بقلم - مشعل السديري
ووفقاً لما نشرته صحيفة «American journal»، فإن الأبحاث ذكرت أن البشر ليسوا مجهزين للتعامل لفترات طويلة من الزمن مع بعضهم، تحت أي ظرف من الظروف، وقال مؤلف الدراسة الرئيسي مارك هاجسون، إن هذه النتائج تنطبق تماماً على كل من المعارف والأقارب وأفراد الأسرة المباشرين، بما في ذلك الأمهات وأطفالهن.
وأضافت الدراسة أنه يجب أن تقتصر المدة التي يقضيها البشر معاً على 20 دقيقة وأقصاها 5 ساعات، ولا تسمح لنفسك أن توجد مع الآخرين أكثر من ذلك، ولكن إذا كنت تنوي قضاء فترة أطول يجب أخذ استراحة لمدة ساعة كحد أدنى؛ لأن الفترة التي نقضيها بين البشر تتسبب في حدوث مشاحنات داخلية وعقلية وصراعات تجعل الفرد أكثر عرضة للاكتئاب.
وهذا هو ما أفعله أحياناً قبل أن أقرأ هذه النصائح، فالانقطاع والبعد عن الآخرين بين الحين والآخر، هو من سجاياي التي لا أعلم هل هي إيجابية أو سلبية، ولكنني لا أملّ من وحدتي.
غير أن أطول مدة انقطعت فيها عن كل من أعرفهم هي تقريباً ثلاثة أشهر، عندما اقتنيت سيارة جيب مدرعة أكل الدهر عليها وشرب، وعلى هدى خريطة «أرامكو» أخذت أقطع الفيافي والقفار، مقتدياً بالرحالة القدماء، لا يؤنس وحدتي سوى راديو أسمع عليه الأخبار، ومسجل وأشرطة أغاني، وبعض الكتب التي أقرأها أحياناً نهاراً، وأحياناً أقرأها ليلاً على ضوء الفانوس.
وصدقوني أن تلك الأشهر الثلاثة كانت من أسعد أشهر حياتي – لأنني حاسس أنني كنت كافي الناس خيري وشرّي – هذا إذا كان لديّ شيء من الخير أصلاً.
**
وضع أكاديميون وشركات مختصة بإطلاق التنبؤات من بينها «TechUK» تصوراً لشكل العالم بحلول عام 2069، وذكروا في تقرير أن الحياة ستشهد العديد من التطورات والوسائل التكنولوجية التي تيسر على البشر معيشتهم، ومن بين التصورات إنشاء طرق سريعة تحت الماء وإطلاق مسابقات رياضية لـ«السكوتر» الكهربائي في العطلات، وربما مسابقات أخرى في الفضاء.
بالطبع ستختلف حياة البشر لأنفسهم من كل الأصعدة كزراعات الأعضاء بتقنية الطابعات ثلاثية الأبعاد وزراعة شرائح ذكية في جسم الإنسان، لمراقبة صحته، ووجود منازل تنظف نفسها بنفسها.
**
قال الشاعر:
ما كل من طلب المعالي نافذاً
فيها ولا كل الرجال فحولا