ملاهي «العيد»

ملاهي «العيد»

ملاهي «العيد»

 العرب اليوم -

ملاهي «العيد»

بقلم - د. محمود خليل

دعني أعيد عليك حديثاً عن "الملاهي" التي كانت ولم تزل "فُسحة" شهيرة من فسح الأعياد.. الملاهي ساعة حظ ينسى فيها الشخص همومه ويخرج من عالمه إلى آفاق خيالية تخلعه من الواقع خلعاً.. إنها لعبة الترفيه التي يحتاج إليها الإنسان، والتي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم، حين نصح المؤمن في الحديث الذي يقول: "ساعة وساعة".

فالنفوس إذا كلت ملت، ولذلك شرع الله تعالى الأعياد وجعلها -كما تعلم- بعد عبادتين شاقتين هما: عبادة الصوم التي يعقبها عيد الفطر، وعبادة الحج التي يليها عيد الأضحى.

الملاهي التي عرفها جيل الستينات والسبعينات كانت موجودة -على ما أذكر- إلى جوار "حديقة الحرية" بميدان التحرير، وقد أصبحت كل من الملاهي والحديقة أثراً بعد عين، وظهرت بدائل للملاهي بأماكن عدة سطعت شهرتها خلال فترة الثمانينات والتسعينات وما تلاهما.

لم يبق من أثر للملاهي القديمة إلا ما سجلته بعض الأعمال الفنية الكلاسيكية من مشاهد كانت الملاهي مسرحاً لها.

على سبيل المثال فيلم "يوم من عمري" لعبد الحليم حافظ وزبيدة ثروت، مثلت الملاهي إطاراً لأغنية جميلة غناها عبد الحليم في الفيلم، كان عنوانها "ضحك ولعب وجد وحب"، ألفها مرسي جميل عزيز، ولحنها منير مراد، وهي أغنية اعتمدت على قالب "الفيديو كليب" قبل الزمان بزمان. أيضاً بنى الراحل وحيد حامد عدداً من المشاهد في مسلسل "أحلام الفتى الطائر" داخل مدينة الملاهي.

هناك أيضاً صورة غنائية شهيرة راجت خلال فترتي الستينات والسبعينات عنوانها: "مدينة الملاهي"، كتبها "بيرم التونسي"، ولحنها "عزت الجاهلي"، يقول مطلعها: "الدنيا تلاهي.. في مدينة الملاهي.. دايرة باللي فيها.. وانت عنها ساهي".. وتصور الكلمات البديعة التي كتبها عم "بيرم" الألعاب التي تتزاحم داخل الملاهي.

مدن الملاهي تطورت كثيراً خلال فترة الثمانينات وما بعدها، فلم تعد مجرد ألعاب، بل تمددت بداخلها ما يمكن تسميته بـ"صناعة الترفيه"، فكل ما يقع في سياق الترفيه أصبح يتوافر داخل "الملاهي"، من دور عرض سينمائي وكافيتريات وأنشطة فندقية وغير ذلك.

العجيب أن المشروعات عندما تتمدد تفقد زخم البهجة الذي كانت تتمتع به حين كانت محدودة المكان والأدوات. وللمسألة أصل علمي فالمشروع -أي مشروع- عندما يتجاوز حجماً معيناً يصاب بنوع من الترهل الذي يؤدي إلى فقدان السيطرة عليه، مما ينذر باختفائه، وكأن للمشروعات دورة حياة مثل الأفراد والأمم.

في هذا السياق نستطيع أن نفهم تراجع القيمة التي كانت تلعبها مدن الملاهي في حياتنا، فقد تمددت إلى نواح أخرى كثيرة غير الألعاب، وباتت أشبه بلعبة المتاهة، وهي إحدى الألعاب التي كانت شهيرة في الماضي داخل الملاهي.

هذا التمدد الذي زاد عن الحد المعقول، أفقد الملاهي زخم البهجة، وقلل من تأثيرها في حياة الناس في الأعياد، فالألعاب بات محلها الموبايل، الذي يجلس إليه الناس، ويلعبون على "القاعد"، وبصورة فردية.

ومع "القعدة" و"الفردية" تتوه البهجة.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملاهي «العيد» ملاهي «العيد»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab