عبد الوهاب «ظمأ وجوع»

عبد الوهاب «ظمأ وجوع»!

عبد الوهاب «ظمأ وجوع»!

 العرب اليوم -

عبد الوهاب «ظمأ وجوع»

بقلم - طارق الشناوي

لم يعش أبدا الموسيقار محمد عبد الوهاب تحت سطوة النجومية الزائفة، يبدو للوهلة الأولى أنه نجم غير قابل للمس، إلا أن الانطباع الأول هذه المرة لا يدوم.

نعم كان يخشى حتى تبادل السلام، ناهيك عن العناق مع الغرباء، أو حتى الأصدقاء، وذلك بسبب حالة الوسوسة المرضية التى كانت تنتابه، من احتمال أن ينقل أحدهم ميكروبا أو فيروسا أثناء المصافحة، إلا أن عبد الوهاب عندما يطمئن إلى أن محدثه لا يحمل أى مبادئ برد أو غيرها من الفيروسات، فأهلا ومرحبا، ولديه اختبار خاص، كان يطلب مثلا من الشاعر مأمون الشناوى، قبل اللقاء أن يردد اسمه ثلاث مرات (مأمون)، عندما يتأكد أن الميم تنطق «ميم»، وليست «نون»، يلتقيه على الفور وإلا اكتفى باللقاء التليفونى.

من ينجح فى لقاء عبد الوهاب، يكتشف على الفور أنه أمام ليس فقط ابن بلد، بل ابن نكتة خفيف الظل.

لم يلحق عبد الوهاب عصر (المحمول)، رحل مايو عام 1991، وكان من السهل جدا أن تتصل على التليفون الأرضى، ويأتيك صوته مباشرة الذى لا يمكن أن تخطئه أذن، وبعدها تستمع إلى أجمل (آلوه) فى الدنيا.

عبد الوهاب يحيل كل شىء إلى حالة فنية، فى واحدة من المكالمات تطرق الحوار إلى ألحانه باللغة العربية الفصحى، وارتباطه بعد شوقى بتلحين قصائد لكامل الشناوى، سواء غناها بصوته أو لحنها لآخرين، قلت له إن هناك قصيدة فى ديوان (لا تكذبى) عنوانها (ظمأ وجوع)، طلب منى أن أسمعه كلماتها والتى تبدأ بـ (أحببتها وظننت أن لقلبها نبضا كقلبى لا تقيده الضلوع).

وتنتهى أبياتها القصيرة (إذا مررت، وكم مررت ببيتها، تبكى الخطى منى وترتعد الدموع)، وكرر الطلب بأن أعيدها عليه عدة مرات، وأكد لى أنها ممزوجة بالموسيقى، وسوف يلحنها، لأنها تخلق موسيقاها.

لا أدرى طبعا هل احتفظ ورثة الموسيقار الكبير بالأشرطة التى تركها فى بيته، بعضها عبارة عن مجرد ومضات موسيقية غير مكتملة، إلا أنها تظل أيقونة ثمينة، منسوبة إلى (موسيقار الأجيال)، أتصور أن هناك العديد من اللمحات الموسيقية لم تر النور، لهذه القصيدة أو غيرها أضاف عبد الوهاب عليها عددا من اللمسات الموسيقية.

كان عبد الوهاب يقطن فى شقة بالإيجار فى حى الزمالك، تطل على شاطئ النيل، كم تمنيت أن تتحول إلى مزار تملكه الدولة، إلا أن ما حدث هو أن الورثة تنازلوا عن الشقة، لصاحب العمارة، وصارت حاليا ملكا لآخرين.

عبد الوهاب لديه الكثير من الخواطر الموسيقية لم تر النور، هذا هو المنطقى لموسيقار كبير مثله حياته كلها موسيقى فى موسيقى، تعد حاليا عنه المخرجة الموهوبة (هالة خليل) مسلسلا يتناول حياته، وأخبرتنى أن أبناء عبد الوهاب، لم يضعوا أمامها- كما تعودنا أن يفعل الورثة- أى شروط أو عراقيل، على العكس تماما، أمدوها بكل ما تطلبه من وثائق، مؤكدين أنهم حريصون على أن يرى الناس عبد الوهاب الإنسان وليس الملاك!!.

كان عبد الوهاب قد باح قبل رحيله بأن لديه نحو 40 أغنية وقصيدة سجلها، فى منتصف الستينيات، مجبرا على حد قوله عند شمس بدران (وزير الحربية الأسبق الدفاع الآن)، الرجل القوى الثالث فى الدولة، بعد المشير عبد الحكيم عامر الرجل الثانى، الأول قطعا عبد الناصر، ورحل شمس فى لندن قبل نحو أربع سنوات.

حيث أمضى حياته هناك بعد هزيمة 67، وحتى الآن لم يتواصل أحد من الدولة مع ورثة شمس للحصول على هذه الألحان، خاصة أن وقت تسجيلها، كان صوت عبد الوهاب فى عز عنفوانه وجماله، الألحان طبعا على العود فقط، وتظل بالنسبة لنا ثروة قومية، يجب أن تسعى كل الأجهزة لاستعادتها.

أتصور أن ورثة شمس بدران سوف يرحبون، ومن الممكن أن تصبح تلك مادة ثرية ونادرة تطعم بها المخرجة هالة خليل مسلسلها القادم، الذى ينتظره الملايين من عشاق عبد الوهاب!!.

arabstoday

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 07:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 07:05 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 07:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 07:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 06:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الصراع الطبقي في بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبد الوهاب «ظمأ وجوع» عبد الوهاب «ظمأ وجوع»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab