«عرابي» والإنجليز
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

«عرابي» والإنجليز

«عرابي» والإنجليز

 العرب اليوم -

«عرابي» والإنجليز

محمود خليل
بقلم - د. محمود خليل

تعلم أنه بعد أن دخل الإنجليز مصر قبضوا على «أحمد عرابى»، وحُوكم بمعرفتهم، وصدر الحكم عليه بالإعدام، ثم خُفّف إلى النفى، فى المقابل تدعمت سلطة الخديو توفيق فى الحكم بعد أن أصبح فى حماية الإنجليز، وباتت مطالب الثورة العرابية فى الإصلاح فى خبر كان.

ورغم حالة الإحباط العام التى أصابت الناس جراء فشل الثورة، فإن وجدانهم ظل معلقاً بمحبّة زعيمها أحمد عرابى، وأخذوا يلتمسون له المعاذير فى الفشل، مثل تواطؤ الخديو مع الإنجليز ضده (يا توفيق يا وش القملة.. مين قالك تعمل دى العملة)، وأن خيانة بعض من ظن «عرابى» أنهم أنصار له هو السبب فى كسره (الولس كسر عرابى).

أمام هذه الحالة وجد المحتل أن الخطوة الضرورية الأولى التى يتوجّب عليه القيام بها لتخريب الوجدان العام هى «الاغتيال المعنوى لعرابى»، فبدأوا يطلقون فى الشارع المصرى رسالة مضادة تقول: إن «عرابى هو السبب فى الاحتلال»، ولولا تحرّكه ضد الخديو لما دخل الإنجليز مصر، وأن ما قام به ليس ثورة بل «هوجة»، خرج فيها العوام والغوغاء من أجل التخريب، وأنه «عاصٍ» انخلع من طاعة أولى الأمر، وعلى رأسهم سلطان المسلمين فى إسطنبول، الذى أعلن صراحة عصيان «عرابى»، وأنه لم يكن رجل سياسة يعرف كيف يدبّر أمر البلاد، بما يحقق صالحها، وغير ذلك.

أمام هذا الطرح بدأ الشارع فى الانقسام، وظهر من بين الناس من يردّد أن عرابى «عاصٍ وفاشل وأهوج»، وأنه «ودّا البلد فى داهية»، وتسبّب فى احتلال الإنجليز لها. فى هذه اللحظة بدأ الوجدان المتماسك على فكرة تأييد «عرابى» يدخل «حالة سيولة».

ابتعد أداء المحتل الإنجليزى عن العشوائية وهو يقوم بمهمة «الاغتيال المعنوى لعرابى»، واعتمد على أدوات مؤثّرة فى هذا الاتجاه. كان من بينها بعض الصحف التى أنشأها المحتل وموّلها، لتقوم بمهمة أساسية، هى الهجوم على عرابى وتشويه صورته أمام الرأى العام المصرى. ومن العجيب أن تجد بعض رموز الوطنية المصرية الذين عاصروا «عرابى» وعلت أصواتهم بالمطالبة بجلاء الإنجليز عن مصر اتجهوا هم الآخرون إلى تشويه صورة الرجل، فالكثير من رموز الحزب الوطنى -وعلى رأسهم مصطفى كامل- وصحيفة «اللواء» تعمّدوا الهجوم على «عرابى» والإساءة إليه.

والأعجب أن تجد شاعراً كبيراً مثل أحمد شوقى يستقبل أحمد عرابى، بعد عودته من المنفى، بقصيدة طويلة يهجوه فيها، يقول مطلعها: «صغار فى الذهاب وفى الإياب.. أهذا كل شأنك يا عرابى.. عفا عنك الأباعد والأدانى.. فمن يعفو عن الوطن المصاب».

لم ينزعج الإنجليز من الاعتماد على توظيف فكرة أن «عرابى» السبب فى الاحتلال» فى رحلة الاغتيال المعنوى لشخصه، بل ربما كانوا وراء طرحها فى الشارع، من أجل تخريب الوجدان العام، وقد نجحوا فى ذلك، ووجدت الفكرة على مستوى النخبة السياسية والأدبية من يروج لها، وعلى مستوى الشارع كثيرين ممن تقبلوها وردّدوها، رغم ما فيها من قفز على الحقيقة الموضوعية التى تقول إن الإنجليز كانوا يخططون لاحتلال مصر منذ حملة نابليون على البلاد (1798 - 1801)، وأنهم سيّروا حملة لاحتلالها عام 1807، لكنها انكسرت أمام مقاومة الأهالى لها، ورغم ذلك ظل الإنجليز يتدخّلون فى شئون مصر ويسعون إلى السيطرة عليها، حتى تحقّق الهدف عام 1882.

كما أن هناك حقيقة أخرى تقول إن من دعا الإنجليز لدخول مصر بهدف حمايته هو الخديو توفيق، وليس «عرابى»، ورغم ذلك لم يتّهمه أحد بالتسبّب فى احتلال مصر.

كان لـ«عرابى» أخطاء كثيرة بالفعل، لكنها أخطاء رجل حاول الاجتهاد فى إصلاح الواقع الذى يعيش فيه، فأصاب فى أحوال، وأخطأ فى أخرى

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«عرابي» والإنجليز «عرابي» والإنجليز



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab