صدمة «الحل»

صدمة «الحل»

صدمة «الحل»

 العرب اليوم -

صدمة «الحل»

بقلم - محمود خليل

وضع الغرب نظرية الصدمة والرعب وطبقها في العديد من الأزمات، وكذلك الصراعات العسكرية، وهي نظرية تعتمد على ممارسة أعلى درجات الضغط والقهر على الخصم، باستخدام أعتى الأدوات وأشدها قسوة، بحيث يصاب بحالة من الرعب والخوف، تمكن خصمه من السيطرة الكاملة عليه، ليقبل أفكاراً أو حلولاً لم يكن يتصور في لحظة أن بإمكانه قبولها، لحل مشكلة معينة.

طبقت الولايات المتحدة الأمريكية نظرية الصدمة والرعب في غزوها للعراق عام 2003، ومن يذكر الأيام الأولى للحرب سيستدعي مشاهد القصف النيراني غير المسبوق على مدن وأحياء العراق. كانت تلك هي المرة الأولى التي نشاهد فيها هذا الحجم الكبير من النار التي تصب حممها على الشعب الذي لا حول له ولا قوة.

كان الغزو الأمريكي للعراق أول عدوان من نوعه يتم بثه على الهواء مباشرة عبر شاشات الفضائيات الإخبارية، وكان ذلك -في تقديري- مقصوداً، لخدمة هدف الولايات المتحدة في إرعاب العرب عموماً، والعراقيين خصوصاً.

يعتبر الغرب هذه النظرية وسيلة جيدة لتبليع الشعوب ما لا يمكنها بلعه، إلا تحت الضغط والقهر والرعب والخوف، ومؤكد أن ما يبتلعه الإنسان في مثل هذه الظروف يفتقر إلى أدنى شروط العدالة والإنصاف.

ومن كثرة ما طبق صناع القرار في الغرب وفي تل أبيب -رأس حربة الغرب في المنطقة- هذه النظرية في فرض ما يريدون من أوضاع مجحفة على العرب، فقد تعلم الأخيرون الدرس من أصحابه والنظرية من منتجيها.

فما حدث في "طوفان الأقصى" هو تطبيق عكسي لنظرية الصدمة والرعب، حين وجد الإسرائيلي عناصر المقاومة الفلسطينية فوق رأسه داخل حدود 1948.

حجم الصدمة لدى أفراد الشعب الإسرائيلي كانت كبيرة، بل أكبر مما تتصوره عقولهم، لأنها كانت صدمة مزدوجة من حجم القوة والقدرة التي بلغتها المقاومة من ناحية، وعجز أجهزتهم الأمنية عن حمايتهم من ناحية أخرى.

أما الرعب فحدث ولا حرج، فقد اقتحمت عناصر المقاومة المستوطنات "المغتصبة" داخل الأراضي المحتلة، وانتشروا في كل مكان في مشهد أثار الرعب في نفوس الإسرائيليين.. إنها النظرية بحذافيرها.

والسؤال هل يمكن أن تؤدي صدمة السابع من أكتوبر وما خلفته من رعب داخل دولة الاحتلال إلى حل عادل للقضية الفلسطينية.. حل يقوم على تأسيس دولة فلسطينية على حدود ما قبل 5 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية؟.

كل شىء بات وارداً، وذلك إذا أخذنا في الاعتبار أن حالة الصدمة والرعب التي عاشها المجتمع والدولة في إسرائيل خلال الأيام الماضية أصبحت تهيىء صانع القرار في تل أبيب وكذلك الإسرائليين لقبول حلول كان من الصعب عليهم قبولها فيما سبق.المعادلة الجديدة التي أوجدها يوم السابع من أكتوبر 2023 تؤشر إلى تعاط مختلف من جانب إسرائيل والغرب مع القضية الفلسطينية، تعاط يعيد للفلسطينيين حقوقهم كاملة غير منقوصة، بعد أن دفعوا الثمن من دمائهم جيلاً بعد جيل.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صدمة «الحل» صدمة «الحل»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
 العرب اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab