يسرا وجائزة اليُسر

يسرا وجائزة اليُسر!!

يسرا وجائزة اليُسر!!

 العرب اليوم -

يسرا وجائزة اليُسر

بقلم: طارق الشناوي

تكريم يسرا بجائزة (اليسر الفخرية الذهبية)، ذهبت لمن تستحقها، وعن جدارة تحصل عليها مساء غد فى افتتاح الدورة الثانية لمهرجان (البحر الأحمر) مع كل من المخرج البريطانى جاى ريتشى، والنجم الهندى شاروخان.

يسرا تاريخ فنى عريق، وقدرة غير مسبوقة على قراءة متغيرات الزمن، والمرونة فى التعامل مع تقلبات الخريطة الفنية.. نقطة الانطلاق جاءت من برنامج (على الناصية)، ارتبط البرنامج بالمذيعة الكبيرة آمال فهمى، ولكن فى تلك السنوات- نهاية السبعينيات- كانت آمال مستبعدة من الميكروفون بقرار سياسى، وكان يتناوب على تقديم البرنامج الإذاعيان عمر بطيشة ونادية صالح، قدم بطيشة يسرا باعتبارها صوتًا جديدًا، استمع إليها الشاعر مأمون الشناوى الذى أعجبه صوتها، وكان يكتب حوار (قصر فى الهواء)، الفيلم الوحيد الذى أخرجه مدير التصوير عبدالحليم نصر، وكانوا يبحثون عن وجه جديد للبطولة، وجد مأمون فى صوتها ما يبحث عنه، وسأل عمر بطيشة عن ملامح الصوت الذى استمع إليه، قال له بطيشة إنها رائعة الجمال. وبدأت نقطة الانطلاق، واقتنع بها عبدالحليم نصر نجمة قادمة، والفيلم عُرض عام 80 بعد ثلاثة أعوام من تصويره، وكانت يسرا وقتها تحمل اسمًا حركيًا (نجمة أفلام العلب)، حيث قدمت العديد من الأشرطة السينمائية لم تُعرض لمشاكل خاصة بتوزيع الأفلام، لكن المنتجين كانوا يتهافتون عليها، دون حتى أن يشاهدوها على الشاشة، ولكن وميض النجومية كان يسبقها.

يجب أن نتوقف مع نجمة كبيرة حافظت خلال 45 عامًا على مكانتها، من المستحيل أن تحافظ نجمة على تواجدها فى المقدمة كل هذه السنوات ولا يهزمها الزمن، أغلب النجمات الكبيرات اللاتى سبقن يسرا ستجد أنهن فى سنواتهن الأخيرة، نحو عقد أو عقدين من الزمان، ابتعدن عن الميدان حتى لو لم يُعلنّ رسميًا الاعتزال، إلا أن شركات الإنتاج نادرًا ما يذهب مؤشرها إليهن، وهو ما ينطبق أيضًا على النجوم الكبار. يسرا تجاوزت تلك المنطقة الشائكة لأنها دائمًا تتمتع بعقل يقظ يدير الموهبة، ولهذا لاتزال هدفًا مطلوبًا لشركات الإنتاج.

لديها دائمًا همّ وطنى واجتماعى تحرص على أدائه، تحركها أخلاقيات يعرفها المقربون منها، ولكنها أبدًا لا تتاجر بها، لا يبتعد فنان عن الساحة لظرف صحى أو نفسى إلا وتجد تليفون يسرا يسأل عنه، وبعد التليفون تجدها معه، كثير من النجوم عندما كنت أزورهم بالمستشفى أكتشف من خلال حديث الدكاترة وهيئة التمريض أن يسرا سبقتنى، وليست مرة واحدة، بل هناك شغف دائم بالآخرين فى مرحلة ضعفهم أو انكسارهم.

مثل الكثيرين قد تُخطئ فى الاختيار الفنى، ومن الممكن أن تغضب أيضًا من كلمات تحمل نقدًا، وفى مرحلة ما قبل نحو خمسة عشر عامًا كانت العلاقة بيننا يشوبها الفتور على المستوى الشخصى، ولكن ظلت بالنسبة لى الفنانة يسرا لها مكانتها، ومع الزمن تقلصت تلك المساحة الباردة، وصار بيننا قدر من التلاقى الإنسانى والفكرى، تدرك جيدًا الفارق بين الإنسان والناقد، قد نختلف فنيًا فى التقييم، ولكن الإنسان بداخل كل منا يعلم أن تلك مساحة من الخصوصية لا تُفسد للود قضية.

تواجدت يسرا فى زمن كانت نجماته فاتن حمامة وشادية وماجدة وسعاد حسنى ونادية لطفى ونجلاء فتحى وميرفت أمين ونادية الجندى ونبيلة عبيد، ولاتزال محتفظة بألقها فى زمن منى زكى وهند صبرى ومنة شلبى ونيللى كريم.

تكريمها فى مهرجان البحر الأحمر لا يعنى تتويجًا للرحلة، ولكن دفعة قوية لاستمرار العطاء!.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يسرا وجائزة اليُسر يسرا وجائزة اليُسر



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - الدانتيل بين الأصالة والحداثة وكيفية تنسيقه في إطلالاتك

GMT 15:16 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

"يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة
 العرب اليوم - "يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية
 العرب اليوم - أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية

GMT 03:07 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الثنائي الشيعي في لبنان... ما له وما عليه!

GMT 05:59 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية

GMT 03:23 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الذكاء بلا مشاعر

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

حكومة غزة تحذر المواطنين من الاقتراب من محور نتساريم

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية

GMT 11:21 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

جريمة مدبّرة ضد شقيق عمرو دياب

GMT 16:22 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

"برشلونة يمدد عقد جيرارد مارتن حتى 2028"

GMT 16:01 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

ريهام حجاج تخوض تجربة جديدة وتعلن سبب غيابها سينمائياً

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الجيش الإسرائيلي يحذر اللبنانيين من التوجه إلى الجنوب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab