«شنبو» الضحك فى الزمن الصعب
حماس تشترط التزام الاحتلال ببنود الاتفاق والبروتوكول الإنساني لإتمام عمليات التبادل القادمة تسلا تستدعي 376241 سيارة في الولايات المتحدة بسبب خَلل في برمجيات التوجيه المُعزّز استعدادات في مخيم النصيرات لتسليم أربعة أسرى إسرائيليين للصليب الأحمر ضمن اتفاق التهدئة الجيش الإسرائيلي يعلن تسلم أسيرين إسرائيليين من الصليب الأحمر بعد إفراج كتائب القسام عنهما في رفح مسيّرة يرجح أنها للتحالف الدولي استهدفت مساء الجمعة سيارة بريف إدلب مما أدى لمقتل أحد قادة تنظيم حراس الدين القسام تسلّم أسيرين إسرائيليين للصليب الأحمر في رفح وتواصل تنفيذ المرحلة الأولى بتسليم أربعة آخرين في النصيرات ضمن صفقه تبادل الاسرى اسرائيل تفرج عن 602 معتقل فلسطيني بينهم 445 من غزه و47 اعيد اعتقالهم بعد صفقة 2011 بدء الاستعدادات لتسليم 6 محتجزين إسرائيليين في غزة عاصفة "آدم" القطبية تضرب لبنان بانخفاض حاد في درجات الحرارة وتساقط الثلوج غزة تفتتح أول مستشفى ميداني للهلال الأحمر لتقديم الخدمات الطبية الطارئة
أخر الأخبار

«شنبو».. الضحك فى الزمن الصعب!!

«شنبو».. الضحك فى الزمن الصعب!!

 العرب اليوم -

«شنبو» الضحك فى الزمن الصعب

بقلم - طارق الشناوي

من المهم أن نستعيد بين الحين والآخر قراءة التاريخ، لدينا أمناء على هذا التاريخ، كان الراحل سامى شرف، الذى غادرنا قبل أشهر قليلة، بعد أن اقترب من عامه المئوى، بمثابة أرشيف متحرك للرئيس جمال عبدالناصر، بين الحين والآخر، كنا نتواصل تليفونيا، أحيانا يسألنى عن اسم ممثل، أو مطرب أو ملحن، وكنت أنا على الجانب الآخر أستعيد معه بعضا مما أكتشفه من معلومات متعلقة بالرئيس عبدالناصر، كان هو شاهد إثبات عليها باعتباره مدير مكتبه وكاتم الكثير من أسراره، وسألته عن تلك الواقعة فأكد حدوثها.

كنت أستعيد قراءة أرشيف الفنان الكبير فؤاد المهندس، بمناسبة عيد ميلاده، أن الرئيس عبدالناصر بعد هزيمة 5 يونيو 67 والتى أطلقنا عليها على سبيل تخفيف الوطأة (نكسة)، كان الرئيس يراهن على الفن، سبق أن أشارت د. درية شرف الدين، فى رسالة الدكتوراة عن السينما والسياسة، إلى أن الرئيس منح الضوء الأخضر لزيادة هامش الانتقاد، بعد الهزيمة، وهو ما صب فى صالح تماسك الجبهة الداخلية.

الهدف أن يصبح وجدان الشعب حائط الصد الأول، لإيقاف سطوة سيطرة سلاح الجو الإسرائيلى على السماء المصرية، اكتشف عبدالناصر أن من بين الأسلحة الضحك والسخرية لأنهما الطريق السحرى والمضمون للوصول إلى شاطئ الأمان، كان الرئيس غاضبا من (النكت) التى ملأت الشارع ضد قواته المسلحة، وهو ما أشار إليه فيلم (الممر) للمخرج شريف عرفة، وفى نفس الوقت كان يرى أن للكوميديا دورا حيويا حتى نهزم الهزيمة.

فؤاد المهندس قال، فى مذكراته، إن مسلسل (شنبو فى المصيدة) تم بناء على اقتراح من عبدالناصر، المؤكد- حتى لا يذهب خيال البعض بعيدا- عبدالناصر لم يمارس الكتابة إلا فقط فى نصف رواية (فى سبيل الحرية)، كتبها وهو طالب فى المدرسة الثانوية، متأثرا بـ(عودة الروح) لتوفيق الحكيم، والذى أكمل الجزء الثانى من قصة عبدالناصر هو الكاتب الكبير عبدالرحمن فهمى، والد الموسيقار الموهوب ياسر عبدالرحمن.

طلب عبدالناصر من الإعلام أن يبعث روح الطمأنينة فى نفوس المواطنين، فقرروا اختيار توقيت الذروة وهو شهر رمضان، وتم تكليف الساخر الكبير أحمد رجب للكتابة وتحمس للتنفيذ نجم الكوميديا الأول فى ذلك الزمن 1968 فؤاد المهندس مع توأمه شويكار، وكان يوسف وهبى فى المسلسل بمثابة عمق الضحك الاستراتيجى والإخراج للراحل يوسف حجازى.

ربما يتذكر بعضكم (التتر) الموسيقى الذى هو بمثابة رؤية عبثية أحالت أغنية وطنية شهيرة (بلدى يا بلدى/ بلد الأحرار يا بلدى) لتصبح بكلمات ساخرة لفتحى قورة (شنبو يا شنبو/ والله ووقعت يا شنبو) وأشرف الموسيقار كمال الطويل، صاحب اللحن الأصلى، على التنفيذ، ولم يعتبرها أحد سخرية من نشيد وطنى يتغنى بأمجادنا.

الشعوب القوية تملك القدرة على السخرية حتى فى عز الانكسار، لو عدت مثلا لمطلع ثورة يوليو 52 ستكتشف أن الجمهورية الوليدة توجهت إلى إسماعيل ياسين للمساهمة فى تحقيق واحد من أهم المبادئ الستة للثورة، وهو إقامة جيش وطنى قوى، فقدم «سُمعة»، منذ منتصف الخمسينيات، أفلاما بدأت بـ(الجيش) وتتابعت الأسلحة مثل (الطيران) و(الأسطول) و(الشرطة العسكرية)، وأغلبها إخراج الضابط السابق الذى تفرغ للسينما الكوميدية فطين عبدالوهاب، بينما كتب قصة أول أفلامه (إسماعيل ياسين فى الجيش) المقدم عبدالمنعم السباعى، وهو الذى اخترع شخصية (الشاويش عطية) التى أداها رياض القصبجى، والغريب أن زوجة (السباعى) فى الحقيقة اسمها (عطية)، وأراد مداعبتها فأطلق اسمها على (الشاويش)، وأزيدكم من الشعر بيتا: التقيت مع السيدة عطية والدة المخرج مدحت السباعى وكانت سعيدة بتلك المداعبة.

تأمل حكاية (شنبو) بكل أبعادها لترى كيف كانت الدولة تجيد استخدام قواها الناعمة لحماية وجدان الشعب.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«شنبو» الضحك فى الزمن الصعب «شنبو» الضحك فى الزمن الصعب



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:15 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

غزة.. التي أصبحت محط أنظار العالم فجأة!

GMT 06:22 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

استعادة الدولة بتفكيك «دولة الفساد العميقة»!

GMT 19:00 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

لبنان يحذر مواطنيه من عاصفة "آدم"

GMT 06:23 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

السودان... تعثّر مخطط الحكومة «الموازية»

GMT 01:14 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

الإفراج عن صحفي تونسي بارز من معارضي سعيد

GMT 01:46 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

انفجارات عديدة تهز العاصمة الأوكرانية كييف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab