بشارة يخترع نفسه في مالمو

بشارة يخترع نفسه في (مالمو)

بشارة يخترع نفسه في (مالمو)

 العرب اليوم -

بشارة يخترع نفسه في مالمو

بقلم - طارق الشناوي

قال المخرج الكبير خيرى بشارة بعد أن منحه محمد قبلاوى رئيس مهرجان (مالمو) درع تكريمه، إنه كان من المفترض وعمره 21 عاما أن يسافر للسويد لكل يكمل دراسته فى السينما وربما يكمل أيضا حياته، إلا أنه كان قد أحب فتاة بولندية، فكان من الصعب أن يذهب إلى السويد، إلا أنه عندما وصل هذه المرة إلى السويد، شعر وكأنه لم يتجاوز21 عاما.

الفتاة التى أحبها وتزوجها هى السيدة مونيكا، عاشت معه فى شبرا، تتحدث بطلاقة العامية مثل أولاد البلد، تذهب للتسوق فى الشوارع والحوارى وتفاصل وتداعب البائعين فى شبرا.

عندما أرى خيرى، أتوقف أمام لقطة، لا أعتقد أن لها تواجدا واقعيا إلا فقط فى ذاكرتى.

ثلاثة من الموهوبين جمعتهم (دكة) واحدة فى معهد السينما تحديدا عام 63، كانت مصر فى حقبة عبد الناصر تعيش تحت مظلة زهو الانتصارات الاقتصادية والاجتماعية، و(تماثيل رخام ع الترعة وأوبرا/ فى كل قرية عربية)، الكل كان يصدقها، باعتبارها حقيقة، والأحلام لا تعرف نهاية، ومن البديهى أن الموهوبين الثلاثة كانوا مثل الملايين يصدقون، أننا على بعد أمتار قليلة من تحرير فلسطين، وجاء عام تخرجهم مواكبا لأكبر هزيمة تعرضت لها مصر والأمة العربية فى العصر الحديث، استيقظ الجميع على كابوس يونيو 67، وأطلقوا عليهم تهكما (دفعة النكسة).

تجاوزوا وقتها العشرين بسنوات قليلة، أشطرهم فى الدراسة خيرى، كان يقرأ ويحفظ المقرر وخارج المقرر، هذا ما أكده لى داود عندما سألته عن الأشطر فى الدراسة، أما على بدرخان فلقد روى لى حكاية أخرى، أن والده وهو أحد أهم رواد السينما، المخرج الكبير أحمد بدرخان، وكان يدرس لهم بالمعهد، قرر أن يخصم منه درجتين، رغم أنه يستحق العلامة الكبرى، وحكى بدرخان الكبير لأمه السبب قائلا: (الولد بيتفلسف فى الإجابة، عارفها بس بيلف ويدور، كان يستحق الدرجة النهائية، لم أمنحها له عشان يتعلم)، وعاتبت الأم ابنها لأنه أغضب والده بكثرة الفلسفة، وتعجب على بدرخان لأنه فعلا جاوب السؤال مباشرة.

وبعد أن حصل على ورقة الامتحان، اكتشف أنه نال الدرجة النهائية، والده اختلط الأمر عليه بينه وبين زميله (المتفلسف) خيرى بشارة لتشابههما فى الخط، ربما أراد بشارة التأكيد لأستاذه على أنه الأكثر ثقافة بين الثلاثة، ربما.

الثلاثة صاروا عناوين مضيئة فى السينما العربية، أكثرهم مشاغبة وإقبالا على الحياة خيرى، وأقلهم حظا فى التكريم أيضا خيرى، اكتشفت أنه لم يحصل على أى من جوائز الدولة سوى (التشجيعية)، بينما نال على وداود تباعا أرفع جائزة تمنحها مصر (النيل)، أتمنى أن تتحرك نقابة السينمائيين وتسارع بترشيحه.

كثيرا ما يتم تكريم خيرى، فى العديد من المهرجانات داخل وخارج مصر، قبل أشهر قليلة نال الجائزة من مهرجان (الأقصر)، وقبل عامين كرمة مهرجان (البحر الأحمر) فى أولى دوراته.

خيرى لا يزال محتفظا بحيويته الفكرية والفنية ولياقته الجسدية، يعيش الحياة بروح شاب، يقدم درسا لكل من يريد معانقة الحياة، دائما يحلم بالجديد، الإبداع لا يعرف سنا، والكبار لم يغادروا الملعب.

لا يزال مارتن سكورسيزى الذى يكبر بشارة ببضع سنوات، يقف فى مقدمة المشهد وآخر أفلامة (قتلة زهرة القمر)، كان واحدا من أفضل أفلام 2024، ويعد لمشروعه القادم، حاولوا كشف مفتاح الإبداع عند سكورسيزى، وجدوا أنه فى كل عمل فنى يعيد اختراع نفسه!.

وهكذا خيرى مع تلاحق أفلامه فى مشوار العطاء على مدى نصف قرن وأكثر، وخيرى دائم التمرد على خيرى.

(العوامة 70)، (يوم حلو ويوم مر)، (أيس كريم فى جليم)، (كابوريا)، (الطوق والأسورة)، الثابت فقط هو فكر خيرى بشارة، والمتغير هو روح خيرى بشارة التى يعيد اختراعها مع كل شريط سينمائى جديد!!.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بشارة يخترع نفسه في مالمو بشارة يخترع نفسه في مالمو



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab