يقولون ما لا يفعلون

يقولون ما لا يفعلون

يقولون ما لا يفعلون

 العرب اليوم -

يقولون ما لا يفعلون

مشعل السديري
بقلم - مشعل السديري

هل الشعراء في كل واد يهمون، ويقولون ما لا يفعلون؟! أعتقد أن هذا صحيح –ويستحقون أن أطلق عليهم مسمّى: ملوك التناقض، وللاختصار إليكم نموذجين كمقدمه:

فابن المعتز يقول:

وحلاوة الدنيا لجاهلها

ومرارة الدنيا لمن عقلا

بينما المتنبي يقول:

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله

وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ

ولكن وبما أن شهر رمضان الفضيل قد أقبل علينا، فدعونا من هذا الهرج والمرج، وعلينا أن نرفع كفوف الضراعة أن يساعدنا الله على قضائه، فهو الشهر الذي فتحت فيه أبواب الجنّة، وأغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين.

وقد قال أحد الشعراء الزهاد الذي لا نشك في كلامه:

إن شهر رمضان مضمار

الاشتياق إلى رضا المعبود

حلبة خيلها الصيام مع النسك

وأخطارها جنان الخلود

غير أن هناك شاعرا آخر لا أستسيغه ولا ينزل لي من زور –مثلما يقولون إخواننا أهل مصر - يتغنى بالشهر على طريقته الخاصة الفجّة، ويقول:

شهر الصيام وإن عظمت حرمته

****

يمشي رويداً فأما حين يطلبنا

فلا السليك يدانيه ولا السُّلكه

كأنه طالب ثأرا على فرس

أحدٌ في إثر مطلوب على رمكه

وأعقل وأفضل منه بمراحل شاعر قال:

قد تعدوا على الصيام وقالوا

حرم الصب فيه حسن العوائد

كذبوا فالصيام للمرء مهما

كان مستيقظاً أتم الفوائد

موقف بالنهار غير مريب

واجتماع بالليل عند المساجد

ونوعاً ما أتعاطف مع شاعر آخر قال هذين البيتين:

شهر الصيام مشاكل الحمام

فيه طهور جوامع الآثام

فاطهر به واحذر عثارك إنما

شر المصارع مصرع الحمام

وأظن أن ذلك الشاعر كان صادقا تمام الصدق عندما ذكر خطورة الحمام، لأن لدي صديقا مهووسا بالنظافة الزائدة عن الحد، فعند قدوم الشهر الفضيل، دخل الحمام وهات يا دعك ويا فرك بالصابون وهو واقف، ومن شدة حماسته زلقت قدمه ووقع على نافوخه وتهرشمت بعض أسنانه، ونقلوه على عجل إلى المستشفى. وزرته في اليوم الثاني وهو ممدد على السرير لا يستطيع الكلام وبالكاد يفتح عينيه، فضحكت في وجهه تخفيفاً له، ولسان حالي يقول: تستاهل وتاكل غيرها. غير أن ضميري أنبني بعد خمس دقائق عندما تذكرت رجلاً هابقا يعرفه كلانا، فأردت أن أخرج صديقي الطريح على الفراش من حالته النفسية، فقلت له: إنك أبرك من ذلك الرجل عندما خاطب رمضان قائلاً:

فليت الليل فيك كان شهرا/ ومر نهارك مر السحاب

فتبسم ولم تعجبني ابتسامته بأسنانه المتهرشمة.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يقولون ما لا يفعلون يقولون ما لا يفعلون



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab