إليسا وضبط جرعة العفوية

إليسا... وضبط جرعة العفوية

إليسا... وضبط جرعة العفوية

 العرب اليوم -

إليسا وضبط جرعة العفوية

بقلم: طارق الشناوي

أثارت المطربة إليسا غضب قطاع كبير من جمهورها، عندما استدعت في حفلها الأخير أحد مساعديها على المسرح، يتولى مسؤولية خلع حذائها، اعتذرت له وشكرته أيضاً أمام الجمهور، كما أنه حرص على أن يقف لينال التصفيق، بعد أن أنجز تلك المهمة بنجاح منقطع النظير!

الموقف قد تجد فيه قدراً من العفوية يتوافق مع أسلوب إليسا في علاقتها بالحياة، وفي العديد من تفاصيل حياتها، سبق وأن شاهدناها مثلاً، قبل سنوات قلائل، أثناء مرحلة تلقيها العلاج من السرطان، قدمت درساً عملياً في المقاومة، وحملت أملاً للشفاء، لكل من يواجه تبعات هذا المرض، إلا أن الرسالة العظيمة التي حملها «فيديو كليب» مقاومة المرض الشرس تناقضت تماماً مع فيديو خلع الحذاء.

قطاع من الشخصيات العامة، وفي كل المجالات، يختلط عليهم الفارق بين العام والخاص، من العادي مثلاً أن يحدث ذلك في منزل إليسا، وأن تتبسط مع الدائرة القريبة لها، بينما عندما تتسع الدائرة ويزداد محيطها، وتصبح أمام الملايين من خلال الفضائيات، لزاماً عليها أن تفكر مرتين.

التصرف العفوي على المسرح مطلوب، لكسر المسافة النفسية الافتراضية بين الفنان وجمهوره، فهو يزيد من حميمية اللقاء، إلا أن مطلوب أيضاً وبنفس الدرجة ضبط الجرعة، هناك ما يجوز وما لا يجوز، وغالباً يميل الجمهور إلى جانب التوجه المحافظ، خاصة فيما يتعلق بالجانب الاجتماعي المرتبط بالعادات والتقاليد.

كان مثلاً عبد الحليم من أكثر المطربين قدرة على تحطيم المسافة مع الجمهور، وكثيراً ما شاهدناه في الفضائيات، يخلع الجاكت ويلقيه على أقرب كرسي، حتى لا يقيد انطلاقه، خاصة في ليالي الصيف الحارة، كما أنه عندما يحين موعد تعاطيه أقراص العلاج لا يجد أبداً غضاضة أن يفعلها أمام الجمهور، وكانت الناس تستحسن منه ذلك، وتردد بصوت مسموع: «بالشفاء يا حليم».

أم كلثوم مثلاً في أغنية «ليلة حب» أعادت مقطع «ما تعذبناش... ما تشوقناش»، ثلاث مرات، بينما اندفع أحد عشاقها من مقعده في نهاية المسرح ليصل إليها قائلاً: «أعد يا ست أعد»، أشارت إليه أم كلثوم أثناء الإعادة الرابعة قائلة: «ما تعذبناش»، ضحك الجمهور على تلك اللمحة الذكية.

على المقابل أكثر مطربة تنفلت منها الكلمات التي لها مذاق اللكمات، هي شيرين عبد الوهاب، رصيدها، لا يعد ولا يحصى من التجاوزات، أغضب بعضها عدداً من جماهير أكثر من بلد عربي، رغم أنها رددتها بحسن نية، ولم تكن تقصد سوى مداعبة الجمهور، وبعدها أعلنت أنها سوف تغلق فمها بـ«سوستة» ولن تفتحها أبداً، إلا فقط عندما تشرع في الغناء، إلا أنها على أرض الواقع ظلت «السوستة» مفتوحة على آخرها، وأوقعتها في الكثير من المواقف المحرجة.

كيف تضبط الجرعة؟ تلك هي المعادلة السحرية، على من يواجه الجمهور أن يصدر إليهم التلقائية والعفوية المفرطة، وفي الوقت نفسه يظل عقله الواعي في حالة يقظة.

أراهن على ذكاء إليسا، وأتصور أنها من المستحيل أن تفعلها مجدداً!

arabstoday

GMT 18:49 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

ترامب يتراجع.. لكن الخطر مستمر

GMT 18:00 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

المثقف الذي أفرج عنه سارتر

GMT 17:54 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

هيكل وسؤاله الدائم: إيه الأخبار؟

GMT 17:53 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

لِمَ لا تعتذر جماعة الإخوان المسلمين؟!

GMT 08:09 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

كيف فكك المغرب خلية داعش؟

GMT 08:04 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

مطرقة ترمب على خريطة العالم

GMT 08:02 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

والآن أميركا تنقض الحجر العالمي الأول

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إليسا وضبط جرعة العفوية إليسا وضبط جرعة العفوية



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:01 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

كويكب مخيف... وكوكب خائف

GMT 18:35 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

حماس تعلق على مستقبل تبادل الأسرى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab