المقاطعة المدهشة

المقاطعة المدهشة

المقاطعة المدهشة

 العرب اليوم -

المقاطعة المدهشة

بقلم - د. محمود خليل

قدرة مدهشة أثبتها جيل الشباب المصري على مقاطعة الشركات الداعمة للعدوان الاسرائيلي على غزة، والذي تقف في مساندته الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا.

سلك الشباب طريق "أضعف الإيمان" في مواجهة عمليات القتل التي تقع كل ساعة، لنساء وأطفال وشيوخ مدنيين عزل، أوجعت قلوبهم مشاهد القتل والسحق والهدم والردم، باستخدام أعتى أنواع الأسلحة، ومن بينها أسلحة محرمة دولياً، فقاطعوا أشهر الماركات الغربية، من الوجبات إلى زجاجات المياه الغازية، ولجأوا إلى شراء سلع بديلة مصنعة محلياً، إلى درجة أن إحدى ماركات المياه الغازية، التي عاصرناها ونحن أطفال، بدأت تقفز على جدار الشراء من جديد، وتنفذ من المحلات، ولا تجدها إذا نزلت تبحث عنها.

أغلب من تبنوا "سياسة المقاطعة" هم شباب أقل من 25 سنة، ومعهم أطفال لم يبلغوا الـ18 بعد. وهؤلاء -كما تعلم لم يعاصروا بالطبع، حرباً ضمن الحروب التي خاضتها مصر لتحرير أرضها، وبعضهم لا يذكر شيئاً عن العدوان الاسرائيلي على لينان عام 2006، أو العدوان الاسرائيلي على فلسطين عام 2008، وربما مر بعضهم سريعاً على عدوان 2012 أو 2014 على غزة.. هذه المرة مختلفة بكل المقاييس والدليل محلات بيع المنتجات الغربية التي "جابت ضلفها" وخفضت أسعارها بصورة غير مسبوقة، ورغم ذلك لم يشتر منها أحد.الدنيا مختلفة اليوم، فلأول مرة يشعر فيها جيل الشباب من المصريين أنه أمام "قضية وجودية".. إنه الإحساس الذي أفلح شباب المقاومة في نقله إلى الشباب المصري، فأولاد "غزة" يخوضون بالفعل "قضية وجود".. وجود وطن.. ووجود فوق أرض وطن.. وكل خطوة من خطواتهم على الأرض تدل بصدق على ذلك. الإحساس انتقل إلى الشباب المصري، وبناء عليه تماهوا مع هذا الإحساس لدى الشباب الفلسطيني المقاوم، وتبنوا فكرة المقاومة بمنتهى العزم والإصرار.

الجيل -أقل من 25 عاماً- ينتمي إلى الجيل زد وألفا، وقد حكيت لك عنهما، ونبهتك -حتى قبل زلزال 7 أكتوبر- إلى أن أبناء الجيل زد على وجه التحديد سوف يتدخل قريباً في تشكيل خرائط الحياة داخل العديد من المجتمعات، وما يحيرني حقاً في أمر المقاطعة المدهشة التي تبناها أولاد مصر من هذا الجيل، أنني كما أعرف عنهم ولعهم الخاص بالغرب وكل ما هو غربي. فتعليم بعضهم غربي النزعة واللغة، وتفضيلاتهم الدرامية والفنية أجنبية في الأغلب، والموسيقى الغربية تشدهم أكثر، ناهيك عن البراندات الغربية في الأزياء وخلافه، والمأكولات التي تنتجها أفرع أجنبية في مصر، وغير ذلك.

فكيف والحال كذلك أن يقرر هذا الشباب فجأة مقاطعة كل ما هو غربي داعم لاسرائيل، وأدار المقاطعة بشكل مركز ومرتكز على الأرض بصورة لم نعهدها من قبل؟نحن أمام شباب يبحث عن قضية.. بشرط أن تكون قضية حقيقية تدفعه إلى الإيمان بها، ويشعر أنه جزء منها، وأنها جزء منه، وأن عمله له أثراً فيها.. هنالك يتحرك وينغمس بكل طاقته فيما يؤمن به.. المسألة تستحق التفكير!.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المقاطعة المدهشة المقاطعة المدهشة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية
 العرب اليوم - عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم
 العرب اليوم - القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab