وردة وعبد الوهاب وميادة حقيقة الحقيقة

وردة وعبد الوهاب وميادة حقيقة الحقيقة!

وردة وعبد الوهاب وميادة حقيقة الحقيقة!

 العرب اليوم -

وردة وعبد الوهاب وميادة حقيقة الحقيقة

بقلم: طارق الشناوي

عندما تذكر واقعة ما، من الممكن أن تجد مثلاً تسجيلاً بصوت صاحبها يكذب فيها كل ما ذكرت، والناس في العادة تصدقه، رغم أن الفاعل الأصلي، ربما يريد أن يخفي جزء أو كل تلك الحقيقة.

في بداية مشواري الصحافي تعرضت لواحد من تلك المواقف. كتبت عام 1976 واقعة غناء عبد الحليم حافظ قبل رحيله بعام واحد مع أحمد عدوية «السح الدح امبوه». احتل هذا الخبر الفني جزءاً معتبراً من غلاف مجلة «روزاليوسف» السياسية، وكان هو أيضاً أول خبر أراه منشوراً بتوقيعي، وعشت أسعد لحظات حياتي، إلا أن عبد الحليم أفسد فرحتي، عندما أعلن مساء نفس اليوم في برنامج إذاعي تكذيباً للواقعة، ولم يستطع أحد من شهود العيان، بمن فيهم أحمد عدوية، رد اعتباري، والتزم الجميع الصمت، وخاصة أن هذا الحدث - ما قبل عصر المحمول - لا توجد وثيقة مصورة تؤكده. بعد رحيل عبد الحليم، زال الحرج تماماً، وبات الكل يذكر أن عبد الحليم غنى مع عدوية «شيل الواد م الأرض... إدي الواد لابوه».
أخيراً، استمعت بأصوات شهود العيان أيضاً لواقعة أغنية «في يوم وليلة» التي غنتها وردة بتلحين موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وصاحب ذلك لغط كثير. كان من المفروض أن تشهد هذه الأغنية انطلاق ميادة الحناوي في منتصف السبعينات من القاهرة. رغم أنه لم يسبق له تقديم أي صوت لأول مرة بألحانه، تعوّد «موسيقار الأجيال» طوال رحلته، أن ينتظر المطرب محققاً للنجاح أولاً مع غيره من الملحنين، وبعدها يلحّن له. فعل ذلك مع عبد الحليم ونجاة وفايزة... وغيرهم، ولكن مع ميادة قرر أن يكون هو صاحب البصمة الأولى، إلا أنه قبل انطلاق الأغنية بأيام أسندها إلى وردة.
وتعددت الروايات، وفي التسجيل الذي استمعت إليه أخيراً، قالت وردة بعد أن اتهمها وقتها عدد من أصحاب الأقلام بأنها أخذتها عنوة من ميادة؛ قالت إنها لا تدري لماذا أسند لها عبد الوهاب الأغنية، ولم تسأله، وهي لا تعلم السبب الحقيقي، في حين قالت ميادة إنها قبل تسجيل الأغنية بالقاهرة بعد عامين من التحضيرات، أصيب والدها بوعكة صحية، وكان ينبغي أن تعود إلى دمشق، وهناك علمت من الصحافة أن عبد الوهاب أسند لوردة الأغنية، في حين كان السبب المتداول في القاهرة أن ميادة رددت «في يوم وليلة» في جلسة خاصة، فغضب عبد الوهاب، وقرر أن يحرمها من غنائها.
ميادة ظلت ممنوعة حتى التسعينات من دخول الأراضي المصرية بقرار من وزير الداخلية الأسبق النبوي إسماعيل، وكانت أغانيها الجديدة التي يقدمها لها ملحنون مصريون يتم تنفيذها في استوديوهات دمشق أو بيروت أو أثينا.
الحقيقة المسكوت عنها تجدها فيما انتهى إليه الإعلامي والصحافي الكبير الراحل وائل الإبراشي، عندما أجرى حواراً صحافياً مع وزير الداخلية الأسبق النبوي إسماعيل مطلع القرن العشرين، ليعرف منه تفاصيل الموقف. فقال له إنه بالفعل أصدر هذا القرار بمنع ميادة من دخول الأراضي المصرية؛ لأنه يرى أن الأمن القومي لمصر يشمل أيضاً الأمن العائلي للموسيقار محمد عبد الوهاب، وهو ما كان مهدداً وقتها؛ إذ طلب منه عبد الوهاب مباشرة أن يصدر هذا القرار، بعد أن طلبت زوجته السيدة نهلة القدسي ذلك؛ لأنها تشككت أن عبد الوهاب ربما وقع في حب مطربته الشابة فائقة الجمال في الصوت والصورة والروح.
أين الحقيقة؟ هل تلك التي سجلها شهود العيان، أو ما كشفه وزير الداخلية الأسبق؟ قرارات أمن الدولة لا يجوز الطعن فيها أمام القضاء، وتظل محصّنة حتى تسقطها الجهة التي أصدرتها.
هذه هي حقيقة الحقيقة المسكوت عنها، أم من الممكن في الغد أيضاً أن نكتشف حقيقة أخرى للحقيقة؟

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وردة وعبد الوهاب وميادة حقيقة الحقيقة وردة وعبد الوهاب وميادة حقيقة الحقيقة



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - الدانتيل بين الأصالة والحداثة وكيفية تنسيقه في إطلالاتك

GMT 15:16 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

"يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة
 العرب اليوم - "يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية
 العرب اليوم - أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية

GMT 03:07 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الثنائي الشيعي في لبنان... ما له وما عليه!

GMT 05:59 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية

GMT 03:23 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الذكاء بلا مشاعر

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

حكومة غزة تحذر المواطنين من الاقتراب من محور نتساريم

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية

GMT 11:21 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

جريمة مدبّرة ضد شقيق عمرو دياب

GMT 16:22 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

"برشلونة يمدد عقد جيرارد مارتن حتى 2028"

GMT 16:01 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

ريهام حجاج تخوض تجربة جديدة وتعلن سبب غيابها سينمائياً

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الجيش الإسرائيلي يحذر اللبنانيين من التوجه إلى الجنوب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab