إضراب الفنانين فى هوليوود

إضراب الفنانين فى هوليوود

إضراب الفنانين فى هوليوود

 العرب اليوم -

إضراب الفنانين فى هوليوود

بقلم - طارق الشناوي

من غير المتوقع أن يتم خلال أيام إنهاء إضراب الفنانين فى (هوليوود)، ربما يستغرق الأمر كحد أقصى أسابيع.

شركات الإنتاج تراهن على أنهم لن يستطيعوا الصمود أكثر من خمسة أشهر، وعندما تتبدد مدخراتهم سوف يعودون مرغمين للعمل، وبنفس الشروط المجحفة التى يطالبون الآن بتغييرها.

شركات الإنتاج تخسر قطعا بالمليارات، يعتقدون أنهم الأكثر قدرة على الصمود، غير مدركين أن الممثلين والكتاب يلاعبونهم على طريقة شمشون الجبار وصيحته الشهيرة (علىّ وعلى أعدائى يا رب)، وسوف يهدمون المعبد على رؤوس الجميع.

الكل يلعب حتى آخر نفس، الممثلون والكتاب يزداد إحساسهم بالظلم كلما تعددت الوسائط الجديدة فى البث الدرامى والبرامجى، بينما المكاسب تؤول فقط لشركات الإنتاج.

يرى الرأى العام فى العالم العربى أن هؤلاء السعداء المترفين، ماذا يريدون أكثر من كل هذه الملايين التى تتدفق عليهم؟، والواقع أنها نظرة قاصرة، هم فعلا يكسبون الملايين، خاصة النجوم منهم، ولكن شركات الإنتاج تستغلهم فى تحقيق ملايين أكثر، كما أن فزاعة (الذكاء الاصطناعى) صارت تستخدم لإرهابهم، فإذا تقاعست أو غاليت فى شروطك لدينا البديل، وحتى الآن لا يوجد تقنين لاستخدام تلك التقنية، وهى بالفعل لا تزال غير محددة المعالم، البعض يراها وكأنها ستحدث تغييرا جذريا فى التقويم وليس فقط التقييم.

كما أن لدينا زمنين، ما قبل الميلاد وما بعد الميلاد، سيصبح لدينا تقويمان، ما قبل الذكاء الاصطناعى وما بعد الذكاء الاصطناعى، خاصة أن هناك تحذيرا من عدم قدرتنا كبشر على السيطرة على ما يمكن أن يسفر عنه العلم فى القادم من الأيام، ساعتها سوف ينقلب السحر على الساحر. هناك تخوف من أى مجهول، خاصة عندما تأتى الهواجس من علماء يدركون كل تلك المحاذير. توجس مثلا شارلى شابلن فى الثلاثينيات من القرن الماضى من توغل الآلة فى كل شؤون الحياة، وقدم فيلمه الشهير الصامت (الأزمنة الحديثة) الذى تناول تدخل الآلة فى كل شىء حتى فى إطعام العمال أثناء ساعات العمل الرسمية، كما أن صاحب العمل كان يراقبهم من خلال الكاميرات فى مكتبه، وهو ما أصبح مع الزمن حقيقة نعايشها جميعا.

عندما بدأ عصر الثورة الصناعية، تصور البعض أن الفلاح سوف يتم الاستغناء عن خدماته نهائيا، بينما وجدنا أن الآلة جزء عميق وحميم فى زيادة المحصول، مثل الأسمدة الصناعية، وأن هناك تقنينا لمجهود الفلاح عن طريق الآلة، قد ترتاح اليد قليلا، ولكن سيظل العقل يقظا، كما أن هناك تفاصيل دقيقة لا تدركها الآلة ولا بد من تدخل يد الفلاح.

مثلما نرى التقنيات الحديثة فى الجراحة، ستظل يد جراح أسطورى مثل دكتور مجدى يعقوب تحدث فارقا بين طبيب وآخر.

الذكاء الاصطناعى مهما كانت هناك توقعات، أو حتى ما بعد التوقعات، تنتظر منه الكثير فى مجال الإبداع، فإن الوجدان سيظل عصيا على صناعة بديل له، نحن نقول الذكاء الاصطناعى ولكن لا يمكن أن يصبح يوما هناك (وجدان اصطناعى). نتابع جميعا حفلات (الهولوجرام) التى أعادت لنا الراحلين، وشاهدنا أم كلثوم وفريد وعبد الحليم وعبد الوهاب وطلال مداح، لا تزال هناك مسافة بينك وبين التماهى والتصديق، تتقلص ممكن، ولكنها أبدا لن تنتهى، الآن مثلا بعض المطربين وهم على المسرح يقدمون بجوارهم نسخة أخرى هولوجرام، لنجد عناقا بين الواقع والخيال المجسم، فى نفس اللحظة، لم يكن هذا بالطبع متاحا قبل عقد من الزمان.

استثمار ذكى للتقنية، التخوف قائم كما أن أسباب الإضراب لا تزال مشتعلة، زادها تأججا التهديد بالبديل الاصطناعى.

نحن نتحدث عن صناعة عالمية ينتظرها العالم كله فى أرجاء المعمورة، سيتراجع كل فريق عن تصلبه تدريجيا، وقبل لحظات من هدم معبد (هوليوود) سيلتقون فى منتصف الطريق، ولكن سيظل ما فى القلب فى القلب

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إضراب الفنانين فى هوليوود إضراب الفنانين فى هوليوود



ياسمين صبري أيقونة الموضة وأناقتها تجمع بين الجرأة والكلاسيكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية
 العرب اليوم - أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية

GMT 03:25 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

جيش الاحتلال يعتزم مواصلة الانتشار جنوبي لبنان

GMT 03:17 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

زلزال قوي يهز إثيوبيا بقوة 4.7 ريختر

GMT 03:24 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

الحصبة تتفشى في المغرب 25 ألف إصابة و120 وفاة خلال 16 شهرا

GMT 11:32 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

يسرا اللوزي تتحدّث عن الشخصية التي تتمنى تقديمها

GMT 08:46 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

في ذكرى صاحب المزرعة

GMT 09:25 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ألوان ديكورات 2025 تعيد تعريف الفخامة بجاذبية جريئة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab