على أعصاب اللعيبة

على أعصاب اللعيبة

على أعصاب اللعيبة

 العرب اليوم -

على أعصاب اللعيبة

بقلم - د. محمود خليل

إعلانات قنوات «بير السلم» تثير العجب، سواء على مستوى الموضوع أو المحتوى أو الأبطال، فعلى مستوى الموضوع حدّث ولا حرج، فهناك إعلانات عن أدوية، وأخرى عن بناء مساجد، وثالثة عن تعمير مساجد بمفروشات أو مكتبات أو خلافه، ورابعة عن سُقيا الماء، وخامسة عن جمع تبرّعات لمرضى بأمراض مكلفة العلاج، والحبل على الجرار. والمحتوى هو الآخر لا يخلو من تنوع، فبعضها يعتمد على محتوى وعظى يقوم به أئمة أو دعاة، وبعضها يعتمد على سرد التجربة الذاتية مع دواء أو منتج معين من خلال شخص عادى، وبعضها يوظّف نجوماً يحكون تجاربهم مع المادة المعلن عنها ويجتهدون، بما لهم من تأثير وقدرة على التمثيل، فى إقناع الجمهور بها.

عشرات القنوات تبث هذه الإعلانات ليل نهار.. بل قل إنها نشأت أصلاً من أجل بث هذه النوعية من الإعلانات، ويأتى المحتوى (الدرامى فى الأغلب) الذى تبثه على الهامش.. والإعلانات كما حكيت لك تشمل كل شىء، وهى تتفاوت فى مستواها ما بين إعلانات مخدومة، وإعلانات «متكروتة»، وهى تبدأ من أحاديث المساجد وتمتد حتى «أحاديث بخة» و«الرقية الشرعية» و«أم فلان التى تفك السحر» وخلافه.

طبعاً الإعلانات التى تتزاحم على هذه القنوات تمارس لعبة «بيع الموضوع عن بُعد»، بمعنى أنها تبيع لك الموضوع، بدءاً من الطفل الذى يحتاج علاجاً، وحتى الموبايل، أو الدواء، أو المسجد الذى يحتاج إلى دعم، عن بُعد، فأنت لا تدرى حقيقة الأمر، بل تجلس متفرّجاً على مشهد تم إعداد سكريبت قوى، يشتمل على مضمون قادر على التأثير فى أعصابك، وتم إخراجه بعناية شديدة حتى يؤتى أكله ويسحب المال من جيبك وأنت راضٍ مرضى. أنت فى كل الأحوال لا تستطيع أن تتوثّق من حقيقة أو زيف، أو من صدق أو كذب ما يُقال وما تسمع، فالمسألة من الأول إلى الآخر لعب على أعصاب اللعيبة، والنتيجة بعد ذلك أن تدفع فى حساب برقم معين يفيدك به صاحب الإعلان، أو أن تُقبل على شراء منتج يزعم لك الإعلان أنه يفعل كل الأفاعيل، ويستطيع أن يشقلب حياتك، وسوف يحل مشكلتك أياً كانت.. وعندك الأحمر والأصفر والأخضر وألوان الطيف الأخرى.. فالمنتج ليس لوناً واحداً، بل عدة ألوان، وكل لون يحل مشكلة.

معادلة اللعب عن بُعد لا تمارس فقط على مستوى الإعلان، بل تتم أيضاً على مستوى البيع.. ففى ظل عصر «الدليفرى» بات البيع عن بُعد هو المسيطر على العلاقة بين المعلن (والمنتج) والمستهلك.. فالسلعة تصلك وأنت فى البيت عن طريق الشحن، وحينما تصلك عليك اختبارها لتكتشف أنها مطابقة للمواصفات أو غير مطابقة، والفيصل بالطبع هو التجربة، وإذا جربت المنتج ولم يثبت لك فاعليته -كما هو متوقع- فإعادته مستحيلة، وتكون بالبلدى كده شربت المقلب، والجهات إياها لا تحمى المستهلكين.. أما فى حالة التبرّع لسُقيا الماء أو لبناء مسجد أو لمريض وخلافه فأنت تدفع فى حساب معمى بالنسبة لك، وبالتالى لا تعرف أوله من آخره.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على أعصاب اللعيبة على أعصاب اللعيبة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:07 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
 العرب اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

جيش الاحتلال يرصد إطلاق صاروخين من شمال غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab