تمجيد التفاهة

تمجيد التفاهة

تمجيد التفاهة

 العرب اليوم -

تمجيد التفاهة

بقلم - د. محمود خليل

زمان كان الحصول على شهادة تقدير يمثل شيئاً ذا قيمة يفخر به الشخص، لأنها لم تكن تُمنح إلا على أساس قيمة أتاها الشخص: تفوق دراسى، إبداع مهنى، اجتهاد مرموق فى مجال عمله، عطاء اجتماعى رفيع المستوى، وغير ذلك، ولكن الأمر اختلف بمرور الوقت، وفقدت هذه الورقة ذات القيمة قيمتها، حتى باتت فى بعض الأحيان أتفه من أن تساوى قيمة الورقة والحبر الذى كتبت به، بل إنها أحياناً ما تمنح تمجيداً للتفاهة.

حقيقة أشعر بالعجب العجاب وأنا أراقب أداء بعض الجهات التى تترخص فى منح شهادات التقدير لمجرد المشاركة فى أى فعالية أو نشاط تقوم به.. لك أن تتصور أن بعض المؤتمرات التى تنعقد داخل بعض الجهات، يصدر عنها مئات شهادات التقدير لكل من هب ودب، ويكفى جداً أن تمر لدقيقة أو دقيقتين لكى تحصل على شهادة تقدير، وثق أنه إذا لم يكن اسمك مسجلاً ضمن الموعودين بالشهادات، فسوف تجد من يهمس فى أذن المنظمين أن فلاناً جاء بمحض الصدفة، ومن الواجب كتابة شهادة تقدير باسمه، فتكتب على الفور.

زمان قال الشاعر الحصيف «كل معروض مهان»، فالشىء الذى يتوافر فى كل يد، وبسبب وبدون سبب، يفقد قيمته، ويصبح من التفاهة بمكان.

وحينما تتحول المؤسسات عن دورها فى بذل الجهد والعمل والاجتهاد، ويصبح كل همّ المسئولين عنها القيام بشغل العلاقات العامة، وإرضاء هذا وذاك لمجرد المشاركة أو الحضور غير الفاعل بمنحه شهادة تقدير، فعلى المسئولين عنها أن يفهموا أنهم حوَّلوها لمؤسسة لصناعة التفاهة.وأخشى أن أقول إن الظهور، القائم على العلاقات العامة وليس على الأداء، يعكس الحالة التى يتحدث عنها «ألان دونو» فى كتابه «نظام التفاهة»، حين يتصدر التافهون المشهد، ويصبحون أصحاب الأمر والنهى فيه.

وأخشى أن أقول أيضاً إن حالة الترخص تلك تعكس حالة «تفاهة الورقة» التى حصل عليها بعضهم تحت اسم «شهادة تعليمية أو علمية».

فمنذ عدة عقود ومع التحولات التى طرأت على التعليم، وحالة اللخبطة التى دمغته، بعد تعدد أطيافه، بين تعليم عام وخاص ودولى وخلافه، وبعد أن أصبح الغش وأمور أخرى عديدة لا مجال لتناولها حالياً سمات أساسية من سمات التعليم، أصبح التشكيك فى جدية أو قيمة الشهادات وارداً، بل ومنطقياً إلى حد كبير.. والناظر إلى مستوى أداء بعض من يصفون أنفسهم بالخبراء فى مجالات معينة سوف يجد نفسه مضطراً إلى أن يسأل نفسه:

من أين أتى هؤلاء بالخبرة التى ينعتون أنفسهم أو ينعتهم غيرهم بها؟.

ما أفهمه أن الخبرة أداء، مهما قدم لنا من يدعونها سيراً ذاتية تتزاحم فيها الشهادات التى حصلوا عليها، أو الجهات التى منحتهم شهادات تقدير.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تمجيد التفاهة تمجيد التفاهة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:38 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
 العرب اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
 العرب اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة  بالروسي

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين

GMT 08:54 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 23:13 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر يضرب مدينة "ريز" في إيران

GMT 08:44 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشرى تكشف أولى مفاجآتها في العام الجديد

GMT 09:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شهداء وجرحى في قصف متواصل على قطاع غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab