بقلم: مشعل السديري
من الكتب التي قرأتها وكان لها تأثير في حياتي، كتاب (البخلاء) للجاحظ، حيث لا مانع لدي على الإطلاق أن أكون من أبخل البخلاء – على شرط أن أكون من أغنى الأغنياء - لكن للأسف (ربي عارف الشوكة وداقمها) مثلما يقولون، فأنا لم (أنل لا عنب الشام ولا بلح اليمن)، ورضيت بالقراءة والكتابة كنوع من (فشّة الخلق) لا أكثر ولا أقل.
وسوف أستعرض معكم على السريع نماذج من (مليارديرات) بخلاء، لتعرفوا فقط (أن النار لا تورث إلّا الرماد) – أحياناً لا دائماً - ومنهم مثلاً:
بيل غيتس رابع أغنى شخص في العالم بثروة تزيد على 124 مليار دولار، وقد أثار جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي أخيراً، حينما انتشرت صورة له في أحد المطاعم الشعبية بولاية مانهاتن، وهو يحمل حقيبة بها بقايا الطعام الذي تناوله (تيك أواي).
ولكن والحق يقال: إن لديه تبرعات طائلة للأعمال الخيرية، ومع ذلك هو يقص شعره في صالون متواضع بـ5 دولارات وفي معصمه ساعة بقيمة 10 دولارات فقط.
وإن نسيت فلا يمكن أن أنسى قطب الاتصالات المكسيكي اللبناني الأصل كارلو سليم الحلو، ويعد أغنى رجل في المكسيك، دون رفاهية الطائرات واليخوت الخاصة، وانتهج بشكل مقتصد أيضاً، حيث يكتب ملاحظات لموظفيه بضرورة التقشف في أوقات الرخاء، وكلما زاد غناه زاد بخله.
أما رائد الموضة الإسباني امانسيو اورتيجا صاحب الـ88 مليار دولار، وهو مالك أشهر وأغلى الماركات التجارية في مجال الأزياء، فاشتهر بارتداء ملابس متواضعة للغاية لا ترقى لمكانته، تمثلت في زي موحد من سترة زرقاء وقميص أبيض وبنطلون الجينز، وكلما اتسخت هذه الملابس، يذهب بها إلى مغسلة شعبية لتنظيفها – و(هكذا دواليك).
وتعالوا معي نتعرف على (عظيم بريمجي) أغنى رجل أعمال في مجال التكنولوجيا في الهند، ورغم ذلك يعيش حياة متقشفة بشكل كبير، فهو لا يمانع في ركوب المواصلات العامة، ويسافر على الدرجة الاقتصادية، ويقيم في منازل ضيافة الشركات بدلاً من فنادق الخمس نجوم، أما التي تفوقت على كل هؤلاء بالبخل:
فهي سيدة الأعمال الأميركية هيتي غرين (1834-1916)، فقد كان بخلها أسطورياً لدرجة صنفتها موسوعة غينيس للأرقام القياسية بأكثر النساء بخلاً في التاريخ، حيث اضطر الأطباء إلى بتر ساق نجلها بعد أن رفضت دفع تكاليف علاجه.
والحمد لله أنني لست من أصحاب المليارات – رغم أنني أردد دائماً بيني وبين نفسي قائلاً: (حامضة عليك).