها سنتان شجاعة وذكاء كبيرين بعدما سارعت إلى الاتصال لطلب المساعدة لوالدتها التي وجدتها غائبة عن الوعي، وأخذت تهتم بأخيها البالغ من العمر 7 أشهر حتى وصول المسعفين، وأفادت صحيفة {ذا صن} البريطانية بأن كايلا نيلسون من مدينة ليدز البريطانية، استخدمت هاتف والدتها، فاتصلت في البداية بطبيب أسنان، ومن ثم بشركة تاكسي قبل أن تتصل بخالتها التي وصلت في الوقت المناسب، ولكن على رسلكم يا قوم (لا تطيرون بالعجّة)، وإليكم النقيض منها، فليس كل الصغار ملائكة لهم أجنحة، وأكبر دليل أضعه أمامكم لكي لا يقول أحد منكم إنني أتجنى، فهذه طفلة ألمانية وعمرها أيضاً سنتان، حبست والدتها عندما كانت تريد متابعة برنامج للأطفال في التلفزيون من دون إزعاج والدتها، وظلت تطارد والدتها حتى دخلت غرفتها فأقفلت الباب بالمفتاح عليها وجلست أمام التلفزيون لتشاهد برنامجها المفضل، وظلت الأم التي ليس معها تليفونها المحمول تنادي على طفلتها وتستنجد بجارتها من خلال النافذة، ولكن لا حياة لمن تنادي، إذ ان جارتها لم تعد إلى منزلها إلا بعد عدة ساعات، ومع ذلك لم تفلح الجارة، لأن الطفلة لم ترد على جرس الباب الخارجي، واضطرت لاستدعاء صانع أقفال للإفراج عن الأم، ولم يذكر النبأ العقوبة التي فرضتها الأم فيما بعد على طفلتها - فهناك احتمال أنها مصعت أذنها.
أعود وأخلص إلى القول: إن الأطفال رغم براءتهم، فإن بعضهم لا يخلون أحياناً من الخباثة.