المحنة الكبرى

المحنة الكبرى

المحنة الكبرى

 العرب اليوم -

المحنة الكبرى

بقلم - د. محمود خليل

المؤشر الجوهرى على تردى أى منظومة يتحدد فى توجهها نحو إفراز الأسوأ. وليس ثمة طريق أسهل لإفساد أى منظومة من أن ترجح معيار الثقة والولاء على الكفاءة والخبرة والجدارة والاستحقاق.

إشكالية «الثقة/ الكفاءة» كانت من الإشكاليات الكبرى التى طُرحت للنقاش العام بعد نكسة 1967، وتعددت التلميحات والتصريحات حول أن الاعتماد على أهل الثقة أدى إلى إعطاب الأداء داخل العديد من المؤسسات، ووضعنا أمام محنة كبرى، لم يكن يتصور أشد الناس تشاؤماً أن نسقط فى بئرها.

اشتعل النقاش حول اختيار القيادات داخل العديد من المواقع، بدءاً من الكليات والجامعات، مروراً برؤساء الأندية والاتحادات الرياضية، وانتهاءً بأكبر المؤسسات.. فاختيار القيادة يتم على أساس الولاء والثقة، وهى المنهجية ذاتها التى تعتمدها القيادة داخلياً بعد تعيينها، فتختار معاونيها طبقاً للمعيار نفسه، وهكذا تدور عجلة التخريب، سيئ يختار أسوأ، وأسوأ يختار أشد سوءاً، والمهم أمران الولاء والثقة من ناحية، وضعف القدرة على المنافسة من ناحية أخرى، إعمالاً للمثل المصرى الشهير الذى يقول: «أزرعه يقلعنى».

المسألة لم تكن فقط فى إعلاء مسألة الولاء على الكفاءة أو الخبرة، بل تمددت إلى ما عداها. فقد بدأت جينات الوراثة فى لعب دور مهم فى إعادة إنتاج القيادات داخل المواقع المختلفة، واشتهرت أسر بأكملها فى تخصصات معينة، ما أفقدها القدرة على التجدد، وشحت الفرص على أفراد كان من الممكن أن يسهموا فى إثراء مجالات مختلفة. أيضاً سادت فكرة الاستخفاف بالعلم، وضعف الطلب على حملته.

أصبح العلم فى «الراس» وليس فى «الكراس»، ما يعنى أن الفهلوة باتت وسيلة اكتسابه، وتدهورت الأوضاع أكثر وأكثر بعد أن أصبحت الشهادة هى الترجمة للعلم، وليس القدرة على التفكير أو الإبداع أو الإضافة والابتكار.لم يعد للمجتمع ككل غاية فى العلم أو من يملكون أدواته ويمتازون بقدرتهم على تفعيلها فى تطوير الواقع، بل اشتد الطلب على أنصاف المتعلمين، لأنهم أطوع من غيرهم.

ولا يعنى ذلك بحال عدم وجود بعض الشخصيات التى كانت تملك العلم أو القدرة داخل دولاب الإدارة العامة، لكن المشكلة أن العلم ومنهجياته كان آخر شىء يمكن يفكر هؤلاء فى العمل على أساسه، لأنهم كانوا يعلمون أنه لم يعد مطلوباً، وأن الخير لهم أن يستخدموا قدراتهم فى التبرير والدفاع عما يتفاعل فى الواقع.

لحظة الانكشاف التى عشناها عام 1967، تكررت فى مناسبات أخرى عديدة بعدها، وفى كل مرة كان يتردد نفس الكلام عن تغليب الثقة على الكفاءة عند اختيار المسئولين، وعن الوراثة والتوريث ومخاطرهما على مستقبل الأداء داخل المواقع المختلفة، وعن العلم والاستخفاف بالعلم وضعف الطلب عليه، كل الكلام تكرر دون زيادة أو نقصان، لكن لم يتغير شىء فى الواقع، ولم يكن هناك من سبب لذلك سوى عدم وجود إرادة للتغيير لا على المستوى العام ولا على المستوى الخاص. من الخطورة بمكان أن تدمن المجتمعات مشاكلها، وتستمتع باجترارها من حقبة إلى حقبة ومن مناسبة إلى أخرى.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المحنة الكبرى المحنة الكبرى



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس

GMT 17:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 10:42 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

رامي صبري يتحدث عن إمكانية تقديمه أغاني خليجية

GMT 23:27 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab