الأرستقراطية الجركسية

الأرستقراطية الجركسية

الأرستقراطية الجركسية

 العرب اليوم -

الأرستقراطية الجركسية

بقلم - د. محمود خليل

يدافع البعض عن أن الجراكسة الذين تسيّدوا مصر لم يكونوا مماليك أو عبيداً تم جلبهم وإلحاقهم بالقوة العسكرية للبلاد، بل عناصر استقدمها السلطان الناصر محمد بن قلاوون بناء على رسالة بعث بها إلى سلطان القوقاز دعاه فيها إلى إرسال شباب بلاده لينضموا إلى جيشه وليتطوعوا للدفاع عنه. يتبنى وجهة النظر تلك «راسم رشدى» فى كتابه «مصر والجراكسة».والحقيقة أن هذا الكلام لا يعبّر عن واقع الحال، بل يشكّل مجرد محاولة لمواجهة غمز ولمز البعض فى حق المماليك، حين تحدثوا عن أنهم كانوا عبيداً مجلوبين، حكموا البلاد والعباد. وليس ينتقص من حجمهم وأثرهم فى التاريخ كونهم مجلوبين عبر تجار النخاسة، وانضموا إلى طبقة الحكم فى مصر وغيرها من الدول الإسلامية كقوى مسلحة قادرة على الحرب والقتال، وأعتقهم بعد ذلك أساتذتهم الذين اشتروهم من الخارج، ليحلوا محلهم بعد ذلك على كراسى السلطة، فقد كانت هذه الممارسة جزءاً من واقع عصر، وجانباً من جوانب ظرف زمنى ساد العديد من دول العالم حينذاك.منذ عهد الجركسى الأول «السلطان برقوق اليلبغاوى» تدفق الجراكسة إلى مصر بأعداد كبيرة وذابوا فى دروب المصريين كجزء من طبقة الحكم، ومكثوا عقوداً طويلة يمثلون هيئة السلطة فى البلاد.عاش الجراكسة فيما بينهم كطبقة متميزة وكأرستقراطية مغلقة على نفسها، وحرصوا، كما يشير «السيوطى» فى «حسن المحاضرة»، على عدم الاختلاط بالأهالى، ولم يتزوجوا من المصريات إلا فيما ندر، وعزلوا المصريين عن ضياعهم وأراضيهم، إلا عند الحاجة، وقصروا أعمال الجندية عليهم من دون أهالى البلاد، ولم يكن ينتظم فى سلكها إلا مماليك أمثالهم من الجراكسة الذين يتم جلبهم.فى ذلك العصر أصبحت «الجندية» للجراكسة، وأُطلق عليهم «أهل السيف»، أما الأعمال الكتابية فباتت للأهالى، وأصبح يطلق عليهم «أصحاب القلم». ولا يخفى عليك ما يمكن أن ينشأ بين هاتين الفئتين من صراعات.وكان الجراكسة «أهل الجندية» ينعمون بكل الامتيازات، بل قل كانوا يملكون الأرض ومن عليها، أما الأهالى فبالكاد يتكسبون ما يقيم أودهم أو يحفظ حياتهم، وقد كان الكتبة منهم «أصحاب القلم» أسعد حالاً من غيرهم من الزراع والحرفيين، ولم يكن يتميز عليهم سوى من احترف التجارة أو اشتهر بالعلم من بين الأهالى.وندر فى هذا العصر أن يقدم أمير جركسى على الزواج من بنات الكبار من الأهالى، وحتى لو حدث وتزوج أحدهم من بنات القضاة وكبراء المسلمين، فلم يكن ذلك سبباً فى تغيير عادة العزلة والانفصال التى تعكس التعالى الجركسى على الأهالى من المصريين.والويل ثم الويل لأى شاب من الأهالى تسوقه أقداره إلى الوقوع فى حب إحدى بنات الجراكسة -اللائى امتزن بجمالهن- فدون أن يمضى الحب إلى منصة الزواج أسوار عالية من التعالى الجركسى. وقد عالج الراحل صلاح جاهين هذا المأزق فى مسلسل إذاعى شهير اسمه المماليك، تدور قصته حول شاب من أولاد البلد أغرم بإحدى الأميرات الجركسيات، وما واجهه من عقبات فى طريقه نحو حب الأميرة «بنت الذوات»

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأرستقراطية الجركسية الأرستقراطية الجركسية



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - طائرة مساعدات إماراتية عاجلة لدعم لبنان بـ100 مليون دولار

GMT 08:54 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تعلن رأيها في الألقاب الفنية
 العرب اليوم - منة شلبي تعلن رأيها في الألقاب الفنية

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف
 العرب اليوم - الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف

GMT 22:38 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل مصريين حادث إطلاق النار في المكسيك

GMT 04:42 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مفكرة القرية: تحصيل دار

GMT 06:26 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ذبحة صدرية تداهم عثمان ديمبلي

GMT 05:00 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

خروج بلا عودة

GMT 18:55 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

3 قتلى و3 جرحى نتيجة انفجار ضخم في حي المزة وسط دمشق

GMT 09:22 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الحوثيون يعلنون استهداف تل أبيب بعدد من طائرات الدرون

GMT 22:23 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

18 قتيلا بضربة إسرائيلية على مقهى في طولكرم

GMT 15:25 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تقرر ضرب هدف استراتيجي في إيران

GMT 08:13 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

18 شهيدًا في غارة للاحتلال الإسرائيلي على مخيم طولكرم

GMT 13:05 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

كوريا الجنوبية تستعد لإعصار "كراثون"

GMT 09:21 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تقصف 5 بلدات في جنوب لبنان بالمدفعية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab