«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين 31

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (31)

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (31)

 العرب اليوم -

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين 31

بقلم - مشعل السديري

ومن البطولات التي جرت من المسلمين في الثالث من أيام القادسية ما رواه الإمام (ابن جرير) من طريق سيف بن عمر عن شيوخه قالوا: لما كان يوم (عماس) خرج رجل من العجم حتى إذا كان بين الصفين هدر وشقشق ونادى: مَن يبارز؟ فخرج رجل منّا يقال له (شبر بن علقمة) وكان قصيراً دميماً، فقال: يا معشر المسلمين قد أنصفكم الرجل، فلم يُجبه أحد ولم يخرج إليه أحد، فتقدم هو، فلما رآه الفارسي هدر، ثم نزل إليه فاحتمله فجلس على صدره، ثم أخذ سيفه ليذبحه، ومقود فرسه مشدود بمنطقته، فلما استلّ السيف حاص الفرس حيصة فجذبه المقود فقلبه عنه، فأقبل عليه وهو يسحب فافترشه، فجعل أصحابه يصيحون به، فقال: صيحوا ما بدا لكم، فوالله لا أفارقه حتى أقتله وأسلبه، فذبحه وسلبه.

وهكذا رأينا هذا الرجل المؤمن الذي تضاءلت فيه عناصر الكفاءة الحربية المادية؛ فهو قصير ضعيف الجسم، ومن كانت هذه حاله لا يدخل مجالات الحرب الشاقة كالمبارزة، حيث تتطلب هذه الحالات أجساماً قوية طويلة، ولكنه لما رأى خلوّ ذلك المكان من أبطال المسلمين دفعه إيمانه إلى التصدي لذلك المبارز الفارسي مع معرفته سلفاً بنقص كفاءته في هذا الميدان، ولكن عزّ عليه أن يتبختر ذلك الفارسي بين الصفين ولا يبرز له أحد، وفي ذلك تقوية لموقف الأعداء وتوهين لموقف المسلمين، فبرز له ثقةً بالله تعالى وتوكلاً عليه، وحمل معه ما يستطيعه من الأسباب المادية، وفوّض ما ينقص منها لمولاه جلّ وعلا، فنصره تعالى بجنود لا يراهم وإن كان يؤمن بهم، فنفرت الفرس بأمر الله تعالى وسحبت صاحبها إلى حتفه المنتظر، وكان في ذلك إنقاذ لهذا المؤمن وتمكين له ليقضي على عدوه.

وهكذا فإن الله تعالى دائماً مع أوليائه المؤمنين إذا صدقوا معه، فإن هذا الخبر فيه أبلغ الدلالة على ذلك، ولا يخطرنّ بالبال أن هذا الأمر جرى بشكل طبيعي وأسباب لا علاقة لها بنصر الله تعالى لأوليائه، فإنه لو كان هذا الأمر معتاداً ويجري في حياة الناس لأعدَّ ذلك الفارسي للأمر عدّته ولم يفرّط في أمر يكون سبباً في هلاكه.

وانطبق على ذلك القصير الضعيف الدميم الشجاع المؤمن، ما قاله الشاعر:

لَعمري لئن بعت الهداية بالعمى

وآثرت غير الحق إني لخاسر

أأترك حظي بعد إذ أنا قادر

على أخذه والحق فيه بصائر؟

سأجبر نفسي عن هواها وغيّها

بصبرٍ قوي الحزم والحر صابر

arabstoday

GMT 03:23 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

عن الحرب مجددًا

GMT 09:51 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أوطان تذوب ودول تُمحى

GMT 09:50 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

شبح العودة من الحرب

GMT 09:48 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

الحوثي... و«هارفارد» و«حماس»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين 31 «وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين 31



الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:21 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

بايدن يؤكد استعداده لإعادة إعمار غزة
 العرب اليوم - بايدن يؤكد استعداده لإعادة إعمار غزة

GMT 01:27 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي على غزة وجنوب رفح

GMT 16:51 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

تثبيت سعر الفائدة في أستراليا

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

إطلاق نار على رجل أعمال كندي في مصر

GMT 03:46 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

شهيدان وعدد من الجرحى في قصف إسرائيلي جنوب رفح
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab