عندما يخفت الضوء

عندما يخفت الضوء

عندما يخفت الضوء

 العرب اليوم -

عندما يخفت الضوء

بقلم - طارق الشناوي

أخيرًا عادت إلى الاستديو، فى بداية المشوار، احتلت مساحة كبيرة من الترقب، أجرت جراحة فى أنفها فلم تعد ملامحها كما كانت، لا يهم سواء اضطرت إليها بعد سقوطها من على الحصان كما تقول هى، أو لأنها اعتقدت مثل قسط وافر من النساء أن تلك الخطوة سوف تضفى عليها جمالًا وجاذبية.
التغيير لم يكن لصالحها،إلا أنه لم يفقدها جمالها، ولعبت بعدها بطولة عدد من الأفلام، ثم توقف رنين التليفون.

التقيتها، قبل نحو ثلاث سنوات، فى مهرجان (مالمو) بالسويد، وجرى بيننا حوار، ولاحظت إلى أى مدى تتمتع بصدق وعفوية وتلقائية، تحكى الكثير غير الصالح للنشر، برغم أنه لقاؤنا الأول، بدون حتى أن تطلب منى عدم النشر.

كتبت من قبل على مواقع التواصل الاجتماعى فاضحة قسوة الوسط الفنى،لا أحد يطلبها من شركات الإنتاج، ولا حتى الأصدقاء، من حق شركات الإنتاج، طبعًا، حرية الاختيار، ولكن ما عذر الأصدقاء؟.

الحياة بها قسوة، ولا ننتظر جرعات مجانية من الدفء والحنية، تذكروا قصة يوسف السباعى (أرض النفاق) التى تحولت فى الستينيات إلى فيلم سينمائى لعب بطولته فؤاد المهندس، وقبل بضع سنوات شاهدناها فى مسلسل تليفزيونى بطولة محمد هنيدى، جاءت نهايتها لتؤكد أن النفاق سيستمر، المثل يقول (كلب العمدة مات ذهب الجميع لتقديم واجب العزاء، مات العمدة، لم يأت أحد).

مع سقوط الفنان، أو خفوت الضوء، أجد أن الزملاء عادة ينسحبون تباعًا، كم قرأنا عن نجوم مثل جورج سيدهم والمنتصر بالله ورياض القصبجى وغيرهم، بعد أن أقعدهم المرض يتساءلون: أين الأصدقاء؟، تابعنا فنانًا قديرًا بحجم عبد الرحمن أبوزهرة وهو يؤكد أن ما يُعرض عليه فى السنوات الأخيرة مجرد أدوار هامشية لن يرضى أبدًا بأن تلوث تاريخه.

قالت لى الفنانة الكبيرة سناء جميل قبل رحيلها ببضع سنوات، إنها تواصلت مع كبار المسؤولين عندما وجدت أنها أصبحت خارج الخريطة، فلم يتحرك أحد، فطلبت من عادل إمام وأحمد زكى أن تشاركهما البطولة، وهو بالفعل ما حققه لها أحمد زكى بفيلمى (سواق الهانم) و(اضحك الصورة تطلع حلوة).
الفنان يعانى التجاهل عندما يكبر فى العمر، أو عندما يفقد لياقته الإبداعية، ومن الممكن أيضًا أن نجد فنانًا فى عز العطاء، لسبب أو لآخر، لم يعد على الخريطة، حكى لى إبراهيم نصر، وهو أحد الموهوبين الكبار، أنه كان كثيرًا ما يتعجب من ضآلة الترشيحات التى تأتى له، وفى جلسة سأل أحمد زكى فأجابه: لا أدرى لماذا بعد تسكين الأدوار نكتشف فجأة أننا نسيناك!.

نتذكر الرسالة الحزينة التى كتبها إسماعيل ياسين على صفحات الجرائد نهاية الستينيات مستجيرًا بالدولة، طالبًا للعمل رغم أن أفلامه التى لعب بطولتها فى الأربعينيات والخمسينيات حققت أعلى إيرادات فى تاريخ السينما.

عبدالفتاح القصرى عاش أواخر أيام عمره فى (بدروم)، يقتات من المارة قوت يومه، بعد أن أصيب بفقدان الذاكرة. فاطمة رشدى التى أطلقوا عليها (سارة برنار الشرق) كثيرًا ما كانت تشكو من العوز. عماد حمدى قال فى آخر حوار تليفزيونى إن معاشه من نقابة الممثلين لا يكفى للإنفاق على شراء سجائره.

الحياة قاسية هذه حقيقة، إلا أن الوسط الفنى أشد قسوة؛ لأنه بلا ذاكرة ولا قلب!.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما يخفت الضوء عندما يخفت الضوء



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة
 العرب اليوم - خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مورينيو ومويس مرشحان لتدريب إيفرتون في الدوري الانجليزي

GMT 14:39 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

وست هام يعلن تعيين جراهام بوتر مديراً فنياً موسمين ونصف

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تحتفل بألبومها وتحسم جدل لقب "صوت مصر"

GMT 14:38 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتى يحسم صفقة مدافع بالميراس البرازيلى

GMT 14:30 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

جوزيف عون يصل إلى قصر بعبدا

GMT 20:44 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر يونايتد يعلن تجديد عقد أماد ديالو حتي 2030

GMT 14:32 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

كييف تعلن إسقاط 46 من أصل 70 طائرة مسيرة روسية

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab