هل يفشل الجمهور

هل يفشل الجمهور؟

هل يفشل الجمهور؟

 العرب اليوم -

هل يفشل الجمهور

بقلم - طارق الشناوي

لأم كلثوم لحن فى الأربعينيات لم تسجله، أو ربما سجلته ثم حرقت الأسطوانة، من تأليف أحمد رامى وتلحين فريد غصن، الأغنية اسمها (وقفت أودع حبيبى)، فريد غصن لبنانى، عاش مرحلة الشباب فى مصر، وعلم فريد الأطرش العزف على العود، عاش غصن عشر سنوات بعد رحيل أم كلثوم، وكان دائم الحنق عليها لأنها، أهانته علنا، بمصادرة الأغنية بعد أن قدمتها فى حفل، من وجهة نظر غصن كان حفلا ناجحا.

ما الذى دفع أم كلثوم للغناء من تلحين غصن؟، تفسيرى الشخصى، أنها أرادت إثبات للثلاثة الكبار، أساطين النغم، فى تلك المرحلة، الشيخ زكريا أحمد ومحمد القصبجى ورياض السنباطى، أنها من الممكن أن تنجح بدونهم، وأن سر النجاح هو الصوت، إلا أنها أدركت بعد الحفل (أن لحن غصن فيه حاجة غلط) فقررت أن تمسحه من الأرشيف، حتى الملحن لم يجرؤ على تسجيله بصوته.

الفنان يجب أن يمتلك القدرة على الاعتراف بالخطأ، ولا يكابر، حتى لو جاء الاعتراف متأخرا، سأل مرة الكاتب الكبير محمود السعدنى، الفنان الكبير توفيق الدقن، هل أنت راض عن أعمالك الفنية؟، إجابة فقط 25 فى المائة والباقى مجرد (أكل عيش).

على الجانب الآخر تابعت هذا المخرج عندما سألوه عن مسلسله؟: قال أنا كنت الأنجح فى (الماراثون) الرمضانى، وجاء الرد المفحم أنه لا وجود له فى الإعلام ولا (السوشيال ميديا)، وأرقام المتابعة ألقت به أسفل سلم المشاهدة، ولم يحظ بجائزة، رغم كثرتها وتعددها؟أجابهم: (وما أدراكم بمصداقية هذه الجوائز، جميعها تستند إلى آراء مضروبة)، سألوه مجددا هل أنت راض عن النتيجة النهائية؟ أجابهم بكل ثقة (الشاشة أعظم بكثير من خيالى، برغم أننى صانع العمل الفنى، إلا أننى كثيرا ما أضبط نفسى فى حالة دهشة، وأتعجب كيف فعلت كل هذا الإعجاز)، واجهوه ببعض الآراء السلبية علق قائلا: (لم يدركوا القيمة الإبداعية، فسد ذوقهم)، صاحو أين المقالات التى تشيد بك؟ أجابهم:(أصدقائى يخشون إعلان رأيهم خوفا من اتهامهم بالانحياز، رغم أن الساكت عن الحق شيطان أخرس، وهم صاروا شياطين)، وماذا عن (السوشيال ميديا) هل انضموا أيضا لحزب الشياطين؟ قال بكل ثقة: (الذباب الإليكترونى يلعب الدور الرئيس، أنا لم ولن أشارك فى تلك الخدعة، أنا مخرج رمضان الأول، وبلا ثان، لأننى بمفردى احتل المراكز العشرة الأولى ومن يأتى بعدى لا يحل ثانيا بل حادى عشر) ولو كره الحاقدون!.

المخرج ليس لديه شك فى قدراته ونجوميته، بينما لديه يقين فى فشل (ترمومتر) التقييم الذى دفع به هذا الموسم، ليس فقط خارج اهتمام الناس، بل خارج (المجرة) الدرامية!!.

الفشل الذريع حرك لديه (جنون العظمة)، وتحول إلى درع واقية، فلا يسمع ولا يرى، فقط يتكلم.

الأستاذ الأول للمبدع هم الناس، لو أحسن الاستماع إليهم، رجل الشارع البسيط لديه أسبابه فى إعلان حبه أو رفضه، ليس معنى ذلك أن الفنان يقدم إحساسه على مقاس الجمهور، المطلوب فقط هو الإنصات بتمعن واحترام إلى رغبات الناس، عندما يستشعر الفنان بأن هناك خفوتًا جماهيريًا، أو أن مزاج الناس دفعهم إلى دائرة أخرى، أو أن موجته الإبداعية بها خلل، عليه أن يستوعب تلك الحقيقة، الاعتراف بالإخفاق، هو بداية طريق النجاة.

أم كلثوم أجرت كعادتها عشرات البروفات، إلا أنها لم توقن من فشل لحن (وقفت أودع حبيبى) إلا من الجمهور، حرقت الأغنية، ولم تكابر، مثل أخينا!!.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يفشل الجمهور هل يفشل الجمهور



ياسمين صبري أيقونة الموضة وأناقتها تجمع بين الجرأة والكلاسيكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية
 العرب اليوم - أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية

GMT 03:25 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

جيش الاحتلال يعتزم مواصلة الانتشار جنوبي لبنان

GMT 03:17 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

زلزال قوي يهز إثيوبيا بقوة 4.7 ريختر

GMT 03:24 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

الحصبة تتفشى في المغرب 25 ألف إصابة و120 وفاة خلال 16 شهرا

GMT 11:32 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

يسرا اللوزي تتحدّث عن الشخصية التي تتمنى تقديمها

GMT 08:46 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

في ذكرى صاحب المزرعة

GMT 09:25 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ألوان ديكورات 2025 تعيد تعريف الفخامة بجاذبية جريئة

GMT 08:44 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

كيف ستكون علاقتنا مع ترمب؟

GMT 08:42 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

مناخر الفضول وحصائد «فيسبوك»

GMT 14:00 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

أخطر سلاح في حرب السودان!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab