حضور «غزة» فى «برلين»

حضور «غزة» فى «برلين»

حضور «غزة» فى «برلين»

 العرب اليوم -

حضور «غزة» فى «برلين»

بقلم - طارق الشناوي

المهرجانات الفنية، التى ألغينا منذ 7 أكتوبر الماضى عددا كبيرا منها بحجة التعاطف مع ضحايا غزة، أثبتت المهرجانات العالمية وآخرها (برلين) الذى أنهى فعالياته قبل 48 ساعة، أنها على العكس تماما، فمن الممكن أن تتحول إلى أسلحة للمقاومة لكى يسمع العالم أصواتنا ويرى وجوهنا.

كانت مصر هى أول دولة عربية تلغى مهرجان الموسيقى العربية، وبعدها بأيام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، رافعة شعار التضامن مع فلسطين، بإيقاف كل الأنشطة.. بعدها وجدنا أكثر من دولة عربية تحذو حذونا.. فى تونس، ألغت وزارة الثقافة فى اللحظات الأخيرة مهرجان (قرطاج)، وفى الجزائر(عنابة)، واستمرت سلسلة عدوى الإلغاءات.

كنت من الأصوات القليلة التى رفضت تلك الحالة من الانصياع وراء اعتبار أن إقامة المهرجان فعل مشين.. العكس تماما هو الصحيح؛ لأنها فرصة للتعبير عن الموقف، ومع الأسف، حتى المهرجان الوحيد (الجونة) الذى أقيم فى ظل مذبحة غزة، كانت قياداته، وعلى رأسهم الرئيس التنفيذى الصديق عمرو منسى، يبدون جميعًا وكأن على رأسهم بطحة يحاولون إخفاءها.. قطعًا أنا ضد المظاهر الاحتفالية، ولكن كان ينبغى ألا يؤثر ذلك بالسلب على باقى الفعاليات، فما المعنى مثلا من أن تلغى الكاميرات المصاحبة للافتتاح والختام لنقل مشاعر الضيوف؟، كما أنهم قرروا تغيير لون السجادة من أحمر إلى رملى. القائمون على (الجونة) كانوا يريدون فى كل لحظة التأكيد على أنهم أبدا لا يقيمون مهرجانًا!.

شاهدنا قبل 48 ساعة كيف بعد إعلان جوائز (الفيبرسى) النقاد العالميين فى مهرجان (برلين) سيطرت غزة على المشهد، ثم فى حفل الختام أعلنت المخرجة الحاصلة على (الدب الذهبى) السنغالية الأصل ماتى ديوب تضامنها مع فلسطين، بينما جمهور المهرجان وأغلبه من الألمان منح صوته للفيلم الفلسطينى (لا أرض أخرى) الذى عرض فى قسم (البانوراما).. ناهيك عما حدث أثناء حفلى الافتتاح والختام من إعلان التعاطف والمطالبة بإيقاف نزيف الدماء وقتل الأطفال. المشكلة فى مصر، والتى من الممكن أن تلمحها فى مظاهر متعددة، أننا لا نجيد فن التعامل مع إدارة الأزمة.. أول درس هو التوقف عن رفع سلاح الإلغاء أو الانسحاب من مهرجانات وزارة الثقافة.. بينما القرار التونسى بإلغاء (قرطاج) سمح كحد أدنى للمعارضة من قبل الاتحادات الفنية هناك بشجب القرار، بل أكثر من ذلك، فتحوا الباب لأصوات خارج تونس، وكاتب هذه السطور وقعا على وثيقة رفض قرار إلغاء (قرطاج). كثيرًا ما ذكرنا أن أم كلثوم لم تتوقف عن الغناء العاطفى بعد هزيمة 67، وأنها غيّرت المؤشر، ووجهت حصيلة الحفلات للقوات المسلحة، وأن تعليمات جمال عبدالناصر للتليفزيون والإذاعة تحديدا فى رمضان هى أن يقدموا أعمالا كوميدية للجمهور، وهكذا تم تكليف الكاتب الساخر الكبير أحمد رجب بكتابة مسلسل (شنبو فى المصيدة) لفؤاد المهندس وشويكار، حتى يوسف بك وهبى عميد التراجيديا قدم الكوميديا. الضحك فى عز المأساة يزيد من المقاومة، وهو وسيلة لإعلان قدرتنا على تجاوز جراح الهزيمة، الحفلات الغنائية والموسيقية والاستعراضات التى تقدمها فرقتا رضا والقومية وأيضا مونولوجات محمود شكوكو وسيد الملاح ولبلبة كانت تقدم باستمرار للجنود على الجبهة.

لا أدرى من الذى قرر فجأة بعد أحداث غزة أن على الوطن أن يتشح بالسواد.. وأى محاولة للاعتراض أو حتى للمطالبة بتقنين الجرعة، تقابل بقدر مفرط من العنف، وكأن من يدعو إلى ذلك عديم الروح الوطنية بل والإنسانية!.

المهرجانات فرصة للتعبير عن الرأى، لو أحسنّا استغلالها.. فى (برلين) رأينا لأول مرة صوتا عاليا مؤيدا لفلسطين، رافضًا مذابح غزة، ومطالبًا الضمير العالمى بالتحرك.. هل وصلت الرسالة؟.. أتمنى!.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حضور «غزة» فى «برلين» حضور «غزة» فى «برلين»



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس

GMT 17:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 10:42 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

رامي صبري يتحدث عن إمكانية تقديمه أغاني خليجية

GMT 23:27 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab