تضخمت الشفاه ومات التعبير خدوا الحكمة من «نعيمة الصغير»

تضخمت الشفاه ومات التعبير.. خدوا الحكمة من «نعيمة الصغير»!

تضخمت الشفاه ومات التعبير.. خدوا الحكمة من «نعيمة الصغير»!

 العرب اليوم -

تضخمت الشفاه ومات التعبير خدوا الحكمة من «نعيمة الصغير»

بقلم : طارق الشناوي

 

اليوم ليس عيد ميلادها، ولا ذكرى رحيلها، إلا أنها تستحق أن نتذكرها، من لم يلتق مع نعيمة الصغير فاته الكثير، لا تقرأ ولا تكتب ولكنها تستطيع أن تصل إلى عمق الحقيقة، رحلت قبل أكثر من ٣٠ عامًا، ولا تزال (قفشاتها) على الفضائيات تنبض بالحياة، قادرة على إنعاشنا.

تعتبر نفسها من جيل فاتن حمامة، أسند لها مخرج الروائع حسن الإمام دورا صغيرا فى فيلم (اليتمتين) نهاية الأربعينيات، بطولة فاتن وهى فى مرحلة الشباب بعد أن تجاوزت دور الطفلة، كانت نعيمة تغنى فى أحد المشاهد، وكعادة مخرج الروائع يلتقط المواهب الفطرية، وكثيرا ما كانت فاتن تحرص على تواجدها فى أفلامها.

عندما سألت المخرج شريف عرفة، لماذا قرر أن يسند دور أم علاء ولى الدين فى (الناظر) إلى علاء ولى الدين؟ قال لى الوحيدة التى كان من الممكن أن أفكر فيها هى نعيمة الصغير، إلا أنها كانت قد غادرت عالمنا، فكان لابد من البحث عن بديل خارج الصندوق ووقع اختيارى على علاء لأداء دور الأم، وبالفعل تألق فى هذا الدور، وقدم لى ما كنت أحلم به وأكثر مما توقعته من نعيمة الصغير.

نعيمة تركت مساحة فارغة، تشعرنى بأنها امتداد طبيعى، لجيل سابق صنعوا بصمة فى مساحات درامية صغيرة، أطلوا علينا من ثقب إبرة، مثل زينات صدقى واستيفان روستى وتوفيق الدقن وغيرهم.

أجريت معها حوارًا منتصف الثمانينيات، نشرته على صفحات مجلة (روزاليوسف) قالت لى عن إحدى النجمات، لا ينقصها شىء سوى أن تضع ما يستر وجنتيها، كانت وجنتا تلك النجمة متضخمتين (خلقة ربنا) قبل زمن (البوتكس)، ورغم ذلك لم تسلم من لسان آخر عناقيد الكوميديا الفطرية، قلت لها لماذا لم تحاولى تعلم القراءة، قالت لى أنا اقرأ من خلال أصدقائى، ولعلمك كل ما يكتبه محمود السعدنى وأحمد رجب أتابعه، وأضحك على كل قفشاتهم، وهما أيضا معجبان بقفشاتى.

نعيمة فى الحوار ذكرت اسم النجمة المتضخمة الوجنتين وغيرها من النجمات، اللاتى لم يسلمن من لسانها، وقتها حذفت الأسماء، حتى لا تتأثر نعيمة فنيا وتعترض إحدى النجمات على تواجدها فى الفيلم مثلا، إلا أن نعيمة لم تكن تحسبها على هذا النحو، ولا أستبعد أنها كانت تواجه النجمات بآرائها الساخرة.

ما الذى كان من الممكن أن تقوله نعيمة الآن؟ وهى ترى العديد من نجماتنا وقد صرن شفاهًا متضخمة ووجنات أكثر تضخمًا، أضيف بجوارها أنف وأذنان، جميعهن صرن نسخا من صورة واحدة، أشباحًا تتحرك على قدمين، بعد أن استسلمن فيما يبدو لنفس الجراح، محدود الموهبة (حافظ مش فاهم)، كل منهن تحلم بإيقاف عقارب الزمن، بينما الزمن ليس هو ما نراه على وجوهنا، ولكنه ما يعيش داخلنا، لا يجدى فى إيقافه كل مشارط الجراحين المتوفرة فى كل الدنيا، لماذا نغتال تعبير الوجوه من أجل الحصول على تلك الوجوه المشدودة، وكأن مكوجى غليظ قرر فرد ( كرمشة ) قميص.

تذكرت حوارى مع نعيمة الصغير وأنا أشاهد تلك النجمة، فى مسلسلها الأخير الذى اعيد عرضه مؤخرا، بعد ان تراجعت كثيرا عن الصدارة، للتذكرة فقط كانت قبل نحو ١٥ عاما أحد أهم أوراق رمضان الرابحة. فشلها المتكرر فى السنوات الأخيرة، أطاح بها بعيدا عن الرقعة، لا حظت أننى أتابع حوارها بصعوبة،بسبب مشاكل فى مخارج الألفاظ، تضخم الشفتان ادى بها أن تمضغ حروف الكلام، فلا تدرك بالضبط ما الذى تقوله، تعودت عقب كل فشل لعمل درامى، إقامة الندوات، وتبدأ فى التشنيع على كل من تسول له نفسه بانتقاد المسلسل، تخاصمها السينما لأنها لم يعد لها مكانا على الخريطة، فتعلن أنها هى التى قررت أن تقاطع السينما، قائلة أحافظ على رصيدى، وعبثا تحاول أن تبحث عن هذا الرصيد المزعوم، هنا أو هناك، فلا تجد شيء هنا أو هناك.

عمليات الشد التى تم إجراءها (بغشومية) أحالتها وأخريات، إلى وجوه جامدة، وكأنهن أسماكًا ملونة فى حوض للفرجة فقط، صرن مثل ورود وأزهار الزينة بلا طعم ولا لون ولا إحساس.

الفنانة السورية القديرة منى واصف قالت فى تصريح لها قبل بضع سنوات: (كيف يكبر المتفرج ثم يكتشف وهو يشاهد العمل الفنى أن نجمه المفضل الذى كان يماثله فى العمر، صار وكأنه فى عمر أبنائه).

الممثل رأسماله التعبير بالوجه وتحديدًا العينين، الفنان يظل قادرًا على العطاء طالما تمتع بتلك المرونة التى تجعله يتواءم مع الأيام، فهو يؤدى فى الحياة الفنية دور مراهق ثم شاب وبعد ذلك أب وجد، وهكذا الزمن يمضى والأدوار تتجدد أيضًا، الزمن يمنح المبدع مساحات أكثر فى التعبير، ولهذا ينبغى ألا يخاصم الزمن، تقرأ عن نجمات بحجم «شارون ستون» و«ميريل ستيريب» وهما تعلنان رفضهما للبوتكس، حتى لو تورطن مرة، فلم تعاودن التجربة مجددًا.

العديد من النجمات صرن يخرجن الحروف مترنحة من بين شفاههن المتضخمة (على سنجة عشرة)، إلا أنهن قادرات فى أى استفتاء، أن يؤكدن أن مسلسلها الفاشل، أحتل المركز الأول عند الجمهور، وإللى مش مصدق ( يوزن بره ) .

ما اقترحته نعيمة الصغير لتغطية وجنات تلك النجمة، ممكن أن يمتد أيضا لتغطية شفاهها إلا أنه سيفشل حتما فى إعادتها مجددا لصدارة المشهد (وعايزنا نرجع زى زمان / قول للزمان ارجع يا زمان)!.

arabstoday

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 03:56 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 03:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 03:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 03:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 03:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 03:37 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين وإسرائيل في وستمنستر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تضخمت الشفاه ومات التعبير خدوا الحكمة من «نعيمة الصغير» تضخمت الشفاه ومات التعبير خدوا الحكمة من «نعيمة الصغير»



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab