هل كانوا سعداء بالنشر بعد الرحيل

هل كانوا سعداء بالنشر بعد الرحيل؟

هل كانوا سعداء بالنشر بعد الرحيل؟

 العرب اليوم -

هل كانوا سعداء بالنشر بعد الرحيل

بقلم - طارق الشناوي

بعض الأسئلة تبدو عصيّة على الإجابة، إلا أننا لو تأملنا الملابسات نقترب، ولا أقول بالضرورة نوقن بالحقيقة.

مثلًا، هل وافق المبدع الراحل على نشر هذه الرواية أو القصيدة، أم أنها أقل مما كان يحلم به، ولهذا لم يسمح بتداولها فى حياته؟، وحتى تلك الإجابة ليست نهائية ومردود عليها، بأنه ربما كان ينتظر اللحظة المواتية لطرحها على الناس.. إلا أن هناك وقائع لا تحتمل الشك، كان لعبدالحليم حافظ أغانٍ قدمها فى عدد من المناسبات الخاصة لأصدقائه، ولم يكن يسعى لنشرها فى حياته، بعد رحيله عام 77 بدأنا نتابع بعضها، وهى تحمل صفة أغان (مجهولة)، هل كانت مجهولة أم متجاهلة، إنها قطعا ليست كنوزا غنائية. كان عبدالحليم عامدا متعمدا لا يسمح بطبعها على أشرطة، مثلما كان يمنع تداول نحو 30 أغنية سجلها فى الإذاعة المصرية مطلع الخمسينيات، قبل مرحلة الشهرة، غناها فى بداية المشوار لحاجته المادية، وتم الإفراج عنها تباعًا، واكتشفنا بالفعل أن لعبدالحليم وجهة نظر صائبة فى التعتيم عليها.

سبق مثلًا لحليم أن سجل أغنية محمد قنديل الشهيرة (يا رايحين الغورية) بدون عِلم ملحنها كمال الطويل، إلا أنه أيقن أن (الغورية) بصوت قنديل هى الأجمل، فكان يطالب بعدم تسريبها على الخريطة الغنائية، حتى لا يتفوق عليه قنديل.. بعض ألحان الموسيقار محمد الموجى تم العثور عليها بعد رحيله، وحرص ابناه الملحن الراحل الموجى الصغير والموزع وعازف الكمان يحيى الموجى على تداولها، لأنهما كانا موقنين بأنه طرحها للتداول.. هناك أعمال فنية أخرى من الممكن أن نطلق عليها فى مرحلة (الشخبطة) أو حتى (التشطيب)، هذه قطعا لا يسمح لها بالخروج للعلن، فهى مبتسرة لم تكتمل.

مع آخر ديوان للشاعر الفلسطينى الكبير محمود درويش (لا أريد لهذه القصيدة أن تنتهى).. اكتشفوا هنّات فى علم العروض - التفعيلات - وأيضًا أخطاء لغوية.. وبالطبع، درويش إحدى أهم علامات الشعر فى عالمنا العربى، ولا يمكن أن يخطئ أبدًا فى هذه البديهيات، ربما كانت فى مرحلة (الشخبطة) أو ما قبل التنقيح النهائى!.

الفنان عادةً يدون عمله بتلقائية، يسارع بملاحقة ومضاته، قد يخطئ فى وزن وقافية أو تتابع، وتأتى بعد ذلك النظرة المتفحصة التى يطلقون عليها النظرة الباردة. الفنان أثناء تدفق الإلهام يعيش لحظة ساخنة يريد أن يُمسك بالمعانى والكلمات قبل أن تفلت منه، وبعد أن يوثقها على الورق، فإن عليه أن يبتعد عنها حتى تهدأ مشاعره ويتحكم فى انفعاله ليتأمل بحياد ما انتهى إليه، ومن الممكن بعد كل ذلك أن يمزقه!.

ليس بالضرورة أن آخر ما يكتبه الفنان هو أفضل ما لديه، الزمن بقدر ما يضيف من خبرة، فإنه على الجانب الآخر قد يخصم بكارة وطزاجة الإبداع.

أيقونة السينما شادى عبدالسلام صاحب الفيلم الرائع (المومياء) عثروا قبل خمسة عشر عامًا عن فيلمين تسجيليين لم يكملهما، عُرضا فى مهرجان (الإسماعيلية) بإشراف عدد من أخلص تلاميذه، افتقدنا فى الفيلمين سحر شادى.

الموسيقار محمد عبدالوهاب لم يكمل لحن قصيدة (فى عينيك عنوانى) التى كتبها فاروق جويدة وأكملها الموسيقار محمد الموجى محاولًا أن يستحضر روح عبدالوهاب، وغنتها سمية القيصر، فجاءت لحنًا وهابيًا زائفًا. حاول بليغ حمدى فى منتصف السبعينيات أن يستكمل لحنًا تركه فريد الأطرش (كلمة عتاب)، غناء وردة، تقمص بليغ روح فريد، فلم نشعر بفريد ولا بليغ ولم نسمع وردة!.

عندما أراجع أغلب ما حدث شعريًا وموسيقيًا وسينمائيًا وتشكيليًا، أجدنى أميل إلى الرأى القائل بأن الإبداع الناقص يظل مكانه المراكز الفنية المتخصصة بعيدا عن التداول، مهما توافرت حسن النوايا!.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل كانوا سعداء بالنشر بعد الرحيل هل كانوا سعداء بالنشر بعد الرحيل



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab