في مواجهة الظالمين

في مواجهة الظالمين

في مواجهة الظالمين

 العرب اليوم -

في مواجهة الظالمين

بقلم - محمود خليل

 

يقول الله تعالى في كتابه الكريم: "الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز".

المعاني الجليلة التي تحملها هذه الآية حاضرة بشكل ناطق في العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة. فالآية الكريمة تبدأ بقوله تعالى "الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق".

وهذا المعنى لا ينطبق بين شعوب العالم إلا على الشعب الفلسطيني، الذي تواطأ العالم على إخراجه من بلاده وسلب أرضه منه، طيلة القرن الماضي.

ابتلع اليهود -تحت الحماية البريطانية- بيوت الفلسطينيين ومزارعهم تحت سمع وبصر الأمم المتحدة، بل وبادرت هذه الهيئة فوافقت على إقامتهم لدولة لهم فوق أرض شعب آخر عام 1947.

حارب العرب عام 1948 في محاولة يائسة لإنقاذ فلسطين، لكنهم هزموا، وأعلن "بن جوريون" عن قيام الدولة فوق الأرض المغتصبة.

لقد أعطى الله الحق لمن أُخرج من داره بغير حق في أن يجتهد في دفع هذا الظلم عنه، فتردده في ذلك يعني أنه يعين الظالم على الاستمرار في ظلمه، والمعتدي على أن ينعم بنتاج اعتدائه. لابد أن يتحرك، كما يتحرك الفلسطينيون، من أجل استرداد حقه.

السكوت عن الحق المسلوب فساد وتدمير للحياة، وهو يدمر أول ما يدمر كلمة الله على الأرض، الكلمة التي تتردد في المساجد والكنائس والصوامع، بذكر الله والصلاة، ومد اليد إليه بالدعاء.

هذا المعنى الذي تحمله الآية الكريمة حاضر في أداء المقاومة التي تدافع عن حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وإقامة دولة حقيقية لهم.

أما المعنى الآخر المتعلق بهدم المساجد والكنائس والصوامع فتجده شاخصاً بصورة لا تحتمل الشك في الممارسات اللا إنسانية التي يأتيها الاحتلال حين يوجه نيرانه إلى المساجد والكنائس، بل وأيضاً المستشفيات التي آوي إليها مريض أو خائف، والبيوت التي يأوي إليها المتعبون.

فالبيانات تقول أن الاحتلال دمر 31 مسجداً وألحق أضرار بالغة بثلاثة كنائس ونفذ مذبحة في مستشفى المعمداني. يعني لم ينج منه مسلم ولا مسيحي، فالقصف الغاشم الذي يمارسه طيران الاحتلال لا يفرق، بل يصب حممه ونيرانه على الجميع، ومهما يفعل فإنه لن يفت في عضد المقاومين، ولن يهز صمود الشعب الفلسطيني المؤمن بعدالة قضيته.

المقاومة والصمود في وجه المحتل يمثلان الترجمة الحقيقية للمعنى الثالث الذي تحمله الآية الكريمة: "ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز".

فالتحرك والصبر على مقاومة المعتدي يمثل إرضاءاً لله واستجابة للتوجيه السماوي بعدم السكوت على الظلم، التحرك والصبر على المقاومة يمثلان المعنى الحقيقي لنصر الله تعالى، والمولى عز وجل ينصر من ينصره بالعمل بما أمر به والابتعاد عما نهى عنه.

ومهما كانت القوة التي يعتمد عليها العدو، ومهما تواطأ العالم معه، فإن الله تعالى أقوى وأعز: "وهو القاهر فوق عباده وهو العزيز الحكيم".

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في مواجهة الظالمين في مواجهة الظالمين



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:38 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
 العرب اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:36 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه
 العرب اليوم - أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين

GMT 08:54 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 23:13 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر يضرب مدينة "ريز" في إيران

GMT 08:44 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشرى تكشف أولى مفاجآتها في العام الجديد

GMT 09:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شهداء وجرحى في قصف متواصل على قطاع غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab